تدشين مشروع النهر الأخضر بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر
يمتد النهر الأخضر بطول 10 كيلومترات، بين شرياني محمد بن زايد الشمالي والجنوبي الرئيسيين في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، وذلك في مرحلته الأولى ليشكل في نهاية عام 2020 الرئة الفريدة من نوعها في العالم. و وفقًا لتصريحات مسؤولة يتوقع أن يمتد مستقبلًا إلى 25 كيلو مترا.
ويخطط أن يكون هذا النهر الأخضر من أهم وأضخم تجمعات الحدائق المركزية بالعالم كله، وهو مشروع يعيد للذاكرة المخزون المتعلق بحدائق بابل المعلقة العملاقة التي صُنفت كواحدة من عجائب الدنيا السبع.
و يقول المهندس محمد عبدالمقصود رئيس جهاز العاصمة الإدراية الجديدة بمصر، إن هذا المشروع في مرحلته الأولى يبلغ 10 كيلومترات تقريبا، ويمتد من الطريق الدائري الأوسطي وحدود القاهرة الجديدة من حدود مسجد الفتاح العليم، وحتى الطريق الإقليمي وحدود مدينة العين السخنة.
وقد أوضح المسؤول المصري في لقاء خاص للعين الإخبارية، أنه خلال الفترة الماضية كان هناط لبس أحاط بالمشروع بسبب اسمه النهر الأخضر، فقد تصور البعض أنه سيكون نهرا مائيا يشق العاصمة الجديدة على شاكلة نهر النيل الذي يشق القاهرة، وبدأ الحديث حول الكيفية التي سيتم بها تمديد هذا المسطح الضخم بالماء، بينما في واقع الأمر يقصد بالنهر الأخضر أكبر تجمع أخضر لحدائق مركزية في العالم.
وأشار المسؤول إلى أن هذه الحدائق المركزية ستكون ذات طابع مميز، والـ10 كيلومترات التي تمثل المرحلة الأولى من المشروع، سيكون بها 3 أنماط من الحدائق، وكل نمط ستكون له أسوار ومشايات وبوابات مختلفة عن النمطين الأخريين، مسؤولة عن إتمام تصميماتها دار الهندسة.
كما أكد أنه تم البدء في أعمال التسوية من حفر وردم ونقل مخلفات، وسيلي ذلك أعمال البنية التحتية ليتم توصيل ماء الري إلى الحدائق، بالإضافة إلى بعض المنشآت التي سيتم عملها داخل النهر، إذ سيكون به 5 مبان مميزة جدا، سيتم الإعلان عنها بمجرد ظهورها.
بينما النباتات التي ستشكل الجسم الأساسي للنهر الأخضر، قال رئيس جهاز العاصمة الإدارية، أنها ستكون متنوعة ومختلفة من حديقة لأخرى في الحدائق الثلاث، بحيث يسهل على الزائر أن يتعرف على الحديقة التي يوجد بها، ولن تكون بها أية أنواع مستوردة، سيتم الاكتفاء تماما بالإنتاج المحلي.
وقد أشار أيضا إلى أن المشروع يراعي التناسب مع الطبيعة الطبوغرافية للأرض، لتفادي تكلفة عالية وبشكل مبالغ فيه، فسيتم الاستفادة من التضاريس المختلفة في منطقة المشروع، لتفيد التصميم الذي يتم تعديله بما يتناسب مع التضاريس.
كما أوضح أن مساحة المشروع ضخمة وتبلغ نحو 1000 فدان، تمتد بطول 10 كيلومترات في متوسط عرض نحو كيلو إلى كيلو ونصف الكيلو متر، مشيرا إلى أنه من المقرر إنجاز العمل في 18 شهرا، ليكون جاهزًا للافتتاح في 30 يونيو 2020.
أما المياه التي سيتم الاعتماد عليها، أكد أنه جار تنفيذ شبكات بنية تحتية للمدينة بالكامل؛ لتفي باحتياجات الماء كاملة من سكان ومرافق وزراعة، وستكون مياه محلاة وأخرى مياه للريّ، وثالثة للصرف الصحي.
وأوضح كذلك: لدينا بالفعل 3 مصادر تغذية من الماء، مصدر تم الانتهاء منه بالكامل قادم من مدينة العاشر من رمضان، خط 1000 ملليمتر، وهو الذي تتغذى به العاصمة الإدارية الآن في مرحلة البناء والعمل، ومياهه متاحة في الأحياء السكنية التي سيتم إعمارها نهاية عام 2019، بالإضافة إلى منطقة فندق الماسة والأوبرا وكافة المنشآت التي تم الانتهاء من بنائها .
وأضاف أيضا : أما المصدر الثاني فقادم من مدينة القاهرة الجديدة واسمه خط الألف، وسيضخ المياه إلى العاصمة الإدارية بدءا من 30 يونيو 2019، والمصدر الثالث هو الرئيسي، وسيكون قادما من نهر النيل بطول 67 كيلومترًا، وقد بدأنا تنفيذه، ويضم هذا الخط محطة تنقية كبيرة و6 روافع، ويعمل بهذا المشروع 3 شركات كبيرة، بدأت العمل فيه وستنتهي خلال 3 سنوات.
وأشار المهندس عبد المقصود إلى أن حي المال والأعمال على يمين وشمال النهر الأخضر في أحد القطاعات الثلاثة للمرحلة الأولى، وسيشمل 20 برجًا تتراوح ارتفاعاتها من 120 إلى 190 مترا، وأعلاها سيكون البرج العملاق المخطط له أن يكون الأعلى في أفريقيا بطول 400 مترا.
وأكد المهندس أحمد العربي، معاون رئيس جهاز العاصمة الإدارية الجديدة، أن حدائق النهر الأخضر تمتد ما بين أهم شريانين -طرق سير- في العاصمة الجديدة، محور الشيخ محمد بن زايد الشمالي ومحور الشيخ محمد بن زايد الجنوبي، وتختلف المساحة بينهما داخل النهر الأخضر بامتداد الطول .
وقد أضاف في تصريحات لـلعين الإخبارية أن النهر الأخضر يعد المتنفس الرئيسي للعاصمة الإدارية، ولن يقتصر فقط على سكان العاصمة الذين سيبلغ عددهم وفقًا للمخطط له 6.5 مليون نسمة، بل سيكون متاحا للوافدين من كل مكان كمتنزه لهم، ويستطيع الوافد أن يقضي يومًا كاملًا في التنزه.
وأشار إلى أن النهر سيحتوي على بحيرات اصطناعية، منها بحيرات للرسم كوجهة للفنانين، ومسارح مفتوحة، ومكتبة تراث، وغيرها.
وأضاف أيضا: وعلى جانبي النهر الأخضر سيطل التجمع العمراني السكني الشيخ محمد بن زايد الذي يتم تنفيذه الآن ضمن المرحلة الأولى للنهر، وكذلك توجد 6 أحياء سكنية أخرى تطل على النهر، حيث إن أغلبه تطل عليه أحياء سكنية بالإضافة إلى منطقة الوزارات، في مرحلة متقدمة.
وأوضح المهندس أحمد العربي أن كل حي سكني يمتد له منطقة اسمها الواحة الخضراء، وهي عبارة عن شريان يتفرع من جسم نهر الحدائق الرئيسي إلى داخل كل حي، وتضم هذه الواحة أماكن الخدمات المركزية بالحي ومنتزه ومنطقة بلازا كاملة.