سياسة

رغم رمضان.. جبهات قتالية ملتهبة في السودان


بوتيرة متسارعة تتوسع دائرة الحرب في السودان، دون مراعاة لشهر رمضان رغم الدعوات الإقليمية والدولية لإنهائها في أسرع وقت ممكن.

وأبلغت مصادر عسكرية باندلاع معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في محيط الفرقة 22 في بابنوسة، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المدينة.

ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي أطلقت قوات “الدعم السريع” عمليات عسكرية واسعة هدفت للسيطرة على الفرقة 22 مشاة التابعة لرئاسة الجيش بولاية غرب كردفان، لكن الجيش يدافع باستمرار عن مركز قيادته بالمنطقة.

اشتباكات مباشرة

وبحسب المصادر العسكرية فإن المعركة في محيط الفرقة 22 مشاة اندلعت باستخدام كافة أنواع الأسلحة والطيران الحربي والمدافع والألغام، إضافة إلى الاشتباكات المباشرة.

وإثر المعارك المتواصلة في المدينة فر نحو 50 ألف مواطن، يعيشون في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد وسط تحذيرات حكومية من خطر مجاعة وشيكة تهدد النازحين الهاربين من نيران المواجهات العسكرية.

تقع مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان بالسودان على ارتفاع 373 مترا فوق سطح البحر، وتبعد عن الخرطوم العاصمة بمسافة 697 كيلومترا.

وتعتبر بابنوسة واحدة من أهم محطات التقاطع الرئيسية في سكة حديد السودان، التي تربط غرب السودان بشرقه وشماله، وتضم عددا كبيرا من الورش الخاصة بالسكك الحديدية، ويبدأ منها الخط المتجه جنوبا.

سلاح الإشارة

ومع تصاعد وتيرة العنف، هاجمت قوات “الدعم السريع” لليوم الثاني على التوالي “سلاح الإشارة” بمدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، بكافة أنواع الأسلحة.

وأفادت مصادر عسكرية بأن القصف المدفعي لقوات الدعم السريع” وصل إلى عمق “سلاح الإشارة” بمدينة بحري.

وطبقا للمصادر العسكرية فإن قوات “الدعم السريع” بالتزامن مع الهجوم على سلاح الإشارة هاجمت أيضا “سلاح الأسلحة”، بالقصف المدفعي الثقيل.

وحسب المصادر العسكرية، فإن قوات الدعم السريع تصوب مدفعيتها تجاه “سلاح الأسلحة” من مناطق دردوق ونبتة والسامراب.

وتحاول قوات “الدعم السريع” باستمرار بسط سيطرتها على “سلاح الإشارة” باعتباره حلقة إمداد مهمة لمقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم، إذ يفصل النيل الأزرق بين الموقعين بينما يسيطر الجيش على جسر النيل الأزرق.

مدينة الفاشر

وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور قالت مصادر عسكرية إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني تعامل مع أهداف لقوات “الدعم السريع“، في محاولة لمنع تقدم العمليات العسكرية.

ووفقا للمصادر العسكرية فإن سلاح الجو السوداني أغار اليوم على تجمعات قوات “الدعم السريع” في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن قوات الدعم السريع أطلقت المضادات الأرضية لصد غارات الطيران الحربي على مواقعها شمال وشرق الفاشر، كما قصفت بالمدفعية الثقيلة السوق الرئيسي ومحيط مقر قيادة الجيش وسط المدينة.

وما زال الجيش السوداني يحتفظ بحاميته في مدينة الفاشر كبرى مدن إقليم دارفور، في حين فرضت قوات “الدعم السريع” سيطرتها على بقية عواصم ولايات دارفور ونيالا، وزالنجي، والجنينة والضعين.

ولاية سنار

وفي ولاية سنار (جنوب شرق) انتشرت قوات “الدعم السريع” بكثافة في محيط المدينة، خاصة في الأجزاء الغربية.

وبحسب مصادر عسكرية فإن قوات “الدعم السريع” ما زالت تسيطر على مصنع سكر سنار. والقرى المحيطة بالمصنع.

ولاية شمال كردفان

وطبقا للمصادر العسكرية فإن الجيش السوداني لا يزال يسيطر على مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان. وينفذ عمليات تمشيط واسعة حول المدينة.

وقالت المصادر العسكرية إن قوات “الدعم السريع” توجد بكثافة في محيط مدينة الأبيض. وفي بعض الأحياء في أطراف المدينة، وتحاول السيطرة على مدينة الأبيض. ومطار المدينةوقاعدة “شيكان الجوية”. لتعزيز نفوذها بالمنطقة.

ولاية الجزيرة

ما زالت ولاية الجزيرة (وسط) تعاني بشكل يومي من انعدام شبكة الاتصالات والإنترنت. والقطوعات المتواصلة في خدمات الكهرباء والمياه. ونقص حاد في الغذاء والدواء.

وقال شهود عيان إن قوات “الدعم السريع” ما زالت تسيطر على أجزاء واسعة من الولاية. وانتشرت بشكل كثيف في عدة جبهات بالمنطقة.

ومنذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي أسقطت قوات “الدعم السريع، الفرقة الأولى مشاة في عاصمة الولاية ود مدني.

وفي أعقاب سقوط مدينة “ود مدني” أعلن الجيش السوداني تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب انسحاب الجيش من الفرقة والدفاعات. لكن نتائج التحقيق لم تظهر إلى العلن.

وبثت قوات “الدعم السريع“، على منصاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيديو تشير إلى توزيع الخدمات الضرورية، وتوفير الحماية الكاملة للمواطنين بقرى ولاية الجزيرة.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلوحميدتي“. حربا خلفت أكثر من 13 ألفا و900 قتيل ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى