رسائل كلينتون: لقاءات مع الإخوان في مصر أسفرت عن وصول محمد مرسي إلى الرئاسة
أظهرت رسائل البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون،عن مراسلات مكثفة لمسؤولين في الخارجية الأميركية مع أعضاء في تنظيم الإخوان، كما أشارت ر بعض هذه الرسائل إلى لقاءات عدة جرت قبيل الانتخابات الرئاسية عام 2012 في مصر، والتي أسفرت عن وصول مرشح تنظيم الإخوان محمد مرسي إلى الرئاسة.
في ربيع عام 2012،شهدت مصر فراغا في رأس السلطة ووضعا اقتصاديا بالغ الصعوبة، إضافة إلى غليان في الشارع وفصيل يتربص ويلعب بكل الأوراق لتحقيق حلم انتظره لأكثر من 7 عقود، وهذا ما كشفت عنه مراسلات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون.
كما ذكرت رسالة صادرة من بريد هيلاري كلينتون في4 أبريل 2012 مكونة من سطر واحد إلى كبار مساعديها، تسأل فيها “من سوف يقابلهم؟ في إشارة لوفد من التنظيم يزور واشنطن”.
وجاءت الردود متوالية على هيلاري من كبار مساعديها جيفري فيلتمان يبلغها عن لقاء موسع له مع أعضاء من التنظيم.
وفي التفاصيل يقول فيلتمان، إنه التقى بأعضاء من الإخوان، وأن مساعد وزيرة الخارجية بيل بيرنز التقى مع عناصر إخوانية من تونس والمغرب ومصر.
والتقى كل من بوب هورماتس، مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الاقتصادية، والدبلوماسي بوب تايلور، مع إخوان مصر. كما ذهبوا إلى مجلس الأمن القومي الأميركي.
وتوضح إحدى الرسائل ما نصه: “السيدة الوزيرة، التقيت بهم أمس. ويلتقي بيل بيرنز اليوم مع طيف واسع من الإسلاميين من تونس والمغرب ومصر. وسيلتقي بوب هورماتس وبيل تايلور مع أعضاء التنظيم من مصر. ذهبوا إلى مجلس الأمن القومي الليلة الماضية. لكنني لم أطلع بعد على ما دار”.
وتكشف رسالة ثانية من مساعدها وليام بيرنزعن لقاء جمعه بأعضاء من التنظيم. وفي رسالته يقول بيرنز، أنه سوف يذكر أعضاء التنظيم بالاستفادة من تجارب العدالة الانتقالية التي طبقتها بعض الدول، ضاربا المثل بجنوب أفريقيا.
ويكشف بيرنز عن لقاء جمعه بسفير جنوب أفريقيا في واشنطن، ويصفه بأنه ناشط إسلامي سبق له زيارة مصر تلبية لدعوة من تنظيم الإخوان للتعرف على تجربة بلاده في تحقيق العدالة الانتقالية، كما نصح بيرنز بتشجيع جنوب أفريقيا وتركيا ودول أخرى على مواصلة اللقاءات مع الإخوان، إضافة للدور الذي تقوم به الولايات المتحدة.
وبهذا الدعم والإعداد الأميركي في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لم يكن مستغربا أن يصل مرشح التنظيم محمد مرسي للرئاسة في مصر في الانتخابات التي جرت بعد شهر من هذه اللقاءات والمراسلات.
وما أظهرته رسائل كلينتون، حتى الآن يبدو أنه جزء من جبل الجليد، لمخطط واسع النطاق، كان قائما على التمكين للتنظيم، ليس في مصر فقط، بل في عموم المنطقة.