شركة كورية جنوبية تفوز بصفقة لبيع نظام دفاع جوي للعراق


قالت شركة إل.آي.جي نيكس ون الكورية الجنوبية اليوم الجمعة إنها فازت بطلبية بقيمة 3.71 تريليون وون (2.8 مليار دولار) من العراق لتصدير أنظمة دفاع صاروخي سطح-جو متوسطة المدى فيما تسعى بغداد لتنويع مصادر تسليحها.
ولم تقدم شركة الصناعات الدفاعية أي تفاصيل أخرى عن العقد في ملف تنظيمي، وعزت ذلك لأسباب تتعلق بالسرية.
وتأتي هذه الأنباء بعد فوز إل.آي.جي نيكس ون بصفقة بقيمة 3.2 مليار دولار لتصدير 10 بطاريات لأنظمة الصواريخ، المسماة إم-سام 2 أو تشيونجونج 2 للسعودية، وفقا لما ذكرته وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية في فبراير/شباط.
وقال جونج دونج-إيك المحلل في كيه.بي سكيوريتيز “سيجعل هذا أربع دول تشغل نظام تشيونجونج 2، بعد كوريا الجنوبية والإمارات والسعودية”، مضيفا أن الصفقة ترفع مكانة نظام الصواريخ متوسطة المدى ليصبح أحد أهم صادرات كوريا الجنوبية الدفاعية.
وعززت سول صادراتها الدفاعية العالمية، وذلك بعد أن فتح غزو روسيا لأوكرانيا الباب أمام توقيع عقود واسعة النطاق من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.
وتسعى كوريا الجنوبية إلى أن تصبح رابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم بحلول عام 2027.
بدوره يسعى العراق لتنويع مصادر التسلح وعدم التعويل فقط على الأسلحة الأميركية فيما يعمل كذلك على التصنيع المحلي للأسلحة.
وفي السنوات الماضية عول العراق على الدعم العسكري من جهات مختلفة سواء الولايات المتحدة او روسيا او الصين وكذلك إيران في التسليح والحصول على ذخائر خاصة خلال المواجهة مع تنظيم داعش الإرهابي. ويسعى الجيش العراقي لدعم قدراته العسكرية في مواجهة تحديات أمنية كبيرة على غرار الانتهاكات التركية والايرانية المستمرة للأراضي العراقية.
وأشارت العديد من التقارير أن تنويع مصادر التسلح العراقي كان رهن مزاجية القوى السياسية بعيدا عن التخطيط الواقعي.
وفي ابريل/نيسان الماضي أدى رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني زيارة الى واشنطن حيث عقد اتفاقيات في مجال الدفاع وتوفير المعدّات والذخائر وقطع الغيار. وفي يوليو/تموز الماضي قام بافتتاح مصنع لقذائف الهاون وآخر للعتاد الخفيف في العاصمة بغداد.
وبحسب موقع غلوبال فاير بور، فإن القوات الجوية العراقية تضم 371 طائرة حربية بينها 26 مقاتلة حربية و35 طائرة هجومية و20 طائرة نقل و113 طائرة تدريب و17 طائرة مهام خاصة، إضافة إلى 197 مروحية بينها 40 مروحية هجومية، علما أن الغالبية الساحقة من هذا الأسطول أميركية الصنع.
ولا تمثّل الهيمنة الأميركية على تسليح القوات العراقية مجرّد مصدر للربح المادي، بل تمثّل بقدر أكبر وسيلة للحفاظ على النفوذ في البلد في ظلّ منافسة شرسة مع إيران وتحفّز واضح من قبل قوى أخرى مثل تركيا وروسيا والصين لتركيز موطن قدم لها في البلد المفتوح بشدّة على الصراعات الخارجية.
وسعت إيران لتسليح ميليشيات مرتبطة بها ما وضع القوات العراقية امام العديد من المعضلات والتحديات.
ويظل موضوع تسليح القوات العراقية جزءا لا يتجزّأ من قضية إنهاء الوجود العسكري الأميركي على الأراضي العراقية والتي تحاول حكومة السوداني جاهدة إيجاد مَخرج مناسب لها يتمّ التوفيق من خلاله بين رغبات الأحزاب والفصائل الشيعية المطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق، وتمسكّ الولايات المتّحدة بالإبقاء على قواتها هناك متذّرعة بحاجة القوات العراقية إلى المزيد من الإسناد والمساعدة في مواجهة تنظيم داعش الذي تقول واشنطن إنّ خطره لا يزال قائما وإنّه يشكّل تهديدا للبلد والمنطقة والعالم.
وفي فترة نظام الرئيس الراحل صدام حسين عول العراق على عقد اتفاقيات عسكرية هامة مع روسيا وقبلها الاتحاد السوفياتي.

Exit mobile version