حزب الله يلتزم الصمت وإسرائيل ترجح مقتل هاشم صفي الدين


رجحت تقديرات إسرائيلية مقتل هاشم صفي الدين الخليفة المحتمل لحسن نصرالله الأمين العام لحزب الله الذي اغتالته إسرائيل في وقت سابق من سبتمبر/أيلول، بينما قال مصدر أمني لبناني أمس السبت إن الاتصال بالزعيم المحتمل الجديد لجماعة حزب الله اللبنانية هاشم صفي الدين فُقد منذ يوم الجمعة وذلك بعد إعلان إسرائيل استهدافه في غارة.

وكان ثلاثة مسؤولين أمنيين لبنانيين قد ذكروا أن الغارات الإسرائيلية المكثفة والعنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ مساء الخميس تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع الضربة التي يعتقد أنها كانت موجهة لاغتيال صفي الدين.

وبحسب مصادر لبنانية فإن خليفة حسن نصرالله كان في مقر تحت الأرض عندما تم استهدافه بغارة إسرائيلية في منطقة المريجة، ما يفسر إلى حدّ ما استمرار مسيرات إسرائيلية في قصف المنطقة لمنع رجال الإنقاذ من التدخل والوصول إلى المنطقة المستهدفة.

والتزم حزب الله الصمت ولم يؤكد أو ينفي أن تكون الغارات على المريجة استهدفت صفي الدين أو أن يون أصيب أو قتل في تلك الضربات، بينما يبقى مصيره غامضا إلى جانب عدد من القادة الآخرين.

وفي المقابل قالت هيئة البث العبرية، إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن صفي الدين قتل بالغارة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الخميس.

وسيكون مقتل الخليفة المحتمل للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بمثابة ضربة أخرى للجماعة اللبنانية وإيران التي تدعمها. وأدت الضربات الإسرائيلية في أنحاء المنطقة على مدى العام الماضي والتي تسارعت وتيرتها بشكل حاد في الأسابيع القليلة الماضية، إلى مقتل كثيرين من قيادات حزب الله.

وعاشت ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله ليلة استثنائية من العنف شهدت غارات إسرائيلية متواصلة تسببت باندلاع حرائق هائلة على وقع تعليمات إسرائيلية بإخلاء مناطق، وذلك عشية الذكرى الأولى لهجوم حركة حماس على الدولة العبرية واندلاع الحرب في قطاع غزة.

وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن “الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت بأكثر من 30 غارة سمعت أصداؤها في بيروت”، مضيفة أن “سحب الدخان الأسود غطت أرجاء الضاحية كافة”.

وأوضحت الوكالة أن الغارات استهدفت “محطة وقود على طريق المطار ومبنى في الغبيري ومنطقة الصفير وبرج البراجنة وصحراء الشويفات وحي الأميركان ومحيط المريجة الليلكي حارة حريك”.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي عبر تلغرام أنه “يضرب أهدافا إرهابية” لحزب الله في الضاحية الجنوبية.

وعلى إثر القصف اندلعت نيران في المناطق المستهدفة وارتفعت من إحداها كرة هائلة من اللهب ظلت تتصاعد لأكثر من أربعين دقيقة بعد القصف.

وفي منطقة صبرا القريبة من الضاحية الجنوبية لبيروت شوهد عشرات الأشخاص المذعورين في الشوارع، بعضهم يحمل حقائب، وهم يفرون من المنطقة سيرا أو على دراجات نارية فيما دوي الانفجارات يتواصل.

كما أفادت الوكالة الوطنية للأنباء عن غارات إسرائيلية استهدفت خلال الليل قرى في جنوب لبنان. وذكرت أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف بعض قرى الجنوب مؤكدة أن “مدفعية العدو لم تتوقف عن قصف كفركلا وأطراف برج الملوك والخيام”.

ووسَّعت إسرائيل نطاق ضرباتها على لبنان. وقال مسؤول أمني لبناني إن إسرائيل نفذت للمرة الأولى ضربة جوية على مدينة طرابلس بشمال البلاد في ساعة مبكرة من صباح السبت وذلك بعد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا ومحاولات أخرى من القوات الإسرائيلية للتوغل بريا في جنوب لبنان.

وبدأت إسرائيل حملة عسكرية مكثفة على لبنان وتوغل جنودها برا عبر حدوده بعد قرابة عام من بدء تبادل إطلاق النار مع جماعة حزب الله. وكان القتال مقتصرا في الغالب على منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بالتوازي مع الحرب التي تخوضها إسرائيل منذ عام في غزة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن إسرائيل قتلت 440 مقاتلا من جماعة حزب الله في عملياتها البرية في جنوب لبنان ودمرت 2000 هدف للجماعة. ولم يعلن حزب الله عن أي عدد للقتلى.

وتقول إسرائيل إن هدفها هو السماح بالعودة الآمنة لعشرات الآلاف من مواطنيها إلى منازلهم في الشمال الذي يقصفه حزب الله منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وقتلت إسرائيل عددا كبيرا من القياديين في حزب الله على رأسهم الأمين العام للجماعة حسن نصرالله في ضربة جوية في 27 سبتمبر/أيلول.

وقال مسؤولون لبنانيون إن الهجوم الإسرائيلي أودى بحياة مئات المدنيين اللبنانيين منهم مسعفون وأجبر أكثر من 1.2 مليون يمثلون حوالي ربع السكان على النزوح.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية السبت إن الضربات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 25 على الأقل وإصابة 127 آخرين.

قال شهود إن إسرائيل نفذت ثماني ضربات على الأقل على الضاحية الجنوبية لبيروت في وقت متأخر من مساء اليوم السبت منها ضربات بالقرب من مطار بيروت الرئيسي بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات لسكان بعض المباني بإخلائها فورا.

كانت إسرائيل وسَّعت نطاق ضرباتها على لبنان، وقال مسؤول أمني لبناني إن إسرائيل نفذت للمرة الأولى ضربة جوية على مدينة طرابلس بشمال البلاد في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وذلك بعد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا ومحاولات أخرى من القوات الإسرائيلية للتوغل بريا في جنوب البلاد.

وأعلن حزب الله أنه استهدف قوة من الجنود الإسرائيليين “بصلية صاروخية” خلال “إجلاء الجنود الجرحى والقتلى” في منطقة المنارة الحدودية “عند الساعة 12:45 من فجر يوم الأحد”.

وتبنّى الحزب كذلك هجوما “بالمسيرات الانقضاضية” على قاعدة عسكرية إسرائيلية في شمال إسرائيل. كما قال في بيان إنه “أثناء محاولة قوات العدو الإسرائيلي إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في مستعمرة المنارة عند الساعة 12:45 من فجر يوم الأحد استهدفهم مجاهدو المقاومة الإسلامية بصلية صاروخية”.

وأعلن الحزب ليل السبت الأحد أن قواته تصدت لمحاولة تسلل إسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية، في إطار المواجهات البرية المستمرة بين الطرفين منذ الأسبوع الماضي.

وذكر في بيان أنّ مقاتليه “استهدفوا بقذائف المدفعية محاولة قوة من جنود العدو الإسرائيلي التسلل باتجاه خلة شعيب في بليدا”، مشيرا إلى أنها “أُجبرت على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة”. كما أعلن الحزب أنه يواصل استهداف تجمعات جنود في شمال إسرائيل.

Exit mobile version