سياسة

العراق.. الصدر يستعد لإنهاء انكفائه السياسي


 يستعد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري لإنهاء انكفائه السياسي والعودة للساحة من بوابة المشاركة وبقوة في الانتخابات البرلمانية العامة المقبلة أو المبكرة المحتملة والتي لم تستبعدها القوى الشيعية المنضوية في الإطار التنسيقي.

وأطلق الصدر عبر مقربين منه عدة إشارات توحي بأنه عائد لا محالة للساحة على أمل استعادة زمام المبادرة بعد نكسات في مواجهة خصومه من القوى الشيعية وهي نكسات تقول مصادر إنه صنعها بنفسه من خلال مناورات وقرارات ارتجالية ارتدت ضعفا وانتكاسات متتابعة كان آخرها قراره بسحب الكتلة الصدرية من البرلمان واعتزاله العمل السياسي.

ومن المعروف عن الزعيم الشيعي التقلبات في مواقفه في مجاراة ما يراه مناسبا لمصلحة تياره، أو تكاد تكون تلك التقلبات جزء من شخصية صنعها لنفسه، بمنطق خالف تُعرف.

ونقل موقع شفق نيوز الكردي الإخباري عن قيادي من التيار الصدري تأكيده أن الصدر يستعد بالفعل “سياسيا وشعبيا” للعودة بقوة للمشهد السياسي وخوض الانتخابات العامة، في خطوة يراهن من خلالها على انتزاع فوز كاسحا تتيح له العودة للاستحواذ على الأغلبية.

وقال المصدر ذاته إن “تحركات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر نحو القواعد الشعبية وتوجيه نواب الكتلة الصدرية السابقين، تأتي ضمن الاستعدادات السياسية والشعبية لعودة الصدريين للمشهد السياسي عبر بوابة انتخابات مجلس النواب المقبلة والتي سيكون مشاركا وبقوة فيها”.

ويأتي ذلك بينما أكد الإطار التنسيقي الثلاثاء الماضي إن “فكرة إجراء انتخابات مبكرة برلمانية مطروحة”، بينما أوضح النائب عن الإطار مختار الموسوي في تصريح لوكالة شفق نيوز أن “فكرة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة مطروحة من بعض قوى الإطار التنسيقي، لكن هناك صعوبة في تحقيقها، فهي تتطلب توافقا سياسيا وكذلك تتطلب تحضيرات مبكرة من قبل المفوضية حتى تتمكن من إنجاح هذه العملية الانتخابية، والمفوضية غير مستعدة لهذه المهمة”.

وأشار الموسوي إلى أن الهدف من ذلك هو فتح الباب لعودة التيار الصدري للحياة السياسية، بينما يبدو أن ثمة تفاهمات غير معلنة بين الصدر وخصومه السابقين أو أن الأمر ربما يتعلق بإعادة الإطار التنسيقي ترتيب أوراقه الداخلية وانهاء حالة الشد والجذب مع التيار الصدري.

وكشف الموسوي عن اتصالات غير معلنة ما بين قادة صدريين وقادة في الإطار، مضيفا أن “المعلومات تؤكد وجود رغبة صدرية في المشاركة في الانتخابات المقبلة وتحركات الصدر الأخيرة تؤكد ذلك، خاصة بعد عودة اجتماعات الكتلة الصدرية والتواصل مع القواعد الشعبية”.

لكن القيادي الصدري الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أوضح أن فكرة الانتخابات المبكرة غير واردة وتبدو صعبة إجرائيا، وأن “التيار الصدري يدرك جيدا بأنه لا يوجد أي توجه حكومي أو سياسي لإجراء أي انتخابات برلمانية مبكرة ولهذا هو يستعد حاليا للانتخابات التي من المؤمل أن تجري في منتصف العام المقبل”، مضيفا “التيار سيعمل من جديد على تشكيل حكومة الأغلبية ولن يتنازل عن هذا المشروع”.

وقال أيضا إنه “من المؤكد أن حلفاء التيار الصدري السابقين (في إشارة إلى تقدم والحزب الديمقراطي الكردستاني) مازالوا هم الأقرب له لتشكيل هذه الحكومة”.

وكان التيار الصدري قد وضع لقادته خارطة طريق من 12 نقطة للتواصل مع القواعد الشعبية وقد شكلت أحد المؤشرات على الاستعدادات لإنهاء الانكفاء السياسي والتمهيد لعودة محتملة للمشهد.

وكان محمد صالح العراقي المقرب من مقتدى الصدر والمعروف بـ”وزير القائد” قد نشر في نهاية شهر مارس تدوينة جاء فيها أنه “إتماما لتوجيهات الصدر حول ضرورة التواصل مع القواعد الشعبية، فقد أوعز بالتواصل معهم ودعا إلى وضع أرقام للشكاوى ما عدا الحكومية والسياسية، فضلاً عن ريادة المساجد أوقات الصلاة”.

وشملت تلك التوجيهات أيضا “إقامة جلسات تثقيفية وتسهيل فتح دورات تعليمية والتأكيد على دور الشباب والجيل الصاعد في النهوض والتكامل المجتمعي من الناحية الدينية والعقائدية والاجتماعية حصرا لا غير”.

وشدد الصدر في توجيهاته التي نقلها العراقي على “مراعاة القواعد الشعبية الوضع الاقتصادي والسياسي وعدم إحراج القائمين والمكلفين بالتواصل معهم”.

وكان قرار الصدر بمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي قد فتح الطريق سالكة لاستحواذ قوى الإطار التنسيقي الشيعية الموالية لإيران، على نتائجها في المحافظات الوسطى والجنوبية.

ولم تكن المقاطعة استثناء في سياق قرارات الصدر فقد سبق له أن أعلن في يونيو/حزيران 2022 الانسحاب من البرلمان رغم أنه كان يمثل القوة البرلمانية الأولى ثم أعلن الانسحاب من العملية السياسية وعدم المشاركة في أي انتخابات أخرى “حتى لا يشترك مع الساسة الفاسدين”، وفق وصفه. وذلك بعد فشل تياره وحلفائه في تشكيل حكومة توافقية.

وكان يصر على تشكيل حكومة وطنية لا شرقية ولا غربية (لا موالية لإيران ولا لواشنطن)، لكن وصلت كل الجهود إلى جمود سياسي أرخى بظلالها على العراق.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى