لقاء البرهان بقيادات إسلامية في شرق السودان: ما القصة؟
مع تداول معطيات إعلامية بشان عقد البرهان لقاء مع قيادات إسلامية، بينها الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، بمدينة بورتسودان شرقي البلاد، سارع مجلس السيادة لنفي هذه المعلومات، وذلك في محاولة من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لوضع مسافة بينه وبين الجماعات الإسلامية وحزب المؤتمر المنحل.
يأتي ذلك بعد الاتهامات الموجهة للجيش السوداني بالتحالف مع فلول نظام البشير لإجهاض جهود دولية وإقليمية لوقف الحرب وإنشاء سلطة مدنية، وذلك بالقفز على تطلعات الشعب في ديمقراطية حقيقية من خلال تأجيج الصراع.
وفي بيان رسمي، هدد إعلام مجلس السيادة السوداني الجمعة بمقاضاة صحيفة (سودان تربيون)، التي كشفت في وقت سابق عن هذا اللقاء المزعوم، بحسب مجلس السيادة السوداني.
واتهم البيان الصحيفة بـ “إطلاق شائعات وأكاذيب حول أنشطة وبرامج الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس، ونشر الشائعات وتزييف وتلوين الحقائق”، بحسب البيان.
وكانت الصحيفة قد نقلت عن مصادرها أنّ البرهان وقيادات الحركة الإسلامية عقدوا اجتماعاً مطولاً، في بورتسودان شرقي البلاد، ناقش خيارات التعامل مع الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأشارت الصحيفة، نقلاً عن المصادر، إلى أنّ “مجموعة قيادات الحركة الإسلامية حثت البرهان على تجنب أيّ مسار تفاوضي لإنهاء الحرب”، بحسب ما ذكرته الصحيفة.
وأكدت أنّ “كرتي دعا البرهان خلال الاجتماع إلى مواصلة القتال، وتعهد بإمداد الجيش بآلاف المقاتلين لحسم النزاع مع قوات الدعم السريع”.
والخميس، فرضت واشنطن عقوبات على كرتي، بتهمة مفاقمة عدم الاستقرار في السودان، في مؤشر جديد على انخراط الإسلاميين من بقايا نظام البشير في القتال إلى جانب الجيش، وذلك في تأكيد لما أشار إليه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” بوجود تحالف بين القوات المسلحة والتيارات الإسلامية لمنع حكومة مدنية.
واستهدفت العقوبات الأمريكية شركتين متخصصتين في تكنولوجيا المعلومات والأمن، مقرها السودان، ويديرها أعضاء مؤثرون في قوات الأمن، على خلفية اتهامهما بارتكاب أعمال “تهدد استقرار السودان“، ممّا منح الشرعية للتهم التي وجهها دقلو بانخراط الإسلاميين في الحرب السودانية إلى جانب الجيش.
وحاولت الحركة الإسلامية الردّ على العقوبات الأمريكية بالحديث عن انتصارات وطنية وهمية، لكنّها أوقعت نفسها في مأزق، وبات خطابها متوافقاً مع خطابات متطرفة لجماعات جهادية. وهو ما سيحرج البرهان دون شك، وخاصة أنّه يبحث عن دعم غربي.
وشغل كرتي منصب وزير الخارجية في حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير خلال الفترة الممتدة بين 16 حزيران (يونيو) 2010، و7 حزيران (يونيو) 2015. لكنّه تمكن من الفرار من سجن كوبر ليطلق خطباً تحريضية شهيرة ساهمت في تأجيج الصراع المسلح.
وقد سعت قيادات في الحركة الإسلامية تمكنت من الفرار إلى جانب كرتي، إلى الاستقرار في شرق السودان من أجل التحريض والقيام بتعبئة وتجييش واستنفار مواطنين للدفاع عن القوات المسلحة وتكفير خصومها.