سياسة

ما أهمية زيارة البرهان للسعودية؟


ما يقرب من 6 أشهر على الحرب في السودان بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني، جعلت البلاد عبارة عن بيت للأشباح وطلقات النيران منتشرة وبشدة على الحوائط في المنازل التي تشهد قصفاً متواصلاً بين المتنازعين.

وبعد نحو أسبوع من خروجه في السودان وانتشار فيديوهات له مع العامة في الشارع، قام قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بزيارات قصيرة لعدة عواصم إقليمية استهلها بالقاهرة، ثم جوبا، فالدوحة وتركيا، خرج منها بأن التفاوض مع غريمه قائد الدعم السريع حميدتي هو الحل.

الزيارة للسعودية في وقت مميز

وفي وقت يتوقع أن يزور فيه رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، المملكة العربية السعودية، بحسب تصريح له أثناء وجوده في العاصمة الأميركية نيويورك، قال فيه إنه سيزور الرياض في مقبل الأيام.

حيث تقوم المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية بتيسير المحادثات بين طرفي الصراع في السودان، من خلال منبر جدة، للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والأعمال العدائية، طويل الأمد، يمهد لبدء محادثات سياسية لحل الأزمة.

وقد وصف البرهان، في مقابلات إعلامية له في نيويورك، أن منبر جدة بأنه الأفضل من بين المبادرات المطروحة إلى الآن لحل الأزمة في السودان، مبدياً استعداده للاستجابة لأي دعوة من الوساطة للانخراط في المفاوضات مع قوات الدعم السريع.

دلالات الزيارة للسعودية

زيارة البرهان إلى الرياض كانت مقررة في وقت سابق، إلا أنها أرجئت إلى ما بعد مشاركة البرهان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووجدت التصريحات الإيجابية لرئيس مجلس السيادة، بشأن استعداده لوقف الحرب عبر المفاوضات، ترحيباً واسعاً من القوى المدنية والسياسية في الداخل والخارج وكذلك الرياض، التي سارعت إلى تسريع خطوات استئناف محادثات جدة، وبحسب ما يتداول بقوة في الأوساط السياسية، فإن الزيارة المرتقبة للبرهان إلى السعودية تعد مؤشراً إيجابياً يدفع باتجاه مسار الحل السلمي التفاوضي لقضية الحرب في البلاد.

ويقول المحلل السياسي السوداني محمد إلياس: إن حديث البرهان وحميدتي عن استعدادهما للتفاوض وإجراء محادثات سلام جاء بعد اقتناع الرجلين بعدم إمكانية حسم الخيار العسكري للصراع في ظل معاناة شعب السودان.

وأضاف أن زيارة البرهان لجدة هدفها الأساسي هو الوقوف على استئناف مباحثات جدة المتوقفة منذ أشهر، ولكن هناك تخوف البعض من أن حديث البرهان وحميدتي في الأمم المتحدة مجرد محاولة للتجمل أمام المجتمع الدولي وإظهار نيتهما في التفاوض وعدم معارضتهما الحلول السياسية، وأن سلوكهما العسكري على الأرض لا يعكس حديثهما الإعلامي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى