سياسة

المحادثات النووية في مهب الريح.. إيران ترفع سقف التخصيب


برزت عقدة جديدة في مسار مفاوضات نووية بين طهران وواشنطن برعاية عمان، يراهن عليها المجتمع الدولي لتفادي تصعيد عسكري محتمل. إذ أعلنت إيران على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي رفضها التفاوض على ما أسمته بـ”حقها” في تخصيب اليورانيوم.

وشرعت إيران في الفترات الماضية في تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء عالية .وبلغت مستوى 60 في المئة بحسب تقدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو مستوى قريب من النسبة المطلوبة لإنتاح سلاح نووي (90 في المئة).

ومن المقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات بين عراقجي وويتكوف في إيطاليا .وليس سلطنة في عُمان السبت حسبما ذكر التلفزيون الإيراني الأربعاء. بعد أسبوع من أول محادثات بين الدولتين الخصمتين منذ انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام 2018 من الاتفاق النووي .الذي أبرم بين دول غربية وإيران في 2015. ووصف الجانبان اجتماع السبت في عُمان بأنه “بنّاء”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي اليوم الأربعاء .إن تغيير مكان انعقاد المحادثات النووية “أشبه بتغيير القواعد لصالحهم”، قائلا إن نقله قد “يعرض أي بداية للخطر”.

وفرض ترامب مجددا عقوبات على طهران في إطار سياسة “الضغوط القصوى”. التي أعاد العمل بها منذ عودته إلى منصبه في يناير/كانون الثاني.

وفي مارس/آذار، وجه رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى إجراء محادثات. محذّرا في الوقت نفسه من القيام بعمل عسكري محتمل في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

وقال عراقجي للصحافيين بعد اجتماع للحكومة “نحن مستعدون. لارساء الثقة استجابة للمخاوف المحتملة بشأن النووي، لكن قضية التخصيب غير قابلة للتفاوض”.

لكن ويتكوف شدد الثلاثاء على وجوب أن توقف إيران نشاطات تخصيب اليورانيوم في إطار أي اتفاق بشأن برنامجها النووي. بعدما كان أشار إلى إمكان مواصلتها ذلك إنما على مستوى متدنٍّ.

والإثنين بدا المبعوث الرئاسي الأميركي كأنه لا يدعو إلى تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني. إذ قال في مقابلة مع محطة فوكس نيوز إن “الأمر سيتوقف إلى حد بعيد على التحقّق من برنامج التخصيب”.

وأضاف في المقابلة “ليسوا في حاجة إلى التخصيب بأكثر من 3.67 في المئة” وهي النسبة القصوى المسموح بها بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015 والذي انسحب منه ترامب.

وأدان عراقجي اليوم الأربعاء ما اعتبره “المواقف المتناقضة .والمتضاربة” للإدارة الأميركية قبيل محادثات السبت، قائلا “سنعرف وجهات النظر الحقيقية للجانب الأميركي خلال المفاوضات”.

وعبر عن أمله في بدء المفاوضات بشأن إطار اتفاق محتمل. لكنه شدد على أن ذلك يتطلب “مواقف بناءة” من الجانب الأميركي.

ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إلى طهران اليوم الأربعاء، على ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، قبيل جولة جديدة من المحادثات.

وذكرت وكالة إيسنا للأنباء أن “غروسي سيلتقي وزير الخارجية عباس عراقجي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي”.

وأعلنت طهران في وقت سابق هذا الأسبوع أن الزيارة “مُخطط لها مسبقا” وستتناول المحادثات الإيرانية الأميركية.

وقال عراقجي إن “الهدف من زيارتي إلى روسيا نقل رسالة خطية من المرشد الأعلى” إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

واستعدادا لمحادثات عُمان أجرت إيران مباحثات مع روسيا والصين الموقعتين على اتفاق العام 2015. وقبل أيام قليلة على الجولة الثانية من المحادثات في إيطاليا قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إنه يأمل التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة.

والثلاثاء أبدى المرشد الأعلى الإيراني ارتياحه للمحادثات الأخيرة مع الولايات المتحدة. لكنه حذر من أنها قد تكون في نهاية المطاف غير مثمرة. قائلا إن “المفاوضات قد تسفر وقد لا تسفر عن نتائج” مؤكدا أن إيران حددت “خطوطها الحمراء”.

وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية غير مطروحة للنقاش في المحادثات.

وذكرت “إرنا” في ساعة متقدمة الأحد أن نفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية. واللتان لطالما انتقدتهما الحكومات الغربية، من بين “خطوطها الحمراء” في المحادثات.

وحذر غروسي في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية نشرت الأربعاء، من أن إيران “ليست بعيدة” عن تطوير قنبلة نووية.

وقال “إنها أشبه بأحجية، لديهم القطع، وقد يتمكنون يوما ما من تجميعها. لا يزال أمامهم مسافة ليقطعوها قبل أن يصلوا إلى تلك المرحلة. لكنهم ليسوا بعيدين، علينا أن نقر بذلك”، مضيفا “لا يكفي القول للمجتمع الدولي لا نملك أسلحة نووية ليصدّق. يجب أن نكون قادرين على التحقق من ذلك”.

وفي أحدث تقرير فصلي نشرته في فبراير/شباط الماضي. قدرت الوكالة أن إيران بات في حوزتها 274.8 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة 3.67 بالمئة التي حددها اتفاق 2015. وبذلك صارت أقرب إلى عتبة 90 بالمئة المطلوبة للاستخدام في صنع السلاح النووي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى