اليمن.. تصعيد ميليشيات الحوثي جنوباً
أشعل الحوثيون حرب كر وفر من أجل إسناد تنظيم القاعدة الإرهابي إلى جانب تحقيق أهداف مزدوجة.
ويستمر الحوثيون المدعومون إيرانيا محاولاتهم تخفيف الضغط على تنظيم القاعدة بعد تعرضه لضربات قاصمة. على يد القوات الجنوبية إلى جانب إحياء مشاريع التشطير بالشراكة مع الإخوان وإنهاك القوة الجنوبية التي تشكل سياجا منيعا في وجه مشروع التمدد الإيراني.
قلعة يافع.. أهداف مزدوجة
رسمت مليشيات الحوثي شريطا ملتهبا بين الجنوب والشمال، ووفقا لمصادر ميدانية فإن الحوثي دفع بتعزيزات قتالية لنحو 7 محاور قتالية في “يافع”، “كرش”، “حيفان”، “الفاخر قعطبة”، “مريس”، “ثرة”، “بيحان”، إلى جانب مدينة تعز وجبهات الساحل الغربي.
ووفقا لمصادر فإن مليشيات الحوثي لم تعزز مواقعها القتالية فحسب وإنما امتدت للهجمات العسكرية. وتشييد المواقع القتالية في أدلة وشواهد تشير إلى اتجاه الوضع الميداني نحو التصعيد الحربي.
وتركزت المعارك على نحو رئيسي في المحاور الجنوبية وكان أشدها محور يافع. وهي بلدة حيوية تكتسب رمزية تاريخية بوصفها قلعة الصد الشافعية أمام الدول الزيدية المتعاقبة منذ قرون. كما كانت أيضاً قلعة حميرية في غابر الأزمان، وفقا لخبراء.
وبحسب الخبير في الشؤون الاستراتيجية العسكرية باليمن العميد محمد جواس. فإن تصعيد مليشيات الحوثي في جبهات المحاور الجنوبية بما فيها يافع. يعد “تصعيدا متعمدا تقف خلفه عدة دوافع منها إثبات للعالم أنها ترفض الهدنة الأممية وأنها قادرة على خوض الحرب”.
ويقول جواس إن هناك أيضا “دافعا مزدوجا يظهر أغراضا حوثية سياسية وعسكرية من تركز الهجمات على المحاور الجنوبية. وهي إظهار الأطراف الشمالية وكأنها داعمة لهذا التصعيد ضد الجنوب”.
وتحاول مليشيات الحوثي اللعب على وتر الخلافات بين الشمال والجنوب داخل الشرعية سواء كانت هناك أطراف مع هذا التصعيد أو لم يكونوا، طبقا للخبير اليمني.
وأضاف أنه “يجب أن نعلم أن مليشيات الحوثي هي من نسف الهدنة ورفع سقف الاشتراطات التعجيزية منها فتح شامل لميناء الحديدة ويجب أن نعرف أنه الطريق الرئيسي للإغاثة يمر عبر مدينة يافع وبالتالي استحداث معارك يافع هو قطع الطريق الحيوي”.
وأكد جواس أن التصعيد الحوثي العسكرية في يافع يعد مجرد مبرر لمليشيات الحوثي لقطع الطريق وقد سبق واتخذت ذات التكتيك في محافظة الضالع.
وعن مساعي مليشيات الحوثي من إغلاق كل الطرق البرية. كشف أنها تبحث لاستثمار ذلك كورقة ضغط لابتزاز العالم وإجباره على فتح خطوط أو قنوات تجارية من اتجاه ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء.
أما بالنسبة لمحافظة تعز، فهناك ما نقدر نصفه بـ”المشاكل الأمنية التي تعانيها الحوثية”. وتبحث عن إخضاع لمحور تعز ولنفس الأسباب كذلك قد تشمل محاور القتال الجنوبية.
ويرى الخبير الاستراتيجي أن “تصعيد مليشيات الحوثي في بيحان، يعد رسالة حوثية لتهديد مصادر الطاقة النفطية في محافظة شبوة بما في ذلك الهجوم البري، حيث تدرك جيدا ترتيبات مجلس القيادة الرئاسي بدعم دولي لاستئناف تصدير الغاز والنفط من شبوة.
وأشار إلى أن “مليشيات الحوثي تسعى للضغط على شركة توتال الفرنسية صاحبة نصيب الأسد بلحاف للدخول معها بقوة السلاح في تقاسم للثروات أو أنها كلها بنك أهداف سواء عبر الصواريخ أو تقدم بري”.
أدوار متبادلة بين القاعدة والحوثي
ورغم عدم تحقيق مليشيات الحوثي أي تقدم ميداني خلال هذه التصعيد ودفعته القوات الجنوبية ثمنا باهضا إلا أن هناك من اعتبره أنه يأتي في إطار تخفيف الضغط على تنظيم القاعدة الإرهابي.
وبحسب متحدث القوات الجنوبية المقدم محمد النقيب فإن مليشيات الحوثي تحاول تخفيف الضغط على العناصر الإرهابية بشنها هجمات هنا أو هناك على مواقع وجبهات القوات الجنوبية سواء في جبهة يافع أو الضالع.
في المقابل، وفقا للمتحدث العسكري، لجأ “تنظيم القاعدة لإصدار بيان وشن هجمات بعد الانهزام في محاولة أخيرة لخلق جبهة أخرى لتخفيف الضغط على الحوثي أو إشغال القوات الجنوبية عن التصدي للمليشيات الحوثية”.
وأكد المسؤول العسكري أن الربط بين الحوثي والقاعدة يأتي “بموجب وقائع فعلية وهو ربط متكامل يظهر جليا من طبيعة الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي. وكذلك تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة على القوات الجنوبية في وقت واحد جنوبا”.
لكن النقيب قال إن “القوات الجنوبية أثبتت منذ عام 2015 أنها لها القدرة على تحقيق الانتصارات على في جبهة مكافحة الإرهاب وفي جبهة الانقلاب وهزيمة المشروع الإيراني”. مشيرا إلى أنه صارت اليوم أكثر قدرة وكفاءة في الجمع بين هذه الجبهتين وتحقيق أهداف متوازية.
من جهته، قال المحلل العسكري والاستراتيجي ياسر صالح إن هناك شواهد وأدلة. تشير إلى أن الأمور في اليمن تسير باتجاه التصعيد من جديد مع رفض الحوثيين تجديد الهدنة.
ويستشهد الخبير العسكري باللقاءات للحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي في الرياض مع الفاعلين الدوليين والإقليميين على المستوى الاستراتيجي. والتي توجت بإقرار رفع الجاهزية القتالية للجيش والأمن لمواجهة المليشيات الحوثية والإرهاب بمعنى السير نحو التصعيد.
ويؤكد أن هناك أدلة واضحة على زيادة نشاط الإرهاب إلى جانب ازدياد لحركة مليشيات الحوثي في إيصال المقاتلين إلى الجبهات هناك تعزيزات كانت ذاهبة باتجاه تعز.
وأجبرت هجمات مليشيات الحوثي الحكومة اليمنية إلى رفع الجاهزية القتالية للتعامل مع ما وصفتها “التغيرات المحتملة”. وذلك بعد فشل تمديد الهدنة وعلى طريق إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة المختطفة منذ 8 أعوام.