اليمن.. تصاعد الهجمات الإرهابية الحوثية في مدينة مأرب
إن مدينة مأرب اليمنية، تعيش منذ السبت الماضي، أياما عنيفة وذلك على خلفية تصاعد الهجمات الإرهابية الحوثية، إذ تحولت المحافظة النفطية شرقي البلاد إلى فريسة سهلة للانقلابيين جراء تراخي الحكومة الشرعية.
وقد بدأت المأساة هناك بهجوم دام ومجزرة مروعة حيث ارتكبتها المليشيات الانقلابية بحق عشرات المجندين الجدد الذين تم حشدهم إلى معسكر الاستقبال شمال غربي مأرب، من دون وجود أي تأمينات دفاعية تذكر.
وقد قتل الحوثيون بصاروخ باليستي 79 مجندا كانوا في مسجد المعسكر، بينما تقول مصادر طبية: إن الرقم قد تجاوز المئة قتيل و81 جريحا. وبالرغم من التنديد بالمجزرة الحوثية البشعة من طرف الرأي العام اليمني، فإن عشرات الأصوات قد ألقت باللوم على قيادة القوات الشرعية وحمّلتها جزءا من المسؤولية.
ومن جانبه، فقد طالب عبد الملك المخلافي، وهو مستشار الرئيس اليمني ووزير خارجية سابق، بمحاسبة المقصرين في حدوث المجزرة، وألا يمر الحادث كما مرت حوادث سابقة.
في حين يقول من جانبهم مراقبون بأن قيادة الجيش في الحكومة الشرعية تحشد العشرات من المجندين إلى محارق الموت وتقدمهم لقمة سائغة للانقلابيين، وذلك عن طريق الزج بهم إلى معسكرات تدريب تقع في مرمى نيران صواريخ الانقلابيين، ومن دون وجود أي وسائل دفاعية.
هذا وقد اكتفت الحكومة الشرعية بالتنديد بالهجوم وحصر أعداد الضحايا، وهذا ما فتح شهية المليشيا الحوثية لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأبرياء من المدنيين في مأرب. وقد وقعت أحدث العمليات الإرهابية الحوثية ، مساء يوم الأربعاء، حيث سقط صاروخ من طراز كاتيوشا تم إطلاقه من مديرية صرواح، إلى قلب المدينة السكنية.
ولقد طال الصاروخ منزل برلماني في حي الروضة بمدينة مأرب، حيث أسفر عن مقتل امرأة و2 من أبنائها، فيما أصيب 4 آخرين، ولم تكتفِ المليشيا الحوثية بذلك، إذ قامت بتوجيه عدد من الطائرات المفخخة فوق سماء مأرب، وهذا الأمر ما جعل سكانها ينامون ويصحون على أصوات الانفجارات والإرهاب الحوثي القادم من صرواح. وتعد صرواح هي آخر مديريات مأرب التي لا تزال في قبضة الانقلابيين الحوثيين، إذ يُنظر إليها بأنها مفتاح تحرير العاصمة صنعاء.
وقد تقاعست الحكومة الشرعية منذ يناير 2017،عن تحرير صرواح، بالرغم من التقدمات الكبيرة التي أحرزتها قوات التحالف العربي والإسناد الجوي المكثف، لتجعل سكان مدينة مأرب رهائن للمقذوفات والصواريخ الحوثية منذ نحو 3 أعوام.
ومن جهتهم، فقد أكد عسكريون يمنيون بأنه باستطاعة القوات الشرعية تحرير صرواح ودحر الحوثيين منها في غضون أيام إذا توفرت الإرادة السياسية، وحينها ستكون قد ضمنت تأمين مأرب بشكل كامل، والتوغل صوب العاصمة المختطفة في أيدي الانقلابيين منذ 21 سبتمبر 2014.
وقد ذكر مصدر، للعين الإخبارية بأن نحو 70 ألف جندي مقيدون في كشوفات المنطقة العسكرية الثالثة والألوية في مأرب، وجميعهم موالون لتنظيم الإخواني الإرهابي.
أدوات إيران الإرهابية بأيدي الحوثي
أما الانقلاب الحوثي فلم يعد يعتمد على العنصر البشري بشكل مباشر في معاركه مع القوات الشرعية، بل لجأ إلى أخطر الأسلحة فتكا والمصنعة في إيران، وعلى رأسها الطائرات المفخخة بدون طيار والألغام الأرضية والبحرية.
وقد أكد بدوره معهد واشنطن، في تقرير يوم الأربعاء، بأن مزاعم الحوثيين بصناعة طائرات مسيرة مزاعم عارية من الصحة، وبأن فحص حطام الطائرة المسماة قاصف1، وأظهر بأنها لا تختلف عن الطائرة الإيرانية أبابيل إلا بالاسم.
وتعد الألغام الإيرانية البحرية الحرارية هي ثاني الأسلحة القذرة التي لجأ الحوثيون إليها في حصد أرواح اليمنيين، والتي أدت إلى مقتل العشرات من الصيادين اليمنيين في الشريط الساحلي للبحر الأحمر، وهددت ممرات الملاحة الدولية.
وقد قامت أيضا المليشيا الحوثية بزرع أكثر من مليون لغم أرضي في المدن اليمنية التي اجتاحتها، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 6 آلاف مدني وبتر أطرافهم.