سيول تجتاح مخيمات تندوف وتفضح فساد البوليساريو في إدارة المساعدات


 أعلنت جبهة بوليساريو الانفصالية التي تدير مخيمات تندوف في الجنوب الغربي الجزائري المخيم الذي تطلق عليه اسم “الداخلة” منطقة منكوبة بعد الأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال الأيام الأخيرة، موجهة نداء إلى المنظمات الإنسانية لإرسال المساعدات، فيما يبدو أن الجبهة الانفصالية تستغل الكارثة الطبيعية لمراكمة الأرباح المالية.

 

وكشفت الفيضانات التي اجتاحت أجزاء من مخيمات تندوف عن هشاشة بنيتها التحتية وافتقارها إلى أبسط المرافق الأساسية رغم الأموال الطائلة التي رصدتها العديد من المنظمات والجهات المانحة لتحسين ظروف عيش الصحراويين، لكن بوليساريو استولت عليها وأغدقتها على قياداتها والموالين لها وحرمت سكان المخيمات منها.

وقالت قيادة الجبهة الانفصالية إنه “نظرا للحالة الاستثنائية التي تمر بها المنطقة تم إقرار جملة من الإجراءات منها تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية والعمل بالمؤسسات الجهوية والمحلية لمدة أسبوع”، مشيرة إلى أن الوضع كارثي بسبب سيلان الأودية وتجمع برك المياه، وفق موقع “الصحيفة” المغربي.

 

بدوره ناشد “الهلال الأحمر الصحراوي” الذي يخضع لإدارة بوليساريو الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية من أجل تقديم مساعدات عاجلة لفائدة اللاجئين.

ويسلط هذا النداء الضوء على تجاهل الجزائر لمحنة سكان مخيمات تندوف التي تتواجد على أراضيها رغم أنها سخرت جهودها للتدخل في العديد من المناطق الأخرى التي اجتاحتها الفيضانات خلال الأيام الأخيرة.

وكشفت شهادات من داخل مخيمات تندوف أن “الفيضانات الأخيرة اضطرت العديد من الصحراويين إلى إخلاء مساكنهم المعرضة للسقوط والاتجاه إلى الأماكن المرتفعة في الجوار”.

وكشف مصدر مطلع أن تدخل بوليساريو عند تهاطل الأمطار الغزيرة يقتصر عادة على توزيع الخيام والأغطية وبعض المواد الغذائية، بينما يضطر السكان الذين تتعرض منازلهم للأضرار إلى إعادة بنائها بجهودهم الخاصة دون أي مساعدات من طرف الجبهة الانفصالية.

وأكد المصدر نفسه أن بوليساريو دأبت على استغلال الكوارث الطبيعية لتحقيق مكاسب مادية كبيرة من خلال استجداء المساعدات، بينما يثبت الواقع أنها تذهب إلى غير مستحقيها في وقت تزداد فيه أوضاع الصحراويين تدهورا.

وأوضح أن “الفيضانات الأخيرة تكشف زيف شعار دعم الصحراويين الذي ترفعه الجزائر بتركهم عرضة للكوارث، رغم مرور نصف قرن على إنشاء تلك المخيمات”.

وقال محمد سالم عبدالفتاح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان إن “بيان ما يسمى الهلال الأحمر الصحراوي يفضح الحالة الهشة التي يعيشها سكان مخيمات تندوف في ظل تنكر الدولة المستضيفة للمسؤوليات القانونية والأخلاقية المترتبة عليها إزاء من يفترض أنهم لاجئون داخل ترابها الوطني”.

وكشفت منظمات حقوقية ونشطاء عن سرقة قيادة الجبهة الانفصالية للمساعدات الإنسانية وحرمان سكان المخيمات منها في إطار عقاب جماعي يستهدف المعارضين لطروحاتها الانفصالية بتواطؤ جزائري.

ودعت العديد من المنظمات المجتمع الدولي إلى التحرك لوضع حد للانتهاكات التي ترتكبها بوليساريو في حق سكان مخيمات تندوف، محذرة من تزايد عدد الشباب الذين انضموا إلى الجماعات الإرهابية في المنطقة بسبب ارتفاع منسوب الاحتقان الاجتماعي.

Exit mobile version