سياسة

تونس.. دور النهضة في تجنيد شباب الأحياء الشعبية بالتنظمات الإرهابية


مؤخرا حققت وزارة الداخلية التونسية نجاحات كبرى في تفكيكها خلايا نائمة لجماعات متطرفة بأحياء شعبية متاخمة للعاصمة تونس، مثل حي رواد والتضامن والمنيهلة ودوار هيشر وحي الخضراء وغيرها.

وينتمي أبرز منفذي الهجمات المسلحة إلى أحياء شعبية فقيرة، على غرار ياسين العبيدي أحد منفذي الهجوم على متحف باردو الذي كان يقطن مع عائلته في حي العمران الأعلى وسط العاصمة.

مسارات التطرف بتونس

وكشفت دراسة للمركز العربي لدراسات التطرف، في دراسة بعنوان “فهم مسارات التطرف الجهادي عند شباب الأحياء الشعبية التونسية”، إلى فهم سياق معيشهم اليومي، الذي قال إنّه معيش مطبوع بتوتر صارخ بين شعور الإقصاء والإذلال من جهة، وشعور بالسخط والاحتجاج من جهة أخرى.

ولفتت الدراسة أنّه عبر الانغماس في الساحات المحلية التي شكلها التيار الجهادي في بعض الأحياء الشعبية، تمكن من ملاحظة عدد من الممارسات الجسدية التي يتميز بها الشبان الجهاديون، وهي ممارسات تشكل نمطاً سلوكياً متميزاً عن النمط السلوكي المطبع فيه المجتمع التونسي.

تحول الشباب 

وتابعت الدراسة أن الشباب التونسي في تغيير نهجه إلى الشباب الإرهابي من خلال  الاشتراك في أسلوب مظهري سمته إطالة اللحية وحفّ الشارب، لكن مع الاختلاف في التعامل مع الشعر مع تجنب التصفيفات العصرية. كما لاحظ ارتداء الكثير من الشبان الجهادي ما يُسمّى في “الصحافة السيارة” بـ “اللباس الأفغاني”، وهو من النوع الذي يسهل الحصول عليه من الأسواق الشعبية، إضافة إلى “عراقية” أو كوفية أو بزة على الطراز الأفغاني. تُستعمل في تغطية الرأس، ومن بين العديد من الرياضات القتالية التي يتدرب عليها الشبان الجهاديون، برزت رياضة “الزمقتال” بوجه خاص، وهي فن قتالي فردي ادّعى الشيخ “المنصف الورغي”، مدرب الفنون القتالية المعروف بتوجهه الإسلامي ابتداعه، استناداً إلى التعاليم الروحية الإسلامية.

لاحظت الدراسة البحثية التي أجرت عملاً ميدانياً، وحوارات مع عدد من شبان الأحياء الشعبية، أنّه لم يكن من باب المصادفة أن يكون مصطلح “الحقرة” أكثر المصطلحات استخداماً لدى ساكنة الأحياء الشعبية لوصف وضعيات الإقصاء الاجتماعية التي يعيشونها.

تورط النهضة 

يقول الدكتور منذر قفراش، المحلل السياسي التونسي، رئيس جبهة إنقاذ تونس، إن التنظيمات الإرهابية في تونس تمكنت من استقطاب قاعدة شبابية مهمة من الطلبة، بعد الثورة التي عرفتها البلاد في عام 2011، مع صعود الإخوان للحكم، وخاصة خلال عامي 2014 و2015. لافتا أن عدد الطلاب والتلاميذ الذين تورطوا في قضايا إرهابية ارتفع من 154 شخصا عام 2014 إلى 241 شخصا في العام 2015.

وأضاف الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة خاصة خلال عامي 2014 و2015، بتركيبة قاعدة المنخرطين في التنظيمات الإرهابية بتونس. وتواصل تونس مكافحتها وتجفيفها لمنابع تمويل الإرهاب الذي تفشى في البلاد منذ 2011. بعد صعود الفكر المتطرف والإخوان للحكم، بقرارات استثنائية لرئيس البلاد قيس سعيد منذ 25 يوليو الماضي وحتى اليوم.

وأوضح  أن حركة النهضة على علاقة وثيقة بالإرهاب من عدة نواحٍ، فهي كانت مساهمة في نشأة السلفية الجهادية. وخاصة جماعة أنصار الشريعة التي تفرعت منها جماعات مقاتلة ككتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب، وكتيبة جند الخلافة المبايع لتنظيم داعش الإرهابي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى