سياسة

صفقة جديدة بين الرباط وواشنطن: المغرب يحصل على صواريخ ستينغر


وافقت الإدارة الأميركية الثلاثاء على صفقة ضخمة مع المغرب لبيع 600 صاروخ مضاد للطائرات من طراز “ستينغر” وأعتدتها، بقيمة تقارب 825 مليون دولار، في خطوة تُجسّد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن. وتُبرز حجم الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للمغرب، خصوصاً في المجال العسكري.

ويُنظر إلى هذه الصفقة على أنها امتداد لسلسلة من التعاون العسكري المتنامي بين البلدين. والذي شهد دفعات نوعية خلال السنوات الأخيرة. ووفقاً للوكالة الأميركية للتعاون الأمني الدفاعي، فإن هذه الصفقة تهدف إلى تمكين المغرب من “تحديث قواته المسلحة وتوسيع قدرات الدفاع الجوي قصير المدى وتعزيز قدرة الرباط على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية”.” بالإضافة إلى تعزيز التوافق التشغيلي للجيش المغربي مع الجيوش الحليفة، وعلى رأسها الجيش الأميركي.

وتشكل هذه الخطوة فصلاً جديداً في التحالف العسكري المغربي الأميركي، الذي تعزز أكثر منذ العهدة الاولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب. حين اعترفت واشنطن في عام 2020 بسيادة المغرب على صحرائه، ما أسّس لتحول نوعي في العلاقات السياسية والعسكرية بين البلدين.

ويأتي هذا الدعم في سياق إقليمي متوتر، خاصة مع الجزائر. التي تعتمد بدورها على التزود بالسلاح من روسيا والصين، ما يضع القوتين الجارتين في مسارين متباينين من حيث الشراكات الاستراتيجية والتوجهات العسكرية.
وفي هذا السياق، شكلت مناورات “الأسد الأفريقي”. التي تحتضنها الأراضي المغربية سنوياً بمشاركة القوات الأميركية وقوات من دول أخرى، تتويجاً لهذا التعاون، وتعبيراً عن الثقة المتبادلة بين الرباط وواشنطن. وتُعد هذه المناورات الأضخم من نوعها في إفريقيا. وتُجري محاكات قتالية وتدريبات معقدة تعكس مستوى التأهيل والتحديث الذي وصل إليه الجيش المغربي.
ويُصنف الجيش المغربي اليوم ضمن أقوى الجيوش في القارة الأفريقية، ويُواصل صعوده الإقليمي كقوة عسكرية لا يُستهان بها. بفضل سياسة تحديث الأسلحة وتكثيف التدريبات المشتركة مع حلفاء غربيين، على رأسهم الولايات المتحدة.

ويستثمر المغرب بشكل مكثف في تحديث ترسانته العسكرية، من مقاتلات “إف-16” الأميركية. إلى دبابات “أبرامز”، ومسيّرات من طرازات متنوعة، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي متقدمة. ولا تعزز هذه التحديثات فقط القدرات القتالية للمملكة، بل ترفع من جاهزية قواتها في التعامل مع التهديدات المستجدة. بما في ذلك تلك المرتبطة بالإرهاب والتهديدات السيبرانية.
ولا يقتصر الدعم الأميركي للمغرب على المجال العسكري فقط. بل يمتد إلى الميدان السياسي. فقد جدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي موقف بلاده الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، مشدداً على أن أي حل للنزاع يجب أن يتم على أساس المقترح المغربي. الذي يمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية.

ويعزز هذا الموقف الأميركي موقع المغرب إقليمياً ودولياً.ويدفع في اتجاه تسوية نهائية لقضية الصحراء وفق رؤية الرباط وهي رؤية واقعية تحظى بدعم القوى الكبرى ما يمثل انتصارا دبلوماسيا هاما.
وتعكس الصفقات العسكرية المتتالية، والمناورات المشتركة، والدعم السياسي الواضح. تطوراً غير مسبوق في العلاقات المغربية الأميركية، وتحول الرباط إلى شريك استراتيجي موثوق لواشنطن في شمال إفريقيا.
وبينما تزداد التوترات الإقليمية. يبدو أن المغرب يُعيد تشكيل معادلات القوة في المنطقة، مستفيداً من دعم أميركي يعكس تلاقي مصالح البلدين في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة. وتعزيز الاستقرار في الضفة الجنوبية من البحر المتوسط.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى