ماكرون تدعو إلى هدنة فورية ومستدامة في غزة


 دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها إسرائيل الأحد، إلى هدنة “فورية ومستدامة” في قطاع غزة وخفض التصعيد مع لبنان في ظل القصف المتبادل مع حزب الله، محذرة من خروج الوضع ع السيطرة.

ونددت خلال زيارتها الأحد قرية قرب رام الله بالعنف الذي يرتكبه المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة والذي “يقوض احتمالات التوصل إلى حل سياسي”.

وقالت كولونا “هذه أعمال خطيرة تقوض احتمالات التوصل إلى حل سياسي وتضعف السلطة الفلسطينية ويمكنها أن تدفع نحو تطورات جديدة وزعزعة استقرار الضفة الغربية”، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يصب في مصلحة إسرائيل.

وكانت الوزيرة الفرنسية قد وصلت في وقت سابق الأحد إلى إسرائيل حيث التقت كوهين، وانتقلت إلى الضفة الغربية المحتلة للقاء مسؤولين فلسطينيين، بينما من المقرر أن تزور بيروت غدا الاثنين.

وتواجه إسرائيل في الآونة الأخيرة دعوات متزايدة لهدنة جديدة في قطاع غزة في ظل الارتفاع الحاد في عدد القتلى المدنيين في الحرب بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

واندلعت الحرب في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته الحركة على جنوب إسرائيل، أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا وقضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق الأرقام الصادرة عن السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، الجيش الإسرائيلي قصفا مكثفا على القطاع. وبدأت بعمليات برية اعتبارا من أواخر أكتوبر/تشرين الأول. ما أدى إلى مقتل 18800 شخص على الأقل غالبيتهم من النساء والأطفال. وفق حكومة حماس في غزة.

وأعربت كولونا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي. إيلي كوهين في تل أبيب عن قلق بلادها “البالغ” إزاء الوضع في قطاع غزة. مطالبة بـ”هدنة جديدة فورية ومستدامة” في الحرب.

وأضافت “قتل الكثير من المدنيين” في الجانب الفلسطيني. مؤكدة في الوقت عينه وجوب عدم نسيان ضحايا الهجوم الذي شنّته حماس في الجانب الإسرائيلي.

وتطرقت خصوصا إلى ضحايا أعمال عنف جنسي يُتهم عناصر حماس بارتكابها، وهو ما تنفيه الحركة. وقالت كولونا “من نافل القول إن فرنسا .تصدّق كلمات هؤلاء النسوة الضحايا… اللواتي اضطررن لاختبار عمليات الاغتصاب والتشويه هذه”.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية. تبادلا للقصف بشكل يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

ويؤكد الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية حدودية. وتردّ إسرائيل بقصف جوي ومدفعي يطال أهدافا عسكرية ومدنية في جنوب لبنان.

ويشدد الحزب الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بحركة حماس في إطار “محور المقاومة”. الذي تقوده طهران في الشرق الأوسط. على أن عملياته تأتي في إطار “إسناد” الشعب الفلسطيني و”المقاومة” في غزة.

وكان التوتر الحدودي بين لبنان وإسرائيل محور بحث في زيارة كولونا التي دعت كل الأطراف إلى “خفض التصعيد” في هذه المنطقة.

وقالت خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب إن “خطر التصعيد يبقى قائما… وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة. أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد وأقول ذلك لإسرائيل أيضا”. مضيفة “هذه الدعوة إلى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع”.

ورأى كوهين أن “بإمكان فرنسا أداء دور ايجابي وهام لمنع حرب في لبنان”. مشددا على أنه “ليس لدى إسرائيل أي نية لفتح جبهة أخرى على الحدود الشمالية. لكننا سنقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنينا”، مشيرا إلى أن أكثر من 50 ألف إسرائيلي. نزحوا من المناطق الحدودية في شمال إسرائيل.

وأضاف “علينا ضمان أمنهم ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم والطريقة الوحيدة للقيام .بذلك هي إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني”. موضحا “هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالدبلوماسية وإما بالقوة”.

وكان مصدر دبلوماسي غربي في بيروت أفاد بأن “إسرائيل تريد من حزب الله .أن يتراجع مسافة 40 كيلومترا عن الحدود” .وأن الإسرائيليين يريدون على وجه الخصوص من الحزب سحب مقاتلي وحدة النخبة في صفوفه (قوة الرضوان). والأسلحة الثقيلة من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان.

وفي حين يردّ الحزب بأنه ليس له وجود علني مرئي في المنطقة الحدودية. أكد نائب أمينه العام نعيم قاسم في وقت سابق هذا الأسبوع رفض البحث .في “أي وضعية للجنوب اللبناني مع أحد مع استمرار العدوان على غزة”.

وتثير الحرب في غزة مخاوف من اتساع نطاق النزاع إلى جبهات أخرى في الإقليم. وفي الآونة الأخيرة، كثّف المتمردون الحوثيون من هجماتهم في منطقة البحر الأحمر .واستهدفوا سفن شحن تجارية كانت متجهة إلى إسرائيل.

ودفع ذلك شركات نقل كبرى إلى تعليق عبور سفنها في هذا الممر البحري الحيوي .للتجارة العالمية والذي يربط بين مضيق باب المندب وقناة السويس.

وحذّرت كولونا من أن هذه الهجمات “لا يمكنها أن تبقى بدون رد”. مؤكدة “نحن ندرس عدة خيارات مع شركائنا” من بينها دور “دفاعي لمنع تكرار ذلك”.

وكانت وزارة الجيوش الفرنسية أعلنت الثلاثاء أن سفينة فرنسية .كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر أسقطت الاثنين مسيّرة كانت تهدد ناقلة ترفع علم النرويج هاجمها المتمردون الحوثيون.

Exit mobile version