سياسة

خلافات سياسية وأهداف انتخابية.. ما الذي يمنع نتنياهو من قبول الاتفاق؟


وسط تصاعد الضغوط «الشعبية» على رئيس الوزراء الإسرائيلي للمضي قدما في اتفاق شامل لوقف النار بغزة، كشف بنيامين نتنياهو سببين يمنعانه من ذلك، رفضتهما عائلات الرهائن، معتبرة أنه لا يملك خطة.

ففي خطاب متلفز، قال نتنياهو: «حماس ليست غبية. إنهم يريدون ضمانات دولية مقيدة من شأنها أن تمنع الحرب من التجدد. لن يكون لدينا شرعية للعودة إلى الحرب. إذا التزمنا بعدم القتال، فلن نتمكن من العودة إلى القتال في غزة».

تصريح، فسره الصحفي الإسرائيلي بالقناة 14 تامير موراج، بقوله: «يلمح نتنياهو في تصريحه إلى أن حماس تطالب باستصدار قرار من مجلس الأمن يمنع إسرائيل من العودة إلى القتال»، مضيفًا: «من شأن هذا القرار أن يفرغ فكرة الخداع الاستراتيجي التي تريدها إسرائيل برشوة حماس، أي أنها ستأخذ كل الرهائن، وتلتزم بإنهاء الحرب ــ ثم تجددها».

وتابع موراج: «إن قرار مجلس الأمن، الذي من المرجح أن يكون مصحوباً بتهديد بفرض عقوبات معوقة، لا يمكن إلغاؤه، وحتى الولايات المتحدة لن تكون قادرة على القيام بذلك، لأن دولاً مثل روسيا أو الصين سوف تستخدم حق النقض على الفور ضد الإلغاء».

الأمر نفسه، أشار إليه الصحفي بالقناة 12 الإسرائيلية عميت سيغال، المقرب من نتنياهو، قائلا: «حماس تطالب بقرار ملزم من مجلس الأمن كشرط لإنهاء الحرب».

السبب الثاني

أما السبب الثاني الذي قدمه نتنياهو فهو أن وقف الحرب ستمنع تطبيق خطة دونالد ترامب، مؤكدًا أنه بتنفيذ مطالب «حماس» مثل إنهاء الحرب وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، «لا يمكن تحقيق رؤية الرئيس الأمريكي المهمة – الرؤية التي ستغير وجه غزة مرة واحدة وإلى الأبد وتسمح لبلدنا بالعيش بأمان».

وأشار نتنياهو إلى أن «حماس رفضت مقترح إسرائيل بعقد صفقة أسرى كان من الممكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء والإفراج عن جثث العديد من الأسرى المتوفيين».

وتقول إسرائيل إن هناك 59 رهينة في غزة بينهم 24 أحياء و35 أموات.

ورغم تصريح نتنياهو، صرّح مكتب رئيس الوزراء بأنه لم يتلقَّ ردًا رسميًا من «حماس» بعد.

وتقول “حماس” إنها تقبل باتفاق تبادل أسرى، شريطة أن يؤدي إلى وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

وقال نتنياهو عن مطالب “حماس”: “إنهاء الحرب بشروط الاستسلام هذه سيبعث برسالة إلى جميع أعداء إسرائيل مفادها أنه بأخذ رهينة إسرائيلي، يمكن إخضاع دولة إسرائيل”.

وبذلك فإن نتنياهو ليس فقط يرفض مطلب “حماس”، لكن أيضا مطالب عائلات الرهائن الإسرائيليين والمعارضة بإبرام اتفاق شامل يعيد جميع الرهائن ولو على حساب وقف الحرب.

ووقع آلاف الإسرائيليين، بينهم جنود احتياط ومتقاعدون، في الأيام الماضية على عرائض تطالب بإعادة جميع الرهائن ولو على حساب وقف الحرب.

الضغط على حماس

لكن نتنياهو قال: «من يدعون للاستسلام لإملاءات حماس يقولون: قدموا وعدا بأنكم لن تعودوا للقتال حتى إطلاق سراح جميع الرهائن، لكن ما يقولونه في جوهره هو: قولوا لحماس إننا نكذب عليكم وستوافقون على ذلك، إن حماس مجموعة من القتلة الحقراء، لكنهم ليسوا أغبياء. لن يتعاون أحد، وبالتأكيد ليس الولايات المتحدة، مع مثل هذه الخدعة».

وأضاف نتنياهو: «أعتقد أنه يمكن إعادة رهائننا دون الرضوخ لمطالب حماس».

وفي هذا الصدد قال نتنياهو: «لقد أصدرتُ تعليماتٍ للجيش الإسرائيلي بزيادة الضغط على حماس والرد بقوة. للحرب ثمنٌ باهظ، لكن لا خيارَ لنا سوى مواصلة القتال من أجل وجودنا – حتى النصر».

عائلات الرهائن ترد

وردا على تصريحات نتنياهو، أشارت عائلات الرهائن إلى أن كل هذه الكلمات والشعارات لا تخفي حقيقة بسيطة – إنه لا يملك خطة.

وقالت في بيان: “لن تتمكن الكثير من الكلمات والشعارات من إخفاء الحقيقة البسيطة وهي أن نتنياهو ليس لديه خطة. سمعنا بلا توقف الليلة الماضية ما هو الخطأ، وسنكون شاكرين لسماع ما هو الصواب من رئيس وزرائنا”.

وأضافت في إشارة إلى ان كلمة نتنياهو مسجلة: “ولا عجب أنه لم يكن هناك وقت للأسئلة، وإلا لكان من الضروري الإجابة على السؤال الأساسي: ما الذي تفعله دولة إسرائيل بالضبط لإعادة جميع المختطفين الـ 59 على الفور؟”.

وتابعت: “هناك حل واحد ممكن وعاجل يمكن تحقيقه الآن: التوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح الجميع، حتى لو كان ذلك يعني وقف القتال” أي وقف الحرب.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى