عجلة التقارب المصري التركي بطيئة
دارت عجلة التقارب المصري التركي خلال الفترة الأخيرة بطريقة غير مسبوقة، لكنها بطيئة ولم تشهد التسارع الذي بدا أنها ستنتهجه، عقب حدوث اختراقات بارزة.
التقارب المصري التركي
وقالت مصادر لصحيفة ”ذا ناشيونال“ إن هناك جدية وتقدمًا في التقارب، بطريقة لم نشهدها في العامين الماضيين، مضيفة أنه بينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السابق، يتجاوز مستشاريه، ويفسد مثل هذه الجهود عبر الخطابات التي ينتقد فيها مصر، يبدو أنه هذه المرة، يقوم بتخفيف حدة الخطابات.
وقالت المصادر، إن التعاون الاستخباراتي والدفاعي بين البلدين، قد انتعش كذلك.
وفي الشهر الماضي، أمرت تركيا وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، بالتوقف عن بث التغطية السلبية المضادة للحكومة المصرية. وبالتوازي مع ذلك، تحسن الخطاب الرسمي.
لكن على الرغم من الحملة على وسائل الإعلام التابعة للإخوان المسلمين، يرى سونر كاجابتاي، الخبير والباحث التركي ومدير برنامج البحوث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن التقارب بين مصر و تركيا في بداياته الأولى.
وقال كاجابتاي: ”ما زلنا بحاجة إلى مزيد من إجراءات بناء الثقة، قبل أن نتحدث عن تطبيع محتمل للعلاقات“.
وتطالب مصر أنقرة، بتسليم شخصيات مصرية من جماعة الإخوان المسلمين، تعيش في المنفى بتركيا. أحد هؤلاء، هو يحيى موسى، الذي اتهمته القاهرة في عام 2019، باغتيال النائب العام المصري، هشام بركات.
تغيير خطاب أردوغان
مطلب آخر من مصر، يستلزم تغيير خطاب أردوغان، والاعتراف بحكومة السيسي. ومن بين الأفكار المطروحة، زيارة أردوغان للقاهرة، والتي من شأنها أن تتعارض بشكل رمزي مع تصريحاته المناهضة للسيسي، خلال السنوات القليلة الماضية.
ويرى كاجابتاي، أن تلك التطلعات سابقة لأوانها، قائلًا إنها ستتطلب أولًا تعديل خطاب أردوغان، بشكل عام.
ويتفق ميثات ريندي، السفير التركي الأسبق، على أن القاهرة تطالب بالتحرك: ”يود المصريون أن يروا أفعالًا. يحتاج الأتراك إلى السير في الطريق، وليس مجرد التحدث بالكلام، لإظهار -على سبيل المثال- أنهم سيبقون جماعة الإخوان المسلمين تحت المراقبة، خاصة أولئك الذين ما زالوا يعملون في إسطنبول“.
وقال ريندي لصحيفة ذا ناشيونال: ”لقد أعربت تركيا، عن رغبتها في إبرام صفقة جديدة في البحر الأبيض المتوسط ، واتفاقية ترسيم الحدود ومنطقة اقتصادية خالصة، من شأنها أن توفر لمصر أراضٍ إضافية بحجم قطر“.
وامتنعت وزارة الخارجية التركية، ودائرة الاتصالات التابعة لرئيس الجمهورية التركي، عن التعليق على التطورات الحالية.
وقال فيسيل كورت، الباحث في مركز أبحاث ”سيتا“ الموالي للحكومة التركية: إن ”السعي للتطبيع قد أدى إلى جو من التفاؤل“. وأضاف، أن إعادة تعيين السفراء والاتفاقية البحرية الجديدة بين تركيا ومصر ”ليست بعيدة المنال“.