مجتمع

علامات يمكن أن تحكم على الشخص بأنه مصاب بالإكتئاب


تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك أكثر من 300 مليون مصاب بالاكتئاب حول العالم، والذي قد يدفع بعض الأشخاص إلى الانتحار في الحالات المتأخرة.

وعلى الرغم من وجود طرق علاج معروفة وفعالة لعلاج الاكتئاب، فإن أقل من نصف عدد المتضررين في العالم (أقل من 10 في المئة في كثير من البلدان) يتلقون مثل هذه العلاجات.

وتشمل العوائق التي تقف حائلا أمام الحصول على الرعاية الفعالة نقص الموارد، وعدم كفاية مقدمي الرعاية الصحية المدربين، والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاضطرابات النفسية.

وهناك عائق آخر يقف أمام تقديم الرعاية الفعالة يتمثل في عدم دقة التقدير، ففي البلدان من جميع مستويات الدخل، لا يتم في كثير من الأحيان تشخيص حالة من يعانون من الاكتئاب بشكل صحيح.

أنواع الاكتئاب

يقول استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز إن هناك أكثر من نوع لمرض الاكتئاب، ولكل واحد منهم أعراضه الخاصة، كما أن هناك أعراضا عامة تربط بين جميع الأنواع.

وأضاف فرويز لموقع “سكاي نيوز عربية”: “النوع الأول هو الاكتئاب الوجداني ثنائي القطب، الذي يأتي على شكل نوبات هوس واكتئاب تفصلها فترات من المزاج الطبيعي. وتنطوي على نوبات الهوس على الروح المعنوية العالية أو المزاج العصبي، والنشاط الزائد، والتحدث بسرعة، وتضخم تقدير الذات، وقلة الحاجة الى النوم”.

وتابع قائلا: “الاكتئاب الوجداني هو مرض وراثي، ويحتاج المصاب به إلى علاج دوائي”.

وانتقل فرويز بحديثه إلى نوع آخر من الاكتئاب وهو “الاكتئاب التفاعلي” قائلا: “هو اكتئاب يرتبط بظرف أو مشكلة معينة، ويزول بزوالها، في الأغلب يكون نتيجة أزمة قاسية يمر بها الإنسان، ومع محاولة من حوله لتخفيف أثرها عليه حتى يتمكن من تجاوزها، يعود إلى طبيعته من جديد”.

واسترسل قائلا: “هناك اضطراب الاكتئاب المتكرر، ويعاني المصاب به من نوبات متكررة، يتعرض خلالها لاعتلال الحالة المزاجية، وعدم الاهتمام والتمتع بالأشياء، وتدني الطاقة مما يؤدي إلى قلة النشاط لمدة أسبوعين على الأقل”.

كما يشير فرويز إلى أن هناك نوع آخر من الاكتئاب يطلق عليه “الاكتئاب المستتر”، وخلاله قد لا تظهر علامات الحزن على المصاب به، لكنه يؤثر على بعض المناطق في جسده، فيشعر بالألم، ولا تزول هذه الآلام إلا باللجوء إلى العلاج النفسي.

ويؤكد الاستشاري النفسي أن من أشهر أنواع الاكتئاب هو “اكتئاب ما بعد الولادة” الذي تتعرض له الكثير من السيدات، لكن يتخلصن منه بمرور الوقت، إلا في بعض الحالات القليلة، التي يكون تأثير الاكتئاب عليها قويا، وقد تقوم الأم حينها بإيذاء طفلها، وتعاني من اضطرابات شديدة في النوم والغذاء.

أعراض عامة

وفق الاستشاري النفسي، جمال فرويز، فهناك أعراض عامة للاكتئاب بأنواعه، إذا شعر بها أي شخص لمدة أطول من أسبوعين، عليه استشارة طبيب نفسي في أسرع وقت ممكن.

وبيّن فرويز: “اضطرابات النوم وتناول الطعام، انعدام الرغبة في القيام بأي شيء، انعدام التركيز، فقدان الشغف، كثرة النسيان، الشعور بالاختناق في عديد من المواقف، آلالام المعدة المتكررة، والشعور الدائم بالإرهاق والتعب كل تلك العلامات في حالة استمرارها تعني إصابة الشخص بالاكتئاب”.

كما يؤكد فرويز على أهمية زيادة الوعي المجتمعي بدور العلاج النفسي، وأن تختفي “الوصمة المجتمعية” التي تلاحق المصابين بالأمراض النفسية، لأن هناك من يعيش جزء كبيرا من حياته في معاناة مع مرض نفسي معين، رافضا الذهاب إلى طبيب نفسي خوفا من “نظرة المجتمع”.

واختتم فرويز حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية” بالقول: “تتنوع طرق العلاج، وفي الأغلب نميل إلى العلاج الدوائي، إلى جانب الجلسات النفسية، والعلاج (السلوكي المعرفي)”.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى