سياسة

العراق ومساعي نزع السلاح.. هل تنجح الحكومة في إقناع الفصائل؟


كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن محاولة لإقناع الفصائل الموالية لإيران بإلقاء السلاح غير المنضبط والخارج عن الدولة وسط تصاعد الضغوط الغربية على الحكومة العراقية لحل قوات الحشد الشعبي ونزع سلاحها.

وشدد على أن بغداد تحاول إقناع فصائل مسلحة عراقية قوية خاضت قتالا ضد القوات الأميركية وأطلقت صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل بالتخلي عن سلاحها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية. وتأتي هذه الخطوة وسط تحولات مزلزلة في الشرق الأوسط شملت إضعاف قوة جماعات وفصائل مسلحة متحالفة مع إيران في غزة ولبنان وإطاحة قوات المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد.
وتعهدت الإدارة الأميركية المقبلة التي سيتزعمها الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتعزيز الضغوط على طهران التي طالما دعمت عددا من الأحزاب السياسية ومجموعة من الفصائل المسلحة في العراق.
ويشعر بعض المسؤولين في بغداد بالقلق من احتمال أن يكون الدور على بغداد في تغيير الوضع القائم،.لكن حسين قلل من أهمية ذلك أثناء زيارة رسمية إلى لندن.

وقال حسين “لا نعتقد أن العراق هو الدولة التالية” مضيفا أن الحكومة تجري محادثات للسيطرة على هذه الجماعات مع الاستمرار في الحفاظ على التوازن بين علاقاتها مع كل من واشنطن وطهران.
وقال “منذ عامين أو ثلاثة أعوام كان من المستحيل مناقشة هذا الموضوع في مجتمعنا”. لكن الآن أصبح من غير المقبول وجود مجموعات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة.

 الآن أصبح من غير المقبول وجود مجموعات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة

وقال “بدأ كثيرون من الزعماء السياسيين وأحزاب سياسية كثيرة في إثارة النقاش.وآمل أن نتمكن من إقناع زعماء هذه الجماعات بالتخلي عن أسلحتهم. ثم أن يكونوا جزءا من القوات المسلحة تحت مسؤولية الحكومة”.

وتعرضت قدرة العراق على تحقيق التوازن لاختبار بعد هجمات شنتها جماعات مسلحة عراقية مدعومة من إيران على إسرائيل وعلى القوات الأميركية في البلاد. وقالت هذه الجماعات إنها فعلت ذلك تضامنا مع الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
ومنح إعلان وقف إطلاق النار في غزة الحكومة العراقية فرصة لالتقاط الأنفاس على الرغم من شيوع حالة عدم اليقين عن كيفية تعامل البلاد مع الأوضاع بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
وخلال فترة رئاسة ترامب السابقة. توترت العلاقات بعد أن أمر الرئيس المنتخب باغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في بغداد عام 2020. مما أدى إلى هجوم صاروخي باليستي إيراني على قاعدة عراقية بها قوات أميركية.

وقال حسين “نأمل في مواصلة هذه العلاقة الجيدة مع واشنطن… من السابق لأوانه الحديث عن السياسة التي سيتبعها الرئيس ترامب تجاه العراق أو إيران”.
وشدد على أن بغداد مستعدة للمساعدة في تهدئة التوترات بين واشنطن وطهران إذا طلب منها ذلك، مشيرا إلى الوساطة السابقة بين السعودية وإيران التي مهدت الطريق لتطبيع العلاقات بينهما في عام 2023.
ويُنظر في العراق إلى الثورة المسلحة في سوريا المجاورة بقلق.

وجود جهاديين قاتلوا في العراق على الأراضي السورية بات المبرر الوحيد لبقاء تلك الفصائل
وجود جهاديين قاتلوا في العراق على الأراضي السورية بات المبرر الوحيد لبقاء تلك الفصائل

فقد كان المعارضون الإسلاميون الذين يسيطرون الآن على السلطة في دمشق من بين المسلحين السُنة الذين دخلوا العراق ذي الأغلبية الشيعية قادمين من سوريا. بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003، مما أدى إلى تأجيج حرب طائفية استمرت سنوات.

وبعد عقد من الزمان، عبر تنظيم الدولة الإسلامية بالطريقة نفسها وارتكب مذابح قبل أن يصده تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة وقوات الأمن العراقية وفصائل متحالفة مع إيران.
وقال حسين إن العراق لن يطمئن بشأن سوريا إلا عندما يرى عملية سياسية شاملة. مضيفا أن بغداد ستزود دمشق بالحبوب والنفط بمجرد التأكد من أنها ستصل إلى جميع السوريين.
وذكر أن بغداد تجري محادثات مع وزير الخارجية السوري بشأن القيام بزيارة للعراق.
وأضاف “نحن قلقون بشأن تنظيم الدولة الإسلامية، لذلك نحن على اتصال مع الجانب السوري للتحدث حول هذه الأمور. ولكن في النهاية فإن استقرار سوريا يعني وجود ممثلين عن جميع الأطياف في العملية السياسية”.

واتفقت بغداد وواشنطن العام الماضي على إنهاء عمل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بحلول سبتمبر/أيلول 2026 والانتقال إلى العلاقات العسكرية الثنائية. لكن حسين قال إنه يتعين مراقبة التطورات في سوريا.
وأضاف حسين “في المقام الأول، نفكر في أمن العراق واستقراره. وإذا كان هناك تهديد لبلدنا، فمن المؤكد أن الأمر سيكون مختلفا”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى