سياسة

لخمسة أيام وسط أزيز الرصاص.. تمديد الهدنة في السودان


وافق طرفا الصراع في السودان الاثنين على تمديد اتفاق الهدنة لخمسة أيام. بعد الشكوك التي أثيرت مجددا حول فعالية الهدنة جراء الاشتباكات العنيفة والضربات الجوية التي شهدتها أجزاء من العاصمة الخرطوم خاصة في الآونة الأخيرة.

وأعلنت السعودية والولايات المتحدة، اللتان توسطتا في اتفاق وقف إطلاق النار لمدة أسبوع ومراقبته عن بعد، موافقة الطرفين على تمديده قبل وقت وجيز من الوقت المقرر لانتهاء سريانه.

وقال البلدان في بيان مشترك إنه على الرغم من عدم الالتزام التام بالهدنة. فقد أتاحت توصيل المساعدات إلى أشخاص يقدر عددهم بمليوني شخص.

وورد في البيان “التمديد سيتيح الوقت لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية ومناقشة احتمال التمديد لفترة أطول”.
وقالت مصادر مطلعة على الاتفاق الجديد إن المباحثات مستمرة حول تعديلات لجعل الهدنة أكثر فعالية.
وقبل ساعات، أفاد سكان باندلاع معارك في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري. وقالوا إن حدة القتال أشد مما كانت عليه في الأيام الثلاثة الماضية.

واندلع الصراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل. ما أسفر عن مقتل المئات وفرار ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم.
وقال سكان إنه أمكن سماع دوي الضربات الجوية، التي يستخدمها الجيش لاستهداف قوات الدعم السريع المنتشرة في أحياء بالعاصمة، في أم درمان ظهيرة اليوم الاثنين.

وقال حسن عثمان (55 عاما)، وهو من سكان أم درمان إنه منذ مساء الاحد تقع ضربات باستخدام جميع أنواع الأسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأضاف أن هناك حالة خوف كبير بين السكان، متسائلا “أين الهدنة؟”.
ومع توقف القتال العنيف مؤقتا في الأيام المنصرمة في ظل الهدنة، استمرت الاشتباكات والضربات الجوية بشكل متفرق.

واتهمت قوات الدعم الجيش بارتكاب مجزرة ضد المدنيين حيث نددت في بيان “بأشد العبارات السلوك الوحشي لقوات الانقلابيين وفلول النظام البائد المتطرفة التي قامت عصر الاثنين بارتكاب مجزرة بقصف الطيران الحربي لحافلة ركاب وعدد من المزارع بشمبات مما تسبب في مقتل وإصابة عدد من المواطنين الابرياء بينهم نساء وأطفال.

واضافت “ان المجزرة البشعة التي ارتكبها الطيران الحربي للانقلابيين الإرهابيين بقصفهم للمدنيين اليوم، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حجم الحقد والكراهية التي تضمرها هذه الطغمة الفاسدة للشعب السوداني”.
وقالت المملكة والولايات المتحدة الأحد إن كلا من الجيش وقوات الدعم السريع انتهك الهدنة مرارا وعرقل وصول المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية.

وقالت وزارة الصحة إن القتال تسبب في مقتل أكثر من 700، لكن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب صعوبة وصول عاملي الصحة والمساعدات إلى مناطق الصراع.
وسجلت الحكومة بشكل منفصل ما يصل إلى 510 وفيات في الجنينة، إحدى المدن الرئيسية في إقليم دارفور غرب البلاد والذي كان يعاني بالفعل من الصراع والنزوح.

وطالت عمليات نهب وتدمير مصانع ومكاتب ومنازل وبنوكا في الخرطوم. وكثيرا ما تشهد العاصمة السودانية انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات، كما تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية وكذلك نفاد الإمدادات الغذائية.

وتحدثت تقارير عن وفاة عشرات الأطفال في أكبر دار للأيتام بالخرطوم منذ بدء الصراع، وعزا أحد المسؤولين هذه الوفيات بشكل رئيسي إلى نقص العاملين على الرعاية وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر بسبب القتال.
وتقول الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إنه على الرغم من الهدنة فإنها تكابد للحصول على موافقات وضمانات أمنية لتوصيل المساعدات وفرق الإغاثة إلى الخرطوم وغيرها من الأماكن التي تحتاج إليها.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن التوقعات التي تشير إلى احتمال فرار مليون شخص من السودان بحلول أكتوبر تشرين الأول ربما تكون متحفظة مشيرا إلى أن العدد قد يكون أكبر من ذلك.
وفر أكثر من 350 ألف شخص بالفعل إلى دول مجاورة وتوجه أغلبهم إلى مصر وتشاد وجنوب السودان.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى