بين كاميرون وسوناك من الحاكم الفعلي لبريطانيا؟


من حياة الظل السياسية إلى “بديل لرئيس الوزراء”، هكذا تبدو عودة ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطاني إلى الحكومة.

لكنه وبعد 5 أشهر فقط من توليه منصبه، تجاوز رئيس الوزراء السابق حدود الحقيبة الوزارية إلى “أبعد مما توقعه كثيرون”، حسب مجلة بوليتيكو الأمريكية.

ووصف مسؤولون في حكومة بريطانيا كاميرون بأنه “رئيس وزراء الشؤون الخارجية”، ما يهدد بدرجة كبيرة “تجاوزه رئيسه”، ريشي سوناك. الذي يواجه أزمات سياسية لا نهاية لها على صعيد الجبهة الداخلية.

يصلح إرثه؟

وينظر المسؤولون إلى كاميرون باعتباره “رجلا في عجلة من أمره”. يسعى إلى إصلاح إرثه الشخصي خلال أشهره الأخيرة في الحكومة. حسبما كشفت عنه استطلاعات الرأي “السيئة” التي أجراها المحافظون.

رغم ذلك، لم يكن الجميع سعداء بنهج كاميرون. فنموذجه الصارم غير المتوقع لدبلوماسية الشرق الأوسط، الذي يتبناه، دفع بعض النواب المحافظين إلى “حافة التمرد”. وفقا لما أوردته المجلة الأمريكية.

وأثار كاميرون، رئيس حزب المحافظين لما يقرب من عقد من الزمان. ورئيس الوزراء في الفترة من 2010 إلى 2016، غضب كثير من نواب الحزب خلال الأشهر الأخيرة. بتصريحات يعتقدون أنها “بالغة القسوة” ضد إسرائيل.

تصريحات مثيرة للمخاوف

وفي نهاية يناير/كانون الثاني، أبدى نواب محافظون مخاوفهم من تصريحات لكاميرون. إذ أشار موجه دفة الدبلوماسية البريطانية إلى أن بلاده ستبحث “الاعتراف بدولة فلسطينية من أجل تحقيق تسوية سلمية لا رجعة فيها”.

وأثارت دعوات وزير الخارجية لإسرائيل للسماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة خلافا على الإنترنت مع المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي. الذي بلغ ذروته في شهر مارس/آذار بإقالة ليفي.

كما صرح كاميرون بأن “للدول الحق في الرد عندما تشعر بتعرضها لعدوان”. عندما سألته إحدى خلال لقاء عما إذا كان لإيران الحق في الرد على الهجوم على قنصليتها في دمشق.

وقد أضافت هذه الأمثلة إلى ما سماه أحد أعضاء البرلمان المحافظين. الداعمين لإسرائيل، بـ”لهجة إشكالية” من وزارة الخارجية في عهد كاميرون.

التفوق على رئيس الوزراء

وقال بيتر ريكيتس، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لكاميرون في الفترة بين 2010 و2016، للمجلة إن وزير الخارجية الحالي يعرف أن لديه وقتا محدودا ليصنع الفارق. مؤكداً أنه يسعى لذلك حقا.

ويؤيد مصدر مطلع على شؤون وزارة الخارجية البريطانية. تحدثت إليه بوليتيكو، هذا الرأي، قائلاً إن “كاميرون يعطي انطباعاً بأنه رجل في عجلة من أمره. إذ يعلم إنه ليس أمامه سوى 4 أو 5 أشهر فقط، ويريد أن يستفيد منها بأكبر قدر ممكن”.

وبفضل خبرته على المسرح العالمي، وسلوكه الهادئ، يعتقد بعض المراقبين أن كاميرون بدأ “يتخطى سوناك” شهرة، إذ خاطب نائب محافظ واحد على الأقل. عن غير قصد، وزير الخارجية باعتباره “رئيس الوزراء” منذ عودته إلى المعترك السياسي.

Exit mobile version