سياسة

رؤية إماراتية لاحتواء التصعيد: دعوة إلى وقف فوري لحرب غزة


رؤية إماراتية لوقف التصعيد بالمنطقة ودعم استقرارها، تدعو بشكل عاجل إلى وقف فوري للحرب على غزة، والتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.

تأتي تلك الرؤية ضمن مساعٍ إماراتية متواصلة للحيلولة دون انجراف المنطقة إلى حرب واسعة النطاق تهدد استقرار دولها وأمن شعوبها، على خلفية التوترات الجارية بين إيران وحلفائها من جانب وإسرائيل من جانب آخر.

رؤية مفادها أن كل الطرق لتحقيق الاستقرار في المنطقة تؤدي إلى حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، يعطي للشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره، بما في ذلك الحق في أن تكون له دولته المستقلة.

أولويات عاجلة

أكد تلك الرؤية الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، في تغريدة له عبر حسابه بمنصة «إكس» (تويتر سابقا) اليوم الخميس.

وقال قرقاش “لا يمكن لأي صوت عاقل إلا تأكيد أولوية الوقف الفوري للحرب في غزة، وإنهاء دوامة العنف والتصعيد الإقليمي ومنطق العدوان والرد، مع الاعتراف بفشل سياسة احتواء وتأجيل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة”.

وأضاف “لا بديل عن مسار حقيقي يضمن للشعب الفلسطيني تقرير مصيره ويكسر حلقة عدم الاستقرار بالمنطقة”.

دعوات إماراتية تضع خارطة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على المدى القصير والبعيد، باعتبارها المدخل الرئيسي لتحقيق الاستقرار واحتواء التصعيد في المنطقة.

دعوات تعكس رؤية الإمارات والتزامها الثابت بدعم القضية الفلسطينية بشكل عام وأهل غزة بشكل خاص.

تأتي تلك الدعوات في وقت تشهد فيه الفترة الحالية توترا غير مسبوق بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران 31 يوليو/تموز الماضي، في واقعة نسبت لإسرائيل، غداة استهداف الأخيرة الضاحية الجنوبية في بيروت في هجوم أودى بالقيادي البارز بحزب الله فؤاد شكر.

وفيما تستعد إسرائيل لهجوم منسق من إيران وحلفائها ردا على تلك الهجمات، تتزايد المساعي الإماراتية لاحتواء التصعيد للحيلولة دون انجراف المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.

علم دولة الإمارات

مباحثات إماراتية مصرية

ضمن أحدث تلك المساعي تصدرت الحرب في غزة وتوترات المنطقة مباحثات هاتفية بين الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي ووزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، أمس الأربعاء.

ووفق بيان للخارجية المصرية فقد تبادل الوزيران “الرؤى والتقديرات حيال تطورات الوضع في قطاع غزة والمساعي الهادفة للوصول لوقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث تم التأكيد على أهمية وقف الحرب على قطاع غزة في أسرع وقت باعتبارها السبب الرئيسي في زيادة حدة التوتر والتصعيد غير المسبوق في المنطقة”.

واستعرض الاتصال “نتائج الاتصالات المكثفة التي قام بها وزير الخارجية المصري على مدار الأيام الماضية، بهدف احتواء التصعيد القائم والحيلولة دون اتساع رقعة المواجهات بشكل يمس استقرار الإقليم بأكمله ومصالح شعوبه”.

وبحسب البيان فإن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أكد “روابط الأخوة التاريخية التي تربط مصر بالإمارات”، مشيراً إلى “ضرورة مواصلة التنسيق المشترك والتواصل الدائم فيما يتعلق بالقضايا والتحديات الإقليمية، وكذا استمرار التشاور حيال مختلف الموضوعات، وذلك في إطار العمل المشترك للحيلولة دون انجراف المنطقة إلى حرب واسعة النطاق تهدد استقرار دولها وأمن شعوبها”.

مباحثات القيادة

تأتي تلك المباحثات بعد يومين من مباحثات هاتفية بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، تناولت تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وفي مقدمتها التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والأزمة الإنسانية في قطاع غزة والجهود المبذولة بشأنها.

ودعا الزعيمان في هذا السياق جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد لتجنيب المنطقة مزيداً من الأزمات التي تهدد السلام والاستقرار الإقليميين.

وأكد الجانبان ضرورة تكثيف جهود الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في القطاع والعمل على إيجاد مسار واضح للسلام الشامل والعادل والدائم الذي يقوم على “حل الدولتين”، بما يضمن الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة لما فيه مصلحة الجميع.

علم دولة الإمارات

ملحمة إنسانية

تأتي تلك الجهود السياسية، فيما تتواصل جهود الإمارات الإنسانية عبر مبادرات متتالية تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، وتحاول عبرها مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في القطاع الذي يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ورسمت دولة الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام، التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.

وفي إطار الجهود الإغاثية التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع غزة واصلت عملية “الفارس الشهم 3” -الذي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات- حملة تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف محافظات قطاع غزة، لإغاثة الأسر الفلسطينية المنكوبة وتوفير الطعام وخيام الإيواء والمستلزمات الأساسية لهم في ظل الأوضاع الكارثية الصعبة التي يمر بها القطاع منذ عدة شهور.

وأشاد وفد من منظمة الصحة العالمية بدور دولة الإمارات العربية المتحدة الإنساني البارز والمميز من خلال عملية “الفارس الشهم 3“، في المجال الطبي والعمل المتواصل في توفير الرعاية الصحية للجرحى والمصابين جراء الوضع الصعب في قطاع غزة ودور الكوادر الطبية الإماراتية في المستشفى لرفع المعاناة عن أهالي غزة.

جاء هذا خلال زيارة قام بها وفد من منظمة الصحة العالمية للمستشفى الميداني الإماراتي برفح، الثلاثاء الماضي، اطلع خلالها على الجهود الطبية وآليات التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات المختلفة والاستفادة من الجهود المتواصلة في المجال الطبي الذي تقدمه الإمارات لدعم القطاع الصحي في غزة.

تأتي هذه الزيارة انعكاساً للجهود الاستثنائية للمستشفى الميداني الإماراتي من المنظور الإنساني عالمياً وسعياً لتعزيز الجهود الطبية مع منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى دور المستشفى البارز في غزة منذ افتتاحه.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى