شهر الأساطير والنوادر عن «يوم الحظ السيئ»
تحتضن سنة 2024 يوما إضافيا في شهر فبراير/شباط، ما يحولها لـ”سنة كبيسة” تدور حولها الأساطير وتشهد عادات غريبة نادرة عمرها يتخطى عقودا.
ومن المعروف أن السنة العادية مكونة من 365 يومًا. لكن في السنة الكبيسة نضيف يومًا إضافيًا بهدف الحفاظ على تزامن التقويم مع الفصول.
وتستغرق الأرض ما يقرب من 365.2422 يومًا لإكمال دورة واحدة حول الشمس، وهي أطول قليلاً من 365 يومًا. وبدون السنوات الكبيسة فإن تقويمنا سوف يخرج تدريجياً عن توافقه مع الفصول.
وتأتي إضافة هذا اليوم في شهر فبراير/شباط، لتحوله إلى 29 يوما بدلا من 28 كما المعتاد. لكن لكي تكون السنة كبيسة يجب أن تكون قابلة للقسمة على أربعة أو 400.
عادات وخرافات مرتبطة بيوم 29 فبراير
على الرغم من أن الهدف من السنة الكبيسة هو إبقاؤنا على المسار الصحيح،. إلا أن العديد من الثقافات تتوخى الحذر الشديد بشأن هذا اليوم بل وتربطه بالعديد من الخرافات.
واحدة من الخرافات العديدة المرتبطة بالسنوات الكبيسة تتعلق بالعلاقات. إذ إن هناك اعتقادا متوارثا في الفولكلور اليوناني .والأوكراني بأن الزواج خلال سنة كبيسة سينتهي بالطلاق مهما استمر.
ورأى بانورجيا، مؤلف كتاب “شظايا الموت. خرافات الهوية: الأنثروبولوجيا الأثينية” الصادر عام 1995. أن هذه الخرافة تنبع من الخوف من بدء أي شيء جديد خلال هذا الوقت.
ووفقا للكتاب، فإن المؤمنين بهذا المعتقد يرون أنه إذا تزوج أحد أو خطب في يوم 29 فبراير/شباط فإن مصير العلاقة سينتهي بالطلاق أو وفاة الزوج.
إحدى النوادر الغريبة المرتبطة بهذا التاريخ تترسخ في أيرلندا. فوفقا لتقاليدها يتغير النظام المعتاد بطلب الرجل يد المرأة التي يرغب في الزواج منها يوم 29 فبراير/شباط. ليكون من حقها هي فعل الأمر.
ووفقا لموقع independent، فإن “القديسة بريدجيت أقنعت القديس باتريك بأنه يجب السماح للنساء بفرصة التقدم لشريكهن. ما أدى إلى تفعيل يوم البكالوريوس في اليوم الكبيس”.
أما في اسكتلندا، التي تتبع نفس تقليد أيرلندا. فإنه يتم فرض غرامة على الرجال إذا لم يقبلوا طلب الزواج من حبيباتهم.
ويحكى أنه “في عام 1288، أصدرت ملكة اسكتلندا مارغريت قانونًا ينص على أن أي رجل يرفض طلب الزواج الذي تقدمه حبيبته في اليوم الكبيس يجب أن يدفع غرامة”.
وفي الدنمارك، فإنه كان على الرجال الذين رفضوا عرض المرأة إهداؤها 12 زوجًا من القفازات لتغطية يديها باعتبار أنها لم تكن ترتدي خاتم الخطوبة.
على خطى أيرلندا ويوم البكالوريوس في المملكة المتحدة. تخصص فنلندا يومها الكبيس لتمكين المرأة، إذ يتم الاحتفال به باسم “يوم المرأة” أو “Naistenpäivä”. لتشجيع النساء على التقدم لخطبة الرجال في هذا اليوم.
من ضمن النوادر والاعتقادات الغريبة عن اليوم الكبيس 29 فبراير .ما يتردد في الثقافة الاسكتلندية بشأن مواليد هذا اليوم، إذ “يُقال إن أي شخص ولد في 29 فبراير ليس محظوظًا”.
وبشكل عام، يعتقد اليونانيون والاسكتلنديون والألمان أن الأطفال الذين يولدون في يوم كبيس يمرون بعام سيء الحظ، بل ويعيشون عاما من “المعاناة التي لا توصف”.
لكن الأمر مختلف في الولايات المتحدة. إذ يتم الاحتفال بهذا اليوم، تحديدا في تكساس. إذ يقام مهرجان لمدة 4 أيام تكريما لمواليد هذا اليوم. فضلا عن تكريمهم على مدار العام بأكمله.
وعلى عكس التنبؤ السلبي بسوء الحظ للمخطوبين في السنة الكبيسة. تعتقد مدينة ريجيو إميليا الإيطالية منذ فترة طويلة أن السنة الكبيسة تكون محظوظة للغاية بالنسبة للحيتان. إذ يعتقدون أنها تلد فقط خلال السنوات الكبيسة، وفقًا لتقرير BuzzFeed.
بينما تحتفل فرنسا بالسنة الكبيسة بإصدارها، صحيفة La Bougie du Sapeur. مرة واحدة كل 4 سنوات، وهي صحيفة ساخرة خرجت للنور لأول مرة في عام 1980.
وتتميز La Bougie du Sapeur بأنها الصحيفة الأقل مبيعًا في العالم. وهي متاحة في الأكشاك في فرنسا ولوكسمبورغ وبلجيكا – واستمرت في بيع 200000 نسخة في السنة الكبيسة السابقة.
في تايوان، هناك خرافة مفادها أن السنة الكبيسة قد تجلب سوء الحظ لكبار السن. ولمواجهة هذا الاعتقاد تعود البنات المتزوجات إلى المنزل لإعداد حساء كراع الخنازير. الذي يُعتقد أنه يجلب الحظ السعيد والعمر الطويل لمنازل والديهن. ويقدم هذا الحساء طوال الشهر وتحديداً يوم 29 فبراير/شباط، وفقا لموقع travelandleisureasia.
ومن النوادر في هذا اليوم الكبيس ابتكار كوكتيل Leap Year عام 1928 في فندق سافوي الشهير بلندن. إذ قام بتحضيره النادل هاري كرادوك لاحتفالات الفندق في 29 فبراير/شباط.