حماس تتوعد بملاحقة الجيش الإسرائيلي
قال أبو عبيدة متحدث كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس في كلمة مسجلة الجمعة إن ما يبحث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادته في مجمع الشفاء الطبي بغزة “أمر مثير للسخرية وبحث عن سراب” متوعدا بملاحقة الجيش الإسرائيلي من شارع إلى آخر.
وأضاف إن “ما يبحث عنه نتنياهو وقيادة حربه في مجمع الشفاء ومشافي غزة هو أمر مثير للسخرية فهم يبحثون عن سراب يدل على عجزهم وغطرستهم الجوفاء” مشيرا الى أن “دخول قوات العدو (إسرائيل) بالدبابات لمجمع طبي (الشفاء) للاستعراض بالقوة والسيطرة هو أكبر دليل على فشلهم وهزيمتهم كما أنه فضيحة لكل المنظومة العالمية من أدعياء حقوق الإنسان والقانون الدولي”.
والأربعاء اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي. لكنها لم تتمكن من العثور على ما يدين حركة “حماس“. ما دفعها للادعاء بأن الأدلة “تم إخفاؤها”.
وأردف أبو عبيدة أن “الاحتلال (الإسرائيلي) يواصل انتهاكاته ويمارس جرائمه على الأطفال الخدج والمدنيين” مؤكدا أن مقاتلي القسام “أعدوا أنفسهم لدفاع طويل” متابعا “كل وقت يقضيه الاحتلال في غزة يفاقم خسائره”. معلنا تمكن “كتائب القسام” من تدمير 62 آلية عسكرية للجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأربعة الماضية.
وأشار أيضا إلى تمكن المقاتلين من “تدمير عربتين عسكريتين وشقة تحصن فيها جنود العدو والإجهاز على ما لا يقل عن 9 جنود إسرائيليين“.
وتابع “تمكن مجاهدونا الخميس من تدمير شقة كانت تتحصن بها قوات خاصة في بيت حانون وتمكنوا من الإجهاز على كل جنود الاحتلال الذين كانوا يتمركزون في البناية”.وأوضح “لا يزال مجاهدونا يلاحقون قوات العدو وآلياته من شارع لشارع ويلتفون خلف قواته يسددون ضربات قاتلة ضدها. ويجبرونها على التراجع في بعض المحاور وتغيير مسارات تحركها باستمرار”.
كما أفاد بأن سلاح المدفعية التابع لكتائب القسام “استهدف مواقع في المدن المحتلة أبرزها تل أبيب وعسقلان بالرشقات الصاروخية”.
ووجه أبو عبيدة حديثه لإسرائيل وقال إن “جنودهم القتلى في الميدان أكثر مما تتوقعون بكثير. ونحيطكم (للإسرائيليين) علما بأن قيادتكم يبدو أنها قررت أن تجعل مصير أسراكم الفقد والضياع” لافا الى أن “كتائب القسام” عرضت إتمام صفقة تبادل أسرى منذ بداية المعركة “لحل هذه القضية الإنسانية”.
وتابع “حاولنا ونكافح للحفاظ على حياة أسراكم فنجحنا أحيانا ولم ننجح في أحيان أخرى بفعل القصف الهمجي لجيشكم”.
ويستمر القتال العنيف في غزة حيث أصدرت إسرائيل تحذيرا جديدا للفلسطينيين في مدينة خان يونس بجنوب القطاع وطالبتهم بالتوجه إلى الغرب بعيدا عن مرمى النيران وحتى يكونوا على مقربة من المساعدات الإنسانية، في أحدث مؤشر على أنها تخطط لمهاجمة حماس في الجنوب بعد السيطرة على الشمال.
وقال مارك ريجيف، أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لشبكة (إم.إس.إن.بي.سي) أمس الجمعة “نطلب من الناس الانتقال. أعلم أن الأمر ليس سهلا بالنسبة للكثيرين منهم، لكننا لا نريد أن يقع المدنيون في مرمى إطلاق النار “.
وقد تجبر مثل هذه الخطوة مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين توجهوا جنوبا هربا من الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة على الانتقال مرة أخرى، جنبا إلى جنب مع سكان مدينة خان يونس الجنوبية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة. ويبلغ عدد سكان خان يونس أكثر من 400 ألف نسمة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس التي تسيطر على غزة منذ أن قتل مسلحوها 1200 شخص وأخذوا 240 رهينة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الثاني. بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تقصف إسرائيل معظم أنحاء غزة ودكتها دكا. وأمرت بإخلاء النصف الشمالي بأكمله من القطاع، مما أدى إلى تشريد نحو ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون. ويخشى العديد ممن فروا أن يصبح نزوحهم دائما.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة أمس الجمعة ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 12 ألف شخص. منهم 5000 طفل. وتعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقا بها على الرغم من عدم تحديثها الآن بانتظام بسبب صعوبة جمع المعلومات وانقطاع الاتصالات المتكرر.
وأسقطت إسرائيل ليل الخميس منشورات على المناطق الشرقية من خان يونس تطلب فيها من السكان الإخلاء إلى الملاجئ. مما يشير إلى أن العمليات العسكرية هناك باتت وشيكة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن نحو 26 فلسطينيا .أغلبهم من الأطفال قتلوا في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت.
وقال ريجيف إنه سيتعين على القوات الإسرائيلية التقدم داخل المدينة لإخراج مقاتلي حماس من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض. لكن لا توجد مثل هذه “البنية التحتية الهائلة” في المناطق الأقل بناء في الغرب.
وتابع “أنا متأكد تماما من أنهم لن يضطروا إلى التحرك مرة أخرى إذا تحركوا غربا… نحن نطلب منهم الانتقال إلى منطقة نأمل أن تكون بها خيام ومستشفى ميداني”.
وأضاف أنه نظرا لقرب المناطق الغربية من معبر رفح الحدودي مع مصر. فمن الممكن إدخال المساعدات الإنسانية “بأسرع ما يمكن”.
ومع دخول الحرب أسبوعها السابع. لم تظهر أي دلالة على أي تراجع على الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار أو على الأقل لهدنة إنسانية.
وقالت خدمة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إن خمسة فلسطينيين على الأقل لقوا حتفهم وأصيب اثنان آخران في قصف إسرائيلي لمبنى في مخيم بلاطة للاجئين في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
ووسط تحذيرات من أن حصارها سيؤدي إلى المجاعة والمرض. أذعنت إسرائيل على ما يبدو أمس الجمعة للضغوط الدولية. ووافقت على السماح بدخول شاحنات الوقود إلى غزة ووعدت “بعدم فرض قيود” على المساعدات التي تطلبها الأمم المتحدة.
وقالت إسرائيل إنها ستسمح بشاحنتين محملتين بالوقود يوميا بناء على طلب واشنطن لمساعدة الأمم المتحدة في تلبية الاحتياجات الأساسية. وتحدثت عن خطط لزيادة المساعدات على نطاق أوسع.
وقال الكولونيل إيلاد جورين من مكتب وزارة الدفاع الذي ينسق المسائل الإدارية مع الفلسطينيين في مؤتمر صحفي “سنزيد سعة القوافل والشاحنات الإنسانية كلما كانت هناك حاجة”.
وبينما وعدت إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات في الماضي. يبدو أن هذه التصريحات تشير إلى تحول في اللهجة بعد أن حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن الظروف الإنسانية في غزة تتدهور بسرعة. بما في ذلك تحذير صارخ من برنامج الأغذية العالمي من “احتمال فوري بحدوث مجاعة”.
وقال البيت الأبيض في منشور على موقع إكس المعروف سابقا باسم تويتر إنه “سعيد” بموافقة إسرائيل على إدخال شحنات الوقود وإن هذه الشحنات يجب أن “تستمر بشكل منتظم وبكميات أكبر”.
وفي مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة. الذي كان محور قلق دولي هذا الأسبوع عندما أصبح الهدف الرئيسي للهجوم البري الإسرائيلي. قالت إسرائيل إن قواتها عثرت على مركبة بها عدد كبير من الأسلحة، وهيكل تحت الأرض قالت إنه منفذ إلى أحد أنفاق حماس. بعد يومين من تفتيش المبنى.
ونشر الجيش الإسرائيلي مقطعا مصورا لما قال إنه مدخل نفق في منطقة مكشوفة من مجمع الشفاء الطبي وتناثرت فيها الخرسانة وحطام الخشب والرمل. وتم الحفر في المنطقة فيما يبدو. وظهرت جرافة في الخلفية. ولطالما أكدت إسرائيل أن المستشفى يقع فوق مخبأ كبير تحت الأرض يضم مقر قيادة لحماس. ويقول العاملون في المستشفى إن هذا غير صحيح وأن النتائج التي توصلت إليها إسرائيل هناك لم تثبت حتى الآن شيئا من هذا القبيل.
وتنفي حماس استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية. وتقول إن بعض الرهائن تلقوا العلاج في المراكز الطبية لكن لم يتم احتجازهم داخلها.
قال موظفو مستشفى الشفاء إن أحد الأطفال الخدج توفي في المستشفى أمس الجمعة، وهو أول طفل يموت هناك في يومين منذ دخول القوات الإسرائيلية. ولقي ثلاثة أطفال خدج حتفهم في الأيام السابقة بينما كان المستشفى محاصرا.
وأعلنت حماس أيضا وفاة أسير آخر يبلغ من العمر 85 عاما قالت إنه توفي نتيجة نوبة هلع خلال غارة جوية.
وفي بلدة موديعين بإسرائيل، أقامت العائلة مراسم جنائزية للمجندة في الجيش الإسرائيلي نوا مارسيانو (19 عاما) التي عُثر على جثتها في مدينة غزة بالقرب من مستشفى الشفاء يوم الخميس. وكانت قد اختطفت من قاعدة عسكرية في هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال الجيش إنه عثر أيضا على جثة يهوديت فايس (65 عاما). وهي أم لخمسة أطفال أخذها مسلحون فلسطينيون من تجمع بئيري السكاني.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الطوارئ الروسية قولها إن 170 مواطنا روسيا عبروا أمس الجمعة من غزة إلى مصر ضمن مجموعة تضم نحو 200 شخص.