غالانت يطالب إلى حلّ الخلافات مع واشنطن
تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن إحراز “تقدم ملحوظ” على صعيد حصول إسرائيل على مزيد من شحنات الأسلحة الأميركية بعد محادثاته مع مسؤولين كبار في واشنطن، داعيا إلى الحل الخلافات بين واشنطن وتل أبيب في الغرف المغلقة، فيما يأتي هذا التصريح بعد الاستياء الأميركي حيال الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو إلى الولايات المتحدة على خلفية تأخر وصول شحنات من الأسلحة الأميركية إلى تل أبيب.
وأوضح أن التقدم يشمل “مسائل مختلفة” بينها “موضوع تعزيز القوة. وإمدادات الذخيرة التي يجب أن نأتي بها إلى دولة إسرائيل”.
وجاءت تصريحاته إثر لقائه مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان مختتما زيارة لواشنطن التقى خلالها أيضا وزير الخارجية انتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد اوستن.
وقال غالانت “إسرائيل والولايات المتحدة تتفقان في أهداف وغايات الحرب”. مضيفا “حتى عندما نختلف على مسار تلك الحرب، فيتوجب أن نحل ذلك داخل الغرف المغلقة”.
ورغم تقديم بايدن دعما غير محدود لإسرائيل في حربها على غزة. والاتفاق على أهداف الحرب تشمل القضاء على حركة حماس وإنهاء حكمها لغزة. إلا أن الرئيس الأميركي جو بايدن، حسب مراقبين، يواجه ضغوطا داخلية قوية جراء هذه الدعم، خاصة من الجناح اليساري بحزبه. الذي يتهمه بالتواطؤ مع نتنياهو في ممارسة “الإبادة الجماعية” بالقطاع.
وفي ظل ذلك الوضع، الذي يُضر بموقف بايدن، في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية. المقرره في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. رفضت إدراته شن إسرائيل “هجوما واسعا” على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وطالبت تل أبيب بالحد من “الضحايا المدنيين” خلال حربها.
كما تسعى إدارة بايدن إلى إنهاء تلك الحرب قبيل الانتخابات عبر صفقة تسفر عن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. وتطالب تل أبيب بتقديم خطة لليوم التالي للحرب، وفق هؤلاء المراقبين.
ولفت غالانت، إلى أن الهدف من اجتماعه مع سوليفان “بحث سلسلة طويلة من القضايا. مثل لبنان وغزة وإيران، والمسائل المتعلقة بها. وكذلك مسألة إمدادات السلاح الأميركية لإسرائيل”.
وبحسب وسائل إعلام عبرية خاص.بينها “هآرتس” و”يديعوت أحرونوت” و”يسرائيل هيوم”. فإن حديث غالانت، عن ضرورة حل الخلافات مع واشنطن في الغرف المغلقة يأتي في انتقاد مبطن منه لنتنياهو.
والأحد الماضي، اشتكى نتنياهو علنا من تأخر شحنات أسلحة أميركية لبلاده. بعدما حاول حل الأزمة داخل الغرف المغلقة دون جدوى، كما قال خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته.
وتعليقا على ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي. في مؤتمر صحفي الخميس إن “مزاعم نتنياهو مخيبة للآمال بشدة ومزعجة لنا .بالتأكيد بالنظر إلى حجم الدعم الذي قدمناه وسنواصل تقديمه لإسرائيل”.
وعلقت الولايات المتحدة في مايو/أيار الماضي شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل زنة 2000 رطل و500 رطل، مدعية آنذاك أن ذلك جاء بدافع القلق. بشأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه في مناطق مكتظة بالسكان.
لكن واشنطن تقدم بالفعل لتل أبيب، منذ بداية حربها المدمرة على غزة. دعما لا محدودا على مختلف المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية. كما من المقرر أن تزودها بأسلحة تُقدر بمليارات الدولارات خلال الأشهر المقبلة.
وفي أوائل يونيو/حزيران الجاري. وقّعت تل أبيب صفقة لشراء 25 مقاتلة أميركية من طراز “إف 35” بقيمة 3 مليارات دولار، فيما وقّع بايدن في أبريل/نيسان الماضي. حزمة مساعدات لإسرائيل تبلغ 26.4 مليارات دولار، من بينها 14 مليار دولار مساعدات عسكرية.
والثلاثاء، تطرق غالانت، في تصريحات إعلامية قبيل لقائه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إلى التأخير في نقل أسلحة أمريكية إلى إسرائيل. قائلا “حان الوقت لكي تفي واشنطن بالتزاماتها بتزويدنا بالأسلحة المطلوبة للتعامل مع التهديدات”.
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. حربا على غزة خلفت نحو 124 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح. واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية” وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.