سياسة

المجاعة تلاحق مليوني فلسطيني في غزة في خضم حرب مدمرة


يواجه سكان قطاع غزة مجاعة بسبب الحرب والحصار الذي تفرضه إسرائيل رغم الجهود الدولية لتخفيف معاناة الفلسطينيين والتي تواجه برفض من الدولة العبرية وحلفائها.
وقالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة في تقرير نُشر الخميس إن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايد كل يوم.

وذكر التقرير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم.
وتدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل متسارع منذ إطلاق إسرائيل عملية عسكرية ضخمة في السابع من أكتوبر تشرين الأول مع تدمير القصف العنيف مناطق واسعة من القطاع الساحلي في الأسابيع التالية. وجاءت العملية الإسرائيلية ردا على توغل مباغت لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في جنوب إسرائيل.
وأوصلت شاحنات تحمل مساعدات من مصر بعض الأغذية والمياه والأدوية. لكن الأمم المتحدة تقول إن كمية الأغذية تساوي 10 بالمئة فقط من الكمية التي يحتاج إليها سكان القطاع الذين نزح معظمهم.

وقالت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لغزة .”يوجد خطر وقوع مجاعة ويتزايد كل يوم يستمر أو يتفاقم فيه الوضع الحالي من أعمال العنف المكثفة وتقييد دخول المساعدات الإنسانية”.
وتسببت العمليات العسكرية وعمليات تفتيش المساعدات. التي تطالب بها إسرائيل وانقطاع الاتصالات ونقص الوقود في عرقلة توزيع المساعدات في غزة.
وتعلق بعض سكان غزة ممن أصابهم اليأس بشاحنات المساعدات لمحاولة انتزاع إمدادات الغذاء الشحيحة وبضائع أخرى. ووردت تقارير أيضا تفيد بأن السكان يأكلون لحم الحمير .وتتحدث عن المرضى الهزلى الذين يسعون إلى تلقي المساعدة الطبية.
وقال عارف حسين كبير الخبراء الاقتصاديين ومدير البحث في برنامج الأغذية العالمي. “هذا التقرير يؤكد نوعا ما أسوأ مخاوفنا”، واصفا الأزمة بأنها “غير مسبوقة”.

وأضاف في مقابلة “أفعل هذا منذ العشرين عاما الأخيرة أو يزيد. ذهبت إلى أفغانستان، وذهبت إلى اليمن وإلى سوريا وجنوب السودان وإثيوبيا وشمال شرق نيجيريا. لكن لم أشهد قط حدوث أمر بهذا السوء بهذه السرعة”.
وتضع لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. الناتجة عن شراكة تشمل منظمات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، المعيار العالمي لتحديد شدة أزمة الجوع باستخدام مجموعة معايير فنية معقدة.
وتذكر اللجنة أن الأزمة أو مستويات المرحلة الثالثة من الجوع تعني أن الأسر تعاني من ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد أو بوسعها .فحسب تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات من خلال استراتيجيات التعايش مع الأزمات أو استهلاك أصول أساسية.

وأشد تحذيرات اللجنة هو المرحلة الخامسة .التي يوجد بها مستويان هما الكارثة والمجاعة.
وخلصت اللجنة إلى أن أسرة من كل أربع أسر على الأقل، أو 577 ألف شخص. في غزة تواجه بالفعل جوعا كارثيا .وتعاني من النقص الشديد في الأغذية .والتضور جوعا واستنفاد قدرات التعايش.
وقال حسين إن ذلك أكثر. بأربعة أمثال من عدد من يُقدَّر أنهم يواجهون جوعا كارثيا في بقية أنحاء العالم.
وفي السودان، تقدّر اللجنة أن الحرب دفعت نحو 37. بالمئة من سكانه إلى المرحلة الثالثة أو مستويات أزمة الجوع وأن عشرة بالمئة من السكان يواجهون المرحلة الرابعة وهي مستويات “الطوارئ”.

وفي دولة جنوب السودان، خلصت اللجنة إلى أن 46 بالمئة من السكان واجهوا مستويات. أزمة جوع في الأشهر القليلة الماضية. بينما بلغ تقدير اللجنة في أفغانستان 29 بالمئة.
وأُعلنت المجاعة مرتين فحسب على مدى الاثنتي عشرة عاما المنصرمة في مناطق بجنوب دولة الصومال في 2011 .وفي مناطق بدولة جنوب السودان في 2017.
وقال حسين عن الوضع في غزة “إذا استمرت الحرب بالشكل التي هي عليه. وإذا لم تدخل المساعدات بالشكل الذي ينبغي لها الدخول به. فسنشهد مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة”.
وأضاف “أيا كان ما سيحدث خلال شهرين أو إذا ما حدث خلال ثلاثة أشهر. فسيكون من العسير التنبؤ به”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى