ماذا يفعل الإخوان المسلمون في العاصمة الليبية؟
تخضع العاصمة الليبية طرابلس لأكثر من (13) عاماً لميليشيات الإسلام السياسي بزعامة تنظيم (الإخوان)، عندما كان في سلطة المؤتمر الوطني؛ أول حكومة بعد الثورة التي أسقطت نظام معمر القذافي.
ووفق مقالة للكاتب الليبي جبريل العبيدي فقد سيطر (الإخوان) في ليبيا على الحكومة، وكان لهم نصيب في جميع الوزارات، لهذا ما زالت طرابلس تعاني من وضع مزرٍ صعب، بسبب سيطرة الميليشيات عليها، فالمدينة تتقاسمها مجموعات مسلحة متناحرة، ولم تتمكّن السلطات الرسمية المتعاقبة منذ 2011 من استعادة السيطرة بشكل كامل؛ بل أصبحت رهينة للميليشيات وتحت سطوة الابتزاز.
سيطر (الإخوان) في ليبيا على الحكومة، وكان لهم نصيب في جميع الوزارات، لهذا ما زالت طرابلس تعاني من وضع مزرٍ صعب، بسبب سيطرة الميليشيات عليها.
وتنشط الميليشيات الإخوانية في ليبيا في المناطق الحضرية أكثر من المناطق البدوية؛ حيث لا تجد لها مأوى عند القبائل، بينما في المدن الحضرية تفرض نفوذها بشكل قوي، والسكان يعيشون في حالة من عدم الاستقرار والخوف الدائم، فالوضع الأمني في المدينة متأزم بسبب القتال المستمر والمتكرر بين الميليشيات على مناطق النفوذ، وتقاسم ابتزاز الوزارات والمؤسسات الحكومية، وانتهاك حقوق الإنسان والاحتجازات التعسفية للمعارضين لوجود الميليشيات، ومن لا يخضع لنفوذها مصيره السجون السرّية.
وأضاف العبيدي أنّ التحديات كبيرة أمام أيّ محاولة لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس، ويتعذّر الوصول بسهولة لبعض المناطق المسيطر عليها من قبل هذه الميليشيات؛ إذ تتحصن هذه الكتائب في الأحياء السكنية، وتتخذ من السكان دروعاً بشرية.
وعززت تلك الميليشيات الإخوانية الجريمة والعنف والابتزاز والسطو على أملاك الناس، والمال العام، وترك الناس يرسفون في الفقر وضعف الخدمات، مثل انقطاع الكهرباء ونقص المياه والبطالة، بسبب تأثير سيطرة الميليشيات السلبي على الحياة اليومية والاقتصاد، وحجب رواتب المواطنين لشهور، وفق العبيدي.
وقال العبيدي: رغم أنّ جماعة (الإخوان) حظرها البرلمان الليبي وصنّفها جماعة إرهابية، فإنّها لم تكفّ عن محاولات عرقلة قيام الدولة؛ لأنّها تحلم بالسيطرة على البلاد وثرواتها، ومن ثم تكديس الأموال لزعزعة استقرار الدول العربية. لقد فشلت جماعة (الإخوان) فشلاً ذريعاً في المنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية، ولم تبقَ لها إلا طرابلس وبعض المدن، وهذا بفضل الجيش الليبي الذي بذل جهداً كبيراً في معركة تطهيره البلاد من الميليشيات.
تنشط الميليشيات الإخوانية في ليبيا في المناطق الحضرية أكثر من المناطق البدوية؛ حيث لا تجد لها مأوى عند القبائل، بينما في المدن الحضرية تفرض نفوذها بشكل قوي.
اليوم الجيش الليبي بسط نفوذه على معظم الأراضي الليبية، إلا أنّ تنظيم الإخوان وميليشياته والمتحالفين معه تحصنوا في العاصمة طرابلس، محميين بدعم إقليمي مباشر، استخدم حتى الطيران المُسيَّر لصالح الجماعة، ومنع تقدم الجيش الليبي لتخليص العاصمة من شرورهم. وإنّ تحرير العاصمة من الميليشيات بات مسألة وقت ليس بالطويل، وقريباً سيكون الجيش الليبي في العاصمة، وعندها سيتحرر المواطنون من هيمنة وبطش وابتزاز الميليشيات، وتعود البلاد إلى نهضتها التنموية القوية، لبناء مجد ليبيا بثروتها الضخمة وإمكاناتها العديدة.
معاناة ليبيا من تنظيم (الإخوان) المبتدع دينياً والمفلس سياسياً، كبيرة جداً، فالتنظيم لا يمكنه الخروج في سلوكه عن تلون الحرباء واستبدال الأفاعي جلودها للاختباء والظهور مع تغير الظروف، فجماعة تنظيم (الإخوان) “الفرع الليبي” تصر على البقاء رغم خسارتها؛ ليس الصندوق الانتخابي فقط، بل ثقة الناس فيها أيضاً، فالتنظيم اعتاد التضليل والتقية السياسية في جلباب ديني، وهو مفلس سياسياً ومبتدع دينياً.
وأضاف أنّه لا أحد يمكن له أن يخرج من التنظيم؛ فموضوع الاستقالات من الجماعة لا يخرج عن كونه تكتيكاً لأعضاء تنظيم (الإخوان)، ومناورة سياسية تهدف لإرسال رسائل إلى الداخل والخارج، تبدأ بالاستقالة المزعومة والتمويهية.
معاناة ليبيا من الفوضى والميليشيات والانقسام السياسي مصدره الرئيس هو هيمنة جماعة (الإخوان) التي تمتلك السلاح بدعم دول إقليمية معروفة. وهي رغم ضعف شعبيتها قادرة على استخدام المال الفاسد، لاستمرار الفوضى في البلاد ببقاء العاصمة رهينة لدى الميليشيات.