لماذا يظهر تنظيم داعش من جديد في العراق؟


يشهد العراق الفترة الحالية زيادة ملحوظة في نشاطات تنظيم داعش الإرهابي.

حيث شهد الأسبوع الماضي عددا من الهجمات في منطقتي كركوك وديالى أسفرت عن مصرع وإصابة ما يقرب من 25 شخصا بين مدنيين وعسكريين.
حيث يواجه العراق العديد من التحديات الأمنية منذ تولي محمد شياع السوداني رئاسة الحكومة، في ظل محاولات الأجهزة الأمنية العراقية تقييم القوة الحقيقية اللازمة لمواجهة التنظيم الإرهابي الأبرز.

عودة الإرهاب

كما أشارت تقارير إعلامية محلية إلى أن ظهور تنظيم داعش بكثافة يتزامن مع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. مشددة على ضرورة توجيه ضربات استباقية للتنظيم الإرهابي قبل أن يوسع من مناطق نفوذه وإيقاظ خلاياه النائمة.

مضيفين أن الضربات الخاطفة تكشف مخططات داعش للسيطرة على المناطق الحدودية بين سوريا والعراق. وكشف مصدر أمني رفيع المستوى لوكالة الأنباء العراقية، أن عبوة ناسفة استهدفت مركبة للجيش العراقي بمحافظة نينوى شمال العراق وتسببت في مقتل وإصابة 5 عسكريين.

مشيرًا إلى أن داعش لا يمتلك القدرة على تنفيذ عملياته وأهدافه ما لم تكن هناك قوى تدعمه وتوفر له المساحة الحيوية التي يتحرك فيها لتحقيق آفاق سياسية معينة.

في السياق ذاته، يرى د. عمر عبد الستار المحلل السياسي العراقي، أن أسباب ظهور داعش على الساحة من جديد، بعد إعلان القضاء عليه في 2017، تعود لتضعف التحالف الدولي في العراق.

وترك القوات الأمنية العراقية فقط تواجه التنظيم الإرهابي في ظل انقسامات وحالة عدم استقرار داخل البلاد. مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية العراقية في حاجة إلى معلومات استخباراتية وسلاح جوي متفوق لحصار داعش والانتصار عليه وهو ما يفوق القدرات الحالية للقوات العراقية.

مضيفًا أن من الوارد أن يكون تنظيم داعش راغبًا في الانتقام لمقتل زعمائه خلال الفترة الماضية إلا أن الأكثر واقعية هو سعي التنظيم لعرقلة أي برنامج قد تضعه حكومة السوداني في ظل رغبة أطراف عديدة في الإبقاء على التنظيم الإرهابي كورقة ضغط.

عقارب داعش

وفي نفس السياق، يقول د. باسل الكاظمي، المحلل السياسي العراقي، إن سقوط داعش في 2017 لم يكن نهاية التنظيم فالهجمات لا تزال مستمرة وخصوصًا في كركوك وديالى والموصل. مشيرًا إلى أن غالبية العمليات الإرهابية تأتي من أماكن مهجورة بعد أن نزح أهلها على يد الميليشيات الإرهابية، مضيفًا أن تلك المناطق تعاني من ضعف في التواجد الأمني يحتاج لمعالجة سريعة.

وتابع الكاظمي أن من الضروري أن تتم معالجة الأوضاع الأمنية وإعادة الأهالي وفرض سطوة القانون والأمن، مشبهًا داعش بالعقارب التي تخرج من الجحور والمناطق المهجورة وتستغلها لنشر سمومها بين الناس.

وهو ما أكده المتحدث باسم المرصد العراقي للحقوق والحريات، عادل الخزاعي، حيث أشار إلى أن حكومة السوداني لا تختلف كثيرًا عن ما سبقها من حكومات. وبالتالي المخاطر واحدة ولا تختلف أيضًا، مضيفًا أن السياسات الأمنية الفاشلة وتكرار الأخطاء سمة مشتركة بين جميع الحكومات السابقة والحكومة الحالية، محذرًا من التأخر في معالجة الملف الأمني.

ومشددًا على ضرورة وضع خطط سياسية واضحة، والقضاء على الفساد الإداري في الأجهزة الأمنية الذي تضخم بصورة كبيرة لدرجة أنّ هناك فصائل الحشد الشعبي التي تأخذ رواتب وأسلحة من الحكومة لكن لا وجود لها على الأرض، ومعظم مواقعهم فارغة أو فيها جندي أو اثنان فقط قبل التفكير في مواجهة داعش.

من جانبه، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية أنّ “ضابطا برتبة رائد وعددا من المنتسبين استشهدوا في عمل إرهابي جبان بانفجار عبوة ناسفة على دورية تابعة لقوات الشرطة الاتحادية اللواء الآلي الثاني في قرية علي السلطان بناحية الرياض في كركوك”.

وأضاف البيان أنّ “العناصر الإرهابية لجأت إلى أساليب خبيثة بعد أن تلقت ضربات موجعة على يد قواتنا الأمنية البطلة”. مشيراً إلى أنّ “القائد العام للقوات المسلحة وجه القطعات الأمنية بالانتباه وتفتيش الطرق بشكل دقيق وعدم إعطاء فرصة للعناصر الإرهابية، كما وجه أيضاً بتشكيل مجلس تحقيقي بهذا الحادث الإرهابي”.

Exit mobile version