سياسة

سحر الخولاني: صوت ناعم يكشف زيف الحوثي من خلف القضبان


كلما دب اليأس في قلوب اليمنيين انبعث من بين خراب جماعة الحوثي صوتٌ يصدح ضد ظلم وفساد الجماعة، التي حولت صنعاء إلى سجنٍ جماعي.

واختطفت مليشيات الحوثي قبل نحو أسبوع الناشطة اليمنية سحر الخولاني. التي تعمل في قناة اليمن الفضائية، التي تمتلكها جماعة الحوثي. وتم إيداعها في معتقلات صنعاء السرية، على خلفية فيديوهات تبثها الخولاني عن فساد الحوثي في مدن شمالي اليمن.

فيديو فساد الحوثي

وقبل اختطافها بساعات تداول نشطاء مقطع فيديو للخولاني، ذكرت من خلاله أن هذا الفيديو بحوزة شخص ما، وحملته أمانة نشره حال تعرضها للاختطاف أو أي مكروه. وقالت الخولاني خلال الفيديو إن قيادات الحوثي مارست بحقها التهديدات قبل اختطافها. بجانب الضغوطات الكبيرة على أهلها، للتوقف عن الحديث عن فساد قيادات الحوثي.

وأضافت “الموت في نصرة الحق عزة وكرامة، وإشراق شمس صباح الحرية سيأتي مهما حصل، مطالبة من الشعب اليمني “الثأر لكرامتها ولو بعد 100 عام.

كما ناشدت الخولاني قبائل اليمن كافة بعدم التخلي عن “ثأرها” مهما حدث من قمع للحوثيين.

وجوه خلف القضبان

وتسلط قصة الخولاني -التي اختطفتها مليشيات الحوثي– من بين أطفالها الصغار، بعد تهديدات وضغوط على أسرتها، الضوء على وجوه اليمن الناعمة، التي زج بها الانقلابيون خلف القضبان، من بينهم سميرة بلح، ورباب المضواحي، وسارة الفائق.

وسبق الخولاني أصوات أخرى كثيرة تعكس حجم المأساة التي تعيشها نساء اليمن تحت سطوة مليشيات الحوثي، وأبرزهن عارضة الأزياء انتصار الحمادي. والناشطة الحقوقية العربية فاطمة العرولي، وابنة تهامة حنان المنتصر وخالدة الأصبحي.

انتهاكات ممهنجة

وأدانت الحكومة اليمنية،‏ في وقت سابق، اختطاف مليشيات الحوثي سحر الخولاني من منزلها وإخفائها قسرا على خلفية تناولها  الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين.

وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إن إقدام مليشيات الحوثي (..)، على اختطاف الإعلامية والناشطة في المجال الإنساني سحر الخولاني من منزلها. وإخفائها قسرا على خلفية تناولاتها الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين. نموذج لمأساة النساء اليمنيات بمناطق سيطرة المليشيات. وما يتعرضن له من ممارسات قمعية وجرائم وانتهاكات ممنهجة.

وأضاف الإرياني أن مليشيات الحوثي سبق أن اختطفت مطلع يونيو/حزيران الماضي سميرة بلح، المنسقة الميدانية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في محافظة الحديدة. ورباب المضواحي رئيسة قسم المعلومات في المعهد الديمقراطي الأمريكي (NDI). وسارة الفائق المديرة التنفيذية للائتلاف المدني للسلام، وإحدى موظفات برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة (WFP). ومنعت أي تواصل لهن بأسرهن.

سجل أسود

يشابه مصير الخولاني حال آلاف اليمنيات اللاتي تعرضن للاختطاف. ووثقت تقارير حقوقية من ديسمبر/كانون الأول 2017 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2022، أكثر من 1893 واقعة اختطاف، وتعذيب. واغتصاب ضد النساء بينهن 204 فتيات قاصرات، و283 حالة إخفاء قسري في معتقلات سرية للجماعة.

كما أن أسباب اختطاف مليشيات الحوثي للنساء مختلفة، منها الانتماء المتصور للمعارضة، أو مشاركتهن في منظمات المجتمع المدني، أو نشاطهن الحقوقي. وفقا لتقرير الخبراء الدوليين المعنيين في اليمن.

وبحسب الناشط الإعلامي اليمني معتصم علي في حديثه ، فإن “سحر الخولاني ليست الناشطة الأولى ولن تكون الأخيرة في سجل التغييب الحوثي والاختطافات للنساء في المحافظات الخاضعة لسيطرتها”.

الذكرى العاشرة للنكبة

 

وأشار إلى أن تغييب النساء واختطافهن لم يعرفه اليمن قبل انقلاب الحوثي في 21 سبتمبر/أيلول 2014، إذ تحل الذكرى العاشرة للنكبة لتظهر واحدة من جرائمها. لافتا إلى أن الناشطات كن أصوات ناعمة اخترقن جدار خبايا الممارسات والتعسفات المليشيات رغم سطوة القمع.

وأكد أن عمل الناشطات لن ينقطع سواء في المجال الحقوقي أو الإنساني مهما وصل قمع الحوثيين لإسكات الأصوات المعارضة التي تكشف عن جرائمها. وتهمها الملفقة أمام المجتمعين المحلي والدولي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى