سياسة

كيف يفتح الاتفاق السعودي الإيراني الباب أمام السلام في اليمن؟


في مقال للدكتور ماجد رفي زاده العالم السياسي الإيراني الأميركي، بعنوان “الاتفاق السعودي الإيراني يفتح الباب أمام السلام في اليمن”، ركز فيه على نتائج الاتفاق الذي تم بين الرياض وطهران بعد سنوات من الخلاف، والذي قال فيه إن من أهم القضايا المرتبطة بالاتفاق الأخير بين السعودية وإيران هي احتمالية إنهاء الصراع في اليمن، فقد كانت صفقة هذا الشهر خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث أكدت الحكومة الإيرانية أن التقارب مع المملكة سيساعد في تحقيق هذا الهدف الحاسم.

السلام في اليمن 

وأضاف زاده أنه يبدو أن القادة الإيرانيين متفائلون بأن الانفراج بين طهران والرياض سيحقق السلام بالفعل في اليمن. ففي اجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانز غروندبرغ بعد أيام قليلة من توقيع الاتفاق، أصر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على أن حكومته “تدعم أي مفاوضات من شأنها أن تساعد في إرساء السلام والاستقرار في اليمن”.

كما ورد أن البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة تعتقد أن الصفقة مع المملكة العربية السعودية ستساهم في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في اليمن، وذكر بيان صادر عن البعثة أن إعادة العلاقات الدبلوماسية ستكون لها انعكاسات “إيجابية” على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، وأشار البيان إلى أنه “يبدو (لذلك) أن إعادة العلاقات السياسية بين إيران والسعودية ستسرع من تحقيق وقف إطلاق النار في اليمن”.

تطورات إيجابية 

وأشار إلى حدوث عدة تطورات إيجابية أخرى منذ التوصل إلى الاتفاق السعودي الإيراني، فعلى على سبيل المثال، بدأت الأمم المتحدة نتيجة لذلك دبلوماسية “مكثفة”، وأخبر جروندبرج مجلس الأمن الدولي هذا الشهر أنه كان هناك “تغيير تدريجي في نطاق وعمق المناقشات”، كما حث الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمتمردين الحوثيين على “اغتنام الفرص” التي أوجدها الزخم الجديد. 

وأضاف جروندبيرج: “يجب على الطرفين اغتنام الفرصة التي يتيحها هذا الزخم الإقليمي والدولي لاتخاذ خطوات حاسمة نحو مستقبل أكثر سلامًا، وهذا يتطلب الصبر ومنظورًا طويل المدى، وهذا يتطلب شجاعة وقيادة “.

وقف إيران تسليح الحوثي 

وأردف زاده أن إحدى الخطوات الحاسمة التي من شأنها المساعدة في إحلال السلام والاستقرار في اليمن تتمثل في أن تتوقف إيران عن تسليم الأسلحة إلى الحوثيين، كما يمكن للحكومة الإيرانية أن تأمر الحرس الثوري الإسلامي بالامتناع عن تقديم أي مساعدة عسكرية للحوثيين. 

وأوضح زاده أنه من حسن الحظ، تعهد القادة الإيرانيون بأنهم سيفعلون ذلك، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، التي ذكرت أن طهران وافقت على “وقف شحنات الأسلحة السرية إلى حلفائها الحوثيين” في “خطوة يمكن أن تضخ زخمًا جديدًا في الجهود المبذولة لإنهاء واحدة من أطول الحروب الأهلية في المنطقة “.

صورة طهران الدولية 

واعتبر خطوة وقف دعم الحوثي من خلال وقف تسليم الأسلحة للحوثيين، ستعزز شرعية إيران ليس فقط في المنطقة، ولكن أيضًا على الساحة العالمية نظرًا لحقيقة أن طهران ستظهر أنها تحترم القانون الدولي وتحترم حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على الحوثيين، حيث ينص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي صدر في عام 2015، على أن “تتخذ جميع الدول الأعضاء على الفور الإجراءات اللازمة لمنع الإمداد المباشر أو غير المباشر أو البيع أو النقل إلى” الحوثيين، وهي تغطي “الأسلحة والذخيرة والمركبات والمعدات العسكرية والمعدات شبه العسكرية وقطع الغيار لما سبق ذكره، والمساعدة الفنية والتدريب والمساعدات المالية أو غيرها من المساعدات المتعلقة بالأنشطة العسكرية أو توفير أو صيانة أو استخدام أي أسلحة أو عتاد ذي صلة. 

خطر تسليح الحوثيين 

وأوضح زاده أن أحد الأسباب الرئيسية لشدة ونطاق وطول الصراع في اليمن هو قدرة الحوثيين على الحصول على الأسلحة، والتي بدونها سيكون هناك حافز أكبر للتوصل إلى اتفاق من أجل إنهاء الصراع، ففي حين أن اليمن لا تشكل تهديدًا للأمن القومي لإيران، فإنها تفعل ذلك للسعودية، لأنها تشترك في حدود مع الدولة الخليجية.

واستطرد: “بشكل عام ، عندما تعتقد الجهات الفاعلة غير الحكومية أن الحكومة تدعمها ماليًا وعسكريًا، سيكون لديهم حافز أقل للتوصل إلى اتفاق”. 

وأكد زاده على فائدة أخرى ستجنيها الحكومة الإيرانية من تغيير سياستها تجاه الحوثيين ووقف تسليم أسلحتها الاقتصادية، لن يؤدي وقف دعمها المالي والاستشاري والاستخباراتي والسياسي للحوثيين إلى تعزيز شرعية طهران فحسب، بل قد يوفر أيضًا للقادة الإيرانيين مبلغًا كبيرًا من المال.

إحلال السلام في المنطقة 

واختتم زاده مقاله: “باختصار، بفضل الاتفاق السعودي الإيراني، يمكن لطهران أن تلعب دورًا حاسمًا في إحلال السلام والاستقرار في اليمن، والتطور الأخير الذي خرج من طهران وهو قرار إيران المعلن بوقف تسليح الحوثيين، يعد خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، مما سيزيد بلا شك السلام والأمن والاستقرار في المنطقة”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى