سيناريوهات البرهان مع إيران.. خطورة التمدد الشيعي


في ظل تعنت الجيش السوداني برئاسة البرهان، من الوصول الى حل سياسي ليسود السلام في السودان، واصراره على استمرار المعارك واطالة أمد الصراع.

مازالت المناطق الكثيرة التي تدور فيها العمليات العسكرية والاقتتال الضاري، تشهد حالات كرِّ وفرٍّ وقصف متبادل، لم تتوقف منذ بدء المعارك، دون أن تكون هناك احصائيات رسمية مقدمة من الطرفين باعداد الضحايا والمصابين والمفقودين، او حتي وجود مراسلين صحفيين يسجلون بالصورة والصوت ما يدور في جبهات القتال لكي يوثقوا الأحداث.

وهي حالة (سودانية) نادرة لم تعرفها الحروب الحديثة من قبل، واختفاء المراسلين والصحفيين، بل حتي في الحرب العالمية الأولي (1914- 1918)، التي لم تكن وقتها وسائل الإعلام متطورة كما الآن، فقد كانوا المراسلين الاعلاميين موجودين في مناطق المعارك وقاموا بواجبهم خير قيام ومن خلال أعمالهم عرفنا الكثير عن الحرب.

 وفي سنوات الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)، لعب المراسلين والصحفيين أدوار كبيرة ومقدرة، ومنهم عرفنا البطولات التي قاموا بها ضباط وجنود “قوة دفاع السودان” في معارك العلمين وطبرق والسلوم، ولكن ولا أحد يفهم لماذا في حرب أبريل 2023 تم استبعاد المراسلين التابعين للقوات المسلحة وما الحكمة في هذا الابعاد ؟!!فبالرغم من التعتيم الاعلامي المتعمد من قبل الجيش علي مجريات الحرب، فقد خرجت كثير من الحقائق العسكرية التي ساهمت وسائل الاتصال السودانية والاجنبية في اظهارها.

ولكن هنا في هذا أود أن أركز علي سبعة نقاط هامة تتعلق بسبعة سيناريوهات قادمة تحدد مصير البلاد، قد يكون احداها هي الاكثر احتمال بوقوعها: السيناريو الأول: بعد أن فشلت المنظمات المسلحة التابعة للحركة الاسلامية و”كتائب الظل” وتنظيم “البراء ابن مالك” “و المستنفرين” وبقايا الفلول، لن يبقي أمام البرهان إلا الاستعانة بدولة ايران لتنقذ نظامه من الانهيار – تماما كما استنجد بها بشار الاسد من قبل.

وبالفعل بدأ البرهان في فتح حوار جاد مع السلطة الحاكمة في ايران، وجاءت أولى عمليات نجاح هذا الحوار ونشرت صحيفة “بلومبيرغ” الأمريكية في يوم الأربعاء 24 يناير، تقريرا يكشف (…أن إيران ستزود الجيش السوداني بطائرات مسيرة، بعنوان: المسيرات الإيرانية أحدث أدوات الحروب بالوكالة في الحرب الأهلية السودانية.

يمكن أن يمنح تسليم الطائرات المسيرة للجيش السوداني، ميزة كبيرة في الصراع، مما قد يؤثر على توازن القوى، ويثير مخاوف بشأن حقوق الإنسان…    السيناريو الثاني: في ظل اصرار البرهان علي رفضه التام الاجتماع مع “حميدتي”، بتوجيهات من “الحركة الاسلامية” المهيمنة على مجلس السيادة والقوات المسلحة، فان الوضع العسكري والسياسي سيبقى كما هو على نفس الحال القديم.

وهو الأمر الذي سيزيد من غضب حكومات كثيرة ومنظمات اقليمية ودولية عليه، خصوصا أن تدهور الاحوال الانسانية وتفاقم الاوضاع ازداد سوءا، وقد تتدخل امريكا ودول الاتحاد الاوروبي لتجبره علي قبول الحوار مع  “حميدتي”، منعا لوقوع كارثة تنهي ما تبقى من السودان.

 السيناريو الثالث: رصدت كثير من وسائل الاعلام السودانية والأجنبية، حالة من الغضب الذي خرج للعلن من قبل ضباط داخل القوات المسلحة، بسبب انفراد الجنرال/ ياسر العطا، بالهجوم علي تشاد والسودان الجنوبي، بصورة سافرة لم تعرفها القوات المسلحة الا في زمن الرئيس المخلوع، الذي شتم امريكا وانها تحت حذاءه!!.

ووصف ياسر العطا إحدى الدولية العربية بانها دولة “مافيا”. وهو الأمر الذي لم يعجب ضباط كثيرين وقاموا بلفت نظر العطا الي أن هذه الدولة العربية تحتضن نحو (150) ألف سوداني… والغريب في الامر. أن خبر غضب الضباط من ياسر خرج للعلن رغم سريته.السيناريو الرابع: كثير من المعلقين السياسيين في السودان. علقوا علي حالة هروب البرهان من القيادة، في أغسطس الماضي ولجوئه الي بورتسودان. رافضا العودة مرة اخري للخرطوم.

هي التي سببت النكسة والضربة القاضية للقوات المسلحة. ورجحت كفة قوات “الدعم السريع”، فما إن تخلى القائد عن قيادة دفة المعارك والإشراف عليها، حتي تهاوت كل الثكنات واحدة وراء الاخرى. تبعتها سقوط المدن.

البرهان لم يعد مقبولا لدى ضباط المؤسسة العسكرية. وأصبح وجوده بينهم عار يجب التخلص منه، وهذا السيناريو متوقع حدوثه بدرجة كبيرة، والجنرال/ياسر هو المرشح القوي لينقلب علي البرهان بتأييد غالبية الضباط.السيناريو الخامس: هناك احتمال كبير أن يتم الاطاحة بالبرهان بضغط من أعضاء “الحركة الاسلامية”، تماما كما اطاحوا من قبل عام 1999 شيخهم / حسن الترابي. الذي حاول الانفراد بالسلطة علي حساب البشير،  الذي وضعوه هم رئيسا للبلاد،…

بعد الاطاحة بالبرهان سيتم الاعلان انه تنحى عن السلطة من تلقاء نفسه. اسوة بتنحي سابقه ابن عوف في أبريل 2019.  السيناريو السادس: مع دخول ايران حرب السودان كمشارك فعال مع القوات المسلحة. ستنشط بعدها تحركات دول كثيرة عندها مصالح في السودان. وبعدها قد تشهد البلاد حرب حقيقية بين القوات الايرانية، التي حتما ستكون موجودة في القواعد العسكرية. للإشراف علي الصواريخ والمسيرات الايرانية، وما بين اسرائيل… تماما كما تشرف ايران على حرب “حزب الله” ضد الجنود الإسرائيليين علي الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.  

    السيناريو السابع والاخير:  “أخر العلاج الكي” : لما ضاقت واستحكمت حلقاتها… الهرولة الي إيران.”، هذه الهرولة التي قام بها البرهان ما كان له حق أن يقوم بها، هي هرولة ستغير تاريخ السودان الي الأسوأ…

فما دخلت ايران دولة ما إلا وأصابتها “الساحق الماحق”. ما تاريخ إيران الاسود في زمن الرئيس المخلوع ببعيدة عن الأذهان.

Exit mobile version