سياسة

ليبيا تقدم عرضًا للتعاون القضائي مع لبنان في قضية اختفاء موسى الصدر


عرض النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور على السلطات اللبنانية التعاون المشترك في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر (حركة أمل)، داعيا إلى “موافاة النيابة العامة الليبية بطلب مساعدة قانونية يتضمن تقدير السلطات القضائية اللبنانية للإجراءات التي من شأنها الإسهام في استجلاء حقيقة تغييب موسى الصدر ورفيقيه”، وفق ما ذكرت صحيفة محلية.

كما طلب في مذكرة وجهها إلى رئيس المجلس العدلي الرئيس الأول لمحكمة التمييز والنائب العام التمييزي والمحقق العدلي القاضي زاهر حمادة، “إعمال آليات تسليم هانيبال القذافي إلى ليبيا، وفق الإجراءات المقررة في التشريعات الجزائية اللبنانية أو تمكينه من المغادرة إلى بلد اللجوء”.

وقال الصور في مذكرته التي نقلت نصها صحيفة ‘الوسط’ الليبية “إذ نُسلّم بالتحدي الذي يمثله تحقيق واقعة تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، فإننا ندرك أن هذا التحدي بالإمكان مجاوزته عبر إجراء تعاون قضائي منصف ومؤطر بين جهتي الادعاء في بلدينا”.

وتابع “هذا المقتضى القانوني لا يمنع اتخاذ الإجراءات في مواجهته محليا” وهو ما يتوجب وفقه “موافاة النيابة العامة الليبية بتفصيل الوقائع المسندة إلى المسؤولين الليبيين المدعى عليهم في القضية رقم 1 لسنة 1980 الذين صدرت في حقهم مذكرات توقيف غيابية”.

وأشار إلى أن ذلك يمكن النيابة العامة الليبية السماع إلى أقوال المدعى عليهم في القضية وموافاة الجهات اللبنانية بالنتائج في أوقات ملائمة.

واختفاء الإمام موسى الصدر لا تزال قضية متقدة لدى الثنائي الشيعي في لبنان (حزب الله وحركة أمل) رغم مرور 45 عاما على حادثة الاختفاء الغامضة.

وكان آخر ظهور لموسى الصدر في ليبيا التي زارها صيف العام 1978 لعقد اجتماع مع زعيمها الراحل معمر القذافي ويتهم شيعة لبنان وكذلك شيعة إيران، ليبيا بالمسؤولية عن اختفاء الصدر ورفيقيه.

ونفي نظام القذافي مرارا اختفاء الصدر ومرافقيه أثناء وجودهم في ليبيا، مؤكدا أنهم غادروا إلى إيطاليا قبل الاختفاء، إلا أن السلطات الإيطالية أكدت أن الثلاثة لم يدخلوا أراضيها لأنهم لم يخرجوا من ليبيا أصلا.

ومنذ سقوط نظام القذافي عام 2011، تطالب حركة أمل بإلحاح السلطات الليبية بتوضيح مصير الصدر ورفيقيه. وتقول إن “مدير الاستخبارات الليبية السابق عبدالله السنوسي يعلم كلّ شيء حول الاختفاء”، وهو الذي ختم “زورا” جوازات سفرهم إلى روما.

ومنذ عام 2012، يقبع السنوسي (73 عامًا) في سجن معيتيقة وهو أكبر سجن في غرب البلاد، حيث يتم معاملته “مثل كبار الشخصيات ويتم فحصه بانتظام من قبل أطبائه الخاصين”، وفق ما أكده أحد حراس السجن.

ولدى شيعة لبنان عموما وحركة أمل التي يتزعمها نبيه بري خصوصا، قناعة تامة بأن الإمام الصدر لا يزال على قيد الحياة في ليبيا، لكن بعد أكثر ن أربعة عقود لم يتمّ التوصل إلى نتيجة قطعية حول مصيره، ومع ذلك فإن جمهوره ما زال ينتظره، بينما كان في الخمسين من عمره ساعة اختفائه.

وموسى صدرالدين الصدر هو مؤسس حركة “أمل” اللبنانية عام 1974 تحت اسم “حركة المحرومين”. وولد في مدينة قم الإيرانية عام 1928 وتلقى فيها دروسه الدينية الأولى قبل أن يغادر إلى مدينة النجف العراقية لإكمال دراساته الدينية العليا ومن ثم عاد إلى إيران بعد حركة يوليو/تموز 1958 التي أطاحت بالحكم الملكي في العراق.

وبعد مرور أكثر من 4 عقود، لا تزال قضية اختفاء الإمام الصدر دون نهاية رغم الجهود التي بذلت بعد سقوط نظام القذافي بالتنسيق مع لبنان، إلا أن حالة الفوضى العارمة والانقسام والتقاتل التي تشهدها ليبيا، تعيق على ما يبدو أي محاولة للكشف عن ملابسات اختفاء الصدر بشكل تام وبأدلة قطعية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى