سياسة

كيف ستغير مواجهة بايدن وترامب آراء الناخبين؟


مع احتدام السباق نحو البيت الأبيض، قد تكون المناظرة المرتقبة نقطة التحول الحقيقية في الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة.

وتأتي المناظرة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه الجمهور دونالد ترامب المقررة الخميس القادم باعتبارها واحدة من أكثر المناظرات السياسية أهمية في التاريخ حيث يمكن أن تكون نقطة التحول الحقيقية في الحملة الانتخابية.

ورغم محاولات خفض التوقعات، أنفق الرئيسان وأنصارهما المال والوقت لشن الهجمات الشرسة ورسم صورة سلبية عن الآخر فترامب “مجرم مختل” في معسكر الديمقراطيين وبايدن “ضعيف يعاني من تراجع قدراته العقلية” بين صفوف الجمهوريين.

وخلال المواجهة التي ستستمر 90 دقيقة وتنظمها شبكة “سي إن إن” سيكون لدى المرشحين الكثير ليكسبه أو يخسره لكن الفائز في المناظرة سيكون هو الشخص الذي نجح في مواجهة الصورة السلبية التي يصدرها الطرف الآخر عنه وفقا لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تحليل لها.

وعلى مدار العام، كانت المنافسة بين بايدن وترامب الذي يتقدم في استطلاعات الرأي خاصة في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن وجورجيا وأريزونا ونيفادا وهو ما جعل الديمقراطيين يشعرون بقلق متزايد خاصة وأن الرئيس لم يتخلف أبدًا عن سلفه في استطلاعات الرأي الوطنية عام 2020.

لكن نتائج بايدن شهدت مؤخرا بعض التحسن التدريجي وذلك منذ إدانة ترامب بـ 34 تهمة جنائية في قضية “أموال الصمت” بعد محاكمته بتهمة تزوير سجلات تجارية لإخفاء دفع أموال لممثلة أفلام إباحية قبل انتخابات 2016.

هذا التحسن يجعل المنافسة قائمة بين المرشحين على المستوى الوطني وأيضا في الولايات المتأرجحة التي تمثل ساحة معركة.

ووفقا لاستطلاعات الرأي الوطنية التي أُجريت خلال الشهر الجاري فإن بايدن يتقدم على ترامب بفارق 0.2% في حين كان المرشح الجمهوري متقدما بفارق 1.2% قبيل خطاب حالة الاتحاد في مارس/آذار الماضي ويتعادل المرشحان في حالة تضمين مرشحي الطرف الثالث.

وتعليقا على التحول الطفيف في نتائج الاستطلاعات لصالح بايدن، قال استراتيجيون ديمقراطيون، اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم إن هذا التغيير قد لا يكون مهما لأن طريق بايدن للفوز بأغلبية المجمع الانتخابي في نوفمبر/تشرين الثاني لا يزال يمثل تحديا كبيرا.

وأرجعوا هذا التحول إلى عدة عوامل من بينها وجود بعض الناخبين الذين. لم يحسموا أمرهم أو ينظرون إلى مرشح طرف ثالث .والذين باتوا ينظرون الآن إلى بايدن بشكل أكثر إيجابية أو باتوا يشعرون بالقلق أكثر تجاه ترامب. حيث مثلت إدانته لحظة فارقة أخبرت الناخبين أن الوقت حان للانتباه.

وركزت حملة بايدن هجماتها على ترامب باعتباره مضطربًا. وأنه أصبح الآن أكثر سوءا مما كان عليه خلال ولايته الأولى وأن ولايته الثانية ستكون أكثر خطورة.

هذه الرسالة هي محور الحملات الإعلانية ورسائل البريد الإلكتروني اليومية. وخطابات بايدن وهو الأمر الذي حاول ترامب استغلاله للحديث عن تعرضه للظلم.

ومن المتوقع أن تكون هذه الرسالة أيضا جزءا من توجه بايدن خلال مناظرة الخميس. حيث يأمل مستشاروه أن يجد ترامب صعوبة في الحفاظ على تركيزه .وانضباطه وأن يخرج الرئيس السابق عن النص مثلما يفعل في مؤتمراته الانتخابية.

في المقابل يشعر الديمقراطيون بالقلق بشأن مدى قدرة بايدن على الصمود طوال الدقائق التسعين دون ارتكاب المزيد من الزلات التي تعزز المخاوف .بشأن عمره ولياقته خلال ولاية رئاسية جديدة.

ورغم الشكوك حول احتمال أن تغير المناظرة اتجاهات الناخبين. بشكل أساسي إلا أن المواجهة المرتقبة قد تكون لها عواقب كبيرة. فأي تعزيز بسيط لأحد المرشحين سيكون له تأثير كبير وفي المقابل ستكون تكلفة الأداء الضعيف أكبر من المعتاد.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى