معركة إقليم النيل الأزرق منعطف يحدد مسار الحرب السودانية
تتجه قوات الدعم السريع إلى السيطرة على إقليم النيل الأزرق بعد إحكام قبضتها على عدد من المناطق الاستراتيجية في ولاية سنّار جنوب شرق السودان، وهو ما من شأنه أن يضيق الخناق على عدد من المدن وعلى الفرق العسكرية الرئيسية للجيش.
وقال المك عبيد أبوشوتال القيادي في الدعم السريع لـ”راديو دبنقا” الثلاثاء إن إقليم النيل الأزرق هو المحطة القادمة لتحركاتهم العسكرية، مؤكدا استمرار سيطرتهم على سنجة والدندر وأبوحجار.
وسيطرت قوات الدعم السريع، الثلاثاء، على مدينة الدندر بولاية سنار، دون مقاومة من الجيش وفق ما أفادت وسائل إعلام سودانية نقلا عن شهود عيان.
وتقع مدينة الدندر على بعد 400 كيلومتر جنوب شرق العاصمة الخرطوم، كما تقع ضمن محيط محمية الدندر الطبيعية التي تبلغ مساحتها نحو عشرة آلاف كيلومتر مربع، وتصنف على أنها أكبر المحميات الطبيعية في أفريقيا، وتضم أكثر من أربعين نوعا من الحيوانات، و260 نوعا من الطيور، كما تقع المحمية على الحدود السودانية الإثيوبية.
وبسقوط الدندر، وقبلها مدينة السوكي التي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق، ومدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، ومنطقة جبل موية الرابطة بين 4 ولايات حيوية في وسط وغرب السودان، إضافة إلى مدينة الدمازين الواقعة على مسافة 100 كيلومترا من الحدود مع أثيوبيا، تتوسع الاحتمالات بسقوط المزيد من المدن بيد قوات الدعم السريع، مع مخاوف من حركة نزوح كبيرة.
ويقول مراقبون إن سيطرة قوات الدعم السريع على تلك المناطق يضيق الخناق على عدد من المدن وعلى الفرق العسكرية الرئيسية للجيش في سنار وولاية النيل الأزرق المتاخمة، كما يعني التحكم في المثلث الذي يضم مدن الدويم وكوستي والمناقل.
ويشير هؤلاء إلى أن من يسيطر على تلك المنطقة سيتمكن من قطع الإمداد عن الطرف الآخر، حيث تدرك القيادات العسكرية في الدعم السريع والجيش أن فقدان المحور يعني قطع إمداداتها على مستوى الخرطوم ومدني وسنار، كما أنه يسهل الوصول إلى مدينة الدمازين الاستراتيجية والمناطق المحيطة بها والتي تربط السودان بدولتي جنوب السودان وإثيوبيا. إضافة إلى خط وسط السودان وهو خط رابط بين شرق السودان الرابط مع الشرق والشمال.
وجدد أبوشوتال تحذيره لمواطني النيل الأزرق بالابتعاد من المناطق العسكرية. ودعا الحكماء ورجال الإدارة الأهلية بإدارة حوار مع العسكريين في الفرقة الرابعة لتسليمها تجنبا لـ”إفرازات الحـرب على المواطنين” مشيراً لاكتظاظ النيل الأزرق بالنازحين.
ودعا المواطنين في الدمازين للاستفادة مما حدث في سنجة مشير إلى أن الدمازين تبعد 180 كيلومتراً عن منطقة أبوحجار التي تسيطر عليها قـوات الدعم السريع.
وقال إن إقليم النيل الأزرق عانى كثيرا من الحروب. وإن قوات الدعـم السريع لا ترغب في تكرار ذات المعاناة.
وعقب سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجة بدأت حركة نزوح واسعة وسط المواطنين بلغت أصداؤها مدينة سنار المجاورة. التي شهدت هي الأخرى موجات نزوح كبيرة خلال الأيام الماضية.
وكانت لجان مقاومة الدمازين، قد أفادت تقرير ميداني الأحد الماضي أن إقليم النيل الأزرق. يشهد موجة نزوح كبيرة بسبب الأحداث الأخيرة بمدينة سنجة.
وأكدت اللجان، أن الإقليم استقبل أعدادا كبيرة من النازحين. وخصوصا من مدينة سنجة، في محافظتي الدمازين والروصيرص.
والسبت الماضي أعلنت قوات الدعم السريع. فرض سيطرتها على قيادة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة بولاية سنار جنوب شرق السودان.
ونفى أبوشوتال في مقابلة مع راديو دبنقا ما يتردد حول استعادة الجيش .لمنطقة جبل موية في ولاية سنار، مؤكداً إن الجبل جرى تأمينه بشكل كامل. مشددا على أن قواتهم تحاصر مدينة سنار من أربع محاور واغلاق الطريق إلى النيل الأزرق وحصارها.
وكانت مصادر مقربة للجيش قالت إنها استردت جبل دود وهو ضمن سلسلة جبل موية كما أنها تواصل معاركها في محيط جبل موية.
ووصف خبراء عسكريون تحدثوا لراديو دبنقا في وقت سابق منطقة جبل موية. التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي، بأنها منطقة استراتيجية حاكمة. وأن من يسيطر عليها بإمكانه الاستيلاء على مناطق سنار والنيل الأزرق، وأشاروا إلى سهولة الدفاع عنها وأنها تمثل نقطة التقاء طرق مهمة إلى ولاية النيل الأبيض.
ونفى أبوشوتال الاتهامات الموجهة للدعم السريع بارتكاب عمليات نهـب في ولاية سنار واتهم الجيش بنهب الأبرياء في أم درمان.
وبالمقابل اتهم مواطنون في إفادات متطابقة بارتكاب أعمال نهـب واسعة في سنجة .والدندر طالت عربات وممتلكات المواطنين.
ونفى أبوشوتال سيطرة الجيش على حي الدوحة بأمدرمان. وفي نفس الوقت قلل من الأهمية الاستراتيجية للحي، وأعرب عن استغرابه في احتفال الجيش بالسيطرة على حي في الوقت الذي يسيطر فيه الدعـم السريع على ولايات.
-
استيلاء الدعم السريع على مراكز الجيش ومعداته
-
حالة من التوتر بين الجيش والدعم السريع.. ماذا يحدث في السودان؟
وقال إن انتشار قواتهم ووصولها إلى ولاية سنار لا يؤثر على سيطرتها على ولايتي الخرطوم والجزيرة مشيرا إلى أنهم يمتلكون العدد الكافي من الجنود لتغطية كل مناطق العمليات.
وأفاد الجيش في بيان مقتضب عبر حسابه على منصة فيسبوك اليوم الثلاثاء بأن قواته “طهّرت اليوم منطقة الدوحة وما حولها في أم درمان .واستلمت ودمرت عددا من المركبات القتالية لمليشيا آل دقلو الإرهابية وهلاك عدد منهم”.