مطالب بخراج قوات التحالف من العراق.. ما علاقة إيران


 

تصعد الفصائل العراقية الموالية لإيران من المواجهة مع القوات الأميركية، رغم موقف الحكومة الحرج ومحاولاتها احتواء التصعيد، فقد جدد رئيس تحالف “نبني” هادي العامري، مطالبته بإنهاء تواجد التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في البلاد.  

يؤكد متابعون أن هذه المطالب ليست جديدة وتحركها إيران التي لا ترغب بوجود قوات أجنبية بالقرب منها، مشيرين إلى ان الحرب على غزة مناسبة لتحقيق مصالح إيران عبر وكلائها في العراق وسوريا. 

وقال العامري في كلمة ألقاها خلال المهرجان الانتخابي للتحالف في محافظة واسط، إن “الحشد الشعبي هو السند للأجهزة الأمنية والمحافظ على وحدة العراق وسيادته”، مضيفا أن “الجيش العراقي مع الحشد والشرطة الاتحادية قادرون على الدفاع عن العراق”. 

وتعتبر هذه التصريحات أحدث حلقة من سلسلة الاستفزازات التي تقوم بها الفصائل ضد التحالف الدولي، حيث أعرب مسؤولون أميركيون أن مصالحهم في العراق وسوريا تعرضت لأكثر من 80 هجوما منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تبنى معظمها ما تعرف بحركة “المقاومة الإسلامية” في العراق التي تنضوي تحت لوائها مجموعة من الفصائل المسلحة العراقية المتحالفة مع إيران “بسبب دعم واشنطن لإسرائيل في حربها في غزة”. 

وشارك الجيش الأميركي ضمن تحالف دولي في الحرب التي دارت ضدّ تنظيم داعش في العراق بين سنتي 2014 و2017، قبل أن يخفض قوّاته تدريجيا وصولا إلى الإعلان عن سحب جميع القوات القتالية والإبقاء على حوالي 2500 عنصر من المستشارين والمدرّبين المكلّفين بمساعدة القوات العراقية على مواجهة الإرهاب. 
وتدافع الحكومة العراقية عن شرعية الوجود العسكري الأميركي في العراق، مؤكّدة أن طبيعة القوات الموجودة استشارية وليست قتالية. 

لكن العامري قال”لا نحتاج لقوات التحالف الدولي في العراق ويجب ان يخرجوا فوراً”، مطالبا “الحكومة العراقية بانهاء تواجد التحالف الدولي في العراق وتحقيق السيادة الوطنية الكاملة للبلاد”. 

ويقود العامري تحالف “نبني” الذي شكّل مع قوى شيعية أخرى ما يعرف بالإطار التنسيقي بهدف مواجهة تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إثر الانتخابات التشريعية الماضية، وقد تمكّن بالتعاون مع قوى كردية وسنية من تشكيل الحكومة. 

ويُعرف العامري بارتباطاته القوية مع إيران التي حارب إلى جانب قواتها ضد العراق في حرب الثماني سنوات التي استمرت بين سنتي 1980 و1988. 

ومن هذه الزاوية ينظر إلى تصريحاته باعتبارها انعكاسا لقرار إيراني باستئناف معركة إخراج القوات الأميركية من العراق تحت عنوان مساندة غزّة. 

وكان البرلمان العراقي قد صوت في الخامس من كانون الثاني/يناير من العام 2020 على قرار يطالب بموجبه بغداد بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد. 

وجاء القرار بعد يومين من اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد. 

كما توعدت كتائب حزب الله العراقي قبل يومين، بشن المزيد من الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة، وأشارت إلى أن الهجمات التي استهدفت المصالح الأميركية الجمعة الماضي كانت مجرد بداية. 

وقال أبو علي العسكري المسؤول الأمني في الكتائب، على منصة إكس مساء السبت “إن عملياتنا ضد الاحتلال الأميركي ستستمر حتى إخراج آخر جندي له من أرض العراق”، مؤكدا أن أي “حماقة” منه ستواجه برد مضاعف وتوسيع للعمليات. 

وتمتلك كتائب حزب الله العراقي قدرات عسكرية كبيرة، وتعد من الفصائل الرئيسية التي تشن هجمات على قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة والمصالح الأميركية. 

ولم تعلن الجماعة صراحة مسؤوليتها عن هجوم نادر على السفارة الأميركية في بغداد الجمعة، لكن المسؤول الأمني قال إن السفارة تمثل “قاعدة عمليات متقدمة للتخطيط للعمليات العسكرية ووكرا للتجسس”. 

واستنكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد الشياع السوداني، الهجمات على المصالح الأميركية، وأشار بوجه خاص إلى كتائب حزب الله وجماعة أخرى هي حركة النجباء بسبب استهدافهما لجنود أميركيين في الآونة الأخيرة، وأكد أن واشنطن تحتفظ بحق الرد. 

وفي تحد واضح للسوداني، قالت كتائب حزب الله إن “تعاون بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية مع المحتل الأميركي.. يجعلهم شركاء في جرائمه”. 

وتستند إيران في مواجهتها بالوكالة مع القوات الأميركية في العراق وسوريا إلى عدد كبير من الميليشيات من أبرزها حزب الله العراق وحركة النجباء التابعة في تمويلها وتنظيمها وتسليحها بشكل كامل للحرس الثوري الإيراني الذي استخدمها خلال السنوات الماضية في الحرب داخل سوريا والعراق على حدّ السواء. 

 

Exit mobile version