سياسة

لمواجهة تهديدات إيران.. نتنياهو يدعو لإقامة ‘تحالف إبراهيم’


دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمة أمام الكونغرس الأميركي إلى تشكيل “تحالف إبراهيم” في الشرق الأوسط يضم إسرائيل والولايات المتحدة ودول حليفة للدولة العبرية لمواجهة تهديدات إيران.

ووصف نتنياهو المحتجين على الحرب المدمرة في غزة بأنهم “أغبياء تستفيد منهم إيران”، معتبرا أن طهران تموّل التظاهرات.

وقال متوجّها إلى هؤلاء المحتجين “عندما يعمد طغاة طهران الذين يشنقون المثليين من على رافعات ويقتلون النساء لعدم تغطيتهن شعرهن، إلى الإشادة بكم والترويج لكم وتمويلكم، تكونون قد أصبحتم رسميا أغبياء تستفيد منكم إيران”.

وتغيب عشرات المشرعين الديمقراطيين عن الجلسة التي ألقى فيها نتنياهو كلمة، في تعبير عن استيائهم من مقتل آلاف المدنيين والأزمة الإنسانية الناجمة عن الحملة الإسرائيلية في غزة.

وتجمع آلاف المحتجين المعارضين للحرب، التي تشنها إسرائيل على القطاع، بالقرب من مبنى الكابيتول الأميركي وحمل بعضهم الأعلام الفلسطينية.

ووضعت لافتات على منصة أقامها المحتجون تقول إن الزعيم الإسرائيلي “مجرم حرب مطلوب للعدالة” في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدارها.

وقال نتنياهو في بداية كلمته إنه “يتعين على أميركا وإسرائيل أن تقفا معا”، وشكر الرئيس الأميركي جو بايدن على “دعمه المخلص لإسرائيل”.

وتابع أن الدولة العبرية لا تسعى لإعادة توطين سكان قطاع غزة، الذي أكد على ضرورة أن يقوده فلسطينيون لا يسعون لتدمير إسرائيل بعد الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وكشف أنه “في المستقبل المنظور، ستحتاج إسرائيل إلى سيطرة أمنية مهيمنة على غزة”. وهذه الكلمة هي الرابعة له أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب، ليتخطى بذلك رئيس الوزراء البريطاني في زمن الحرب ونستون تشرشل الذي ألقى مثل هذه الخطابات ثلاث مرات.

ورشت شرطة الكونغرس رذاذ الفلفل على محتجين كانوا يحاولون اجتياز حاجز قرب المبنى قبل أن يبدأ نتنياهو خطابه.

وعبر بعض المشرعين عن عدم ارتياحهم لأن يظهروا وكأنهم يؤيدون نتنياهو وحكومته الائتلافية اليمينية المتشددة في الوقت الذي يواجه فيه تراجعا في استطلاعات الرأي في إسرائيل.

وقال السناتور كريس فان هولين للصحفيين “بالنسبة لنتنياهو، الأمر كله يتعلق بتعزيز الدعم له في الوطن، وهو أحد الأسباب التي تجعلني لا أرغب في الحضور…لا أريد أن أكون جزءا من دعم سياسي في هذا الخداع. فهو ليس الحارس العظيم للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وقال النائب الجمهوري في مجلس النواب توماس ماسي أيضا إنه لن يحضر. وكتب على منصة ”إكس” “الغرض من مخاطبة نتنياهو الكونغرس هو تعزيز مكانته السياسية في إسرائيل وتخفيف حدة المعارضة الدولية لحربه. لا أشعر بأنني من أنصار هذا، ولذا لن أحضر”.

ومن بين الديمقراطيين الذين رفضوا الحضور أيضا أعضاء مجلس الشيوخ ديك دربين ثاني أبرز ديمقراطي في المجلس وتيم كين وجيف ميركلي وبريان شاتز، وكلهم أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إضافة إلى باتي موراي التي ترأس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ.

وفي مجلس النواب، كان من بين الذين قرروا عدم الحضور تقدميون مثل النائبتين رشيدة طليب وألكسندرا أوكازيو كورتيز، بالإضافة إلى إيمي بيرا، العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية وآدم سميث أبرز الديمقراطيين في لجنة خدمات القوات المسلحة.

وقال سميث إنه لم يحضر قط اجتماعات مشتركة لكنه وصف نفسه الثلاثاء بأنه “معارض بشدة لما يفعله رئيس الوزراء نتنياهو في إسرائيل”.

وتغيبت عن الحضور كاملا هاريس التي ترأس عادة جلسات إلقاء الكلمة باعتبارها نائب الرئيس ولم يحضر أيضا السناتور الجمهوري جي.دي. فانس، مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.

وفي غياب هاريس، كان من الطبيعي أن تتولى موراي رئاسة الجلسة بصفتها عضوة ديمقراطية بارزة في مجلس الشيوخ، لكن سيحل محلها السناتور الديمقراطي بن كاردين الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية.

ويجتمع نتنياهو مع بايدن وهاريس الخميس. وتقدمت هاريس أحيانا على رئيسها في انتقاد إسرائيل بسبب الخسائر الفادحة وسط المدنيين الفلسطينيين في غزة.

ومن المقرر أن يسافر نتنياهو إلى فلوريدا للقاء ترامب في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وسيكون الاجتماع هو الأول بينهما منذ نهاية رئاسته التي أقام خلالها البلدان علاقات وثيقة.

وقبل إلقاء كلمة أمام الكونغرس، تحدث نتنياهو في تأبين للسناتور جو ليبرمان الذي توفي في مارس/آذار، مؤكدا على وجهة نظر المشرع الأميريي التي كان مفادها أنه يجب السماح لإسرائيل بتحقيق هدفها المتمثل في “إعاقة حماس“، وأن الولايات المتحدة وإسرائيل لهما مصلحة مشتركة في توحيد الجبهة ضد إيران.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى