العراق.. السوداني يبحث في واشنطن الشراكة الأمنية ضمن ملفات أخرى
قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن الشراكة الأمنية والدفاعية بين الولايات المتحدة والعراق ستكون جزءا مهما في محادثات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارته لواشنطن الأسبوع المقبل، لكنها ليست محور الزيارة فيما تتصاعد المخاوف الأمنية للولايات المتحدة بسبب التهديدات الإيرانية وأذرعها في المنطقة وعودة نشاط تنظيم داعش وسط حديث عن مباحثات لسحب القوات الأميركية والدولية من البلاد.
وأضاف المسؤول الذي تحدث مع صحفيين طالبا عدم نشر اسمه أن زيارة السوداني ستركز على العلاقات الاقتصادية، حتى في الوقت الذي تجري فيه واشنطن وبغداد محادثات بشأن إنهاء التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد.
وتبادلت القوات الأميركية وجماعات شيعية مسلحة الهجمات في الأشهر القليلة الماضية وسط صراع إقليمي مرتبط بالحرب الإسرائيلية في غزة، مما أدى إلى إعلان السوداني في يناير/كانون الثاني اعتزامه إنهاء الوجود العسكري الأميركي.
وقال المسؤول الكبير بوزارة الخارجية إن العلاقات الدفاعية والأمنية ستكون جزءا من المناقشات خلال زيارة السوداني، عندما يلتقي بالرئيس جو بايدن ووزير الدفاع لويد أوستن وكذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن مضيفا “هذا من المرجح أن يكون جزءا مهما للغاية من مناقشتنا… هذا ليس محور الزيارة الأساسي… لكن من المؤكد أنه وارد”.
وشدد على أن الزيارة ستركز بدلا من ذلك على الاقتصاد وقضايا من بينها التعليم والبيئة والدعم الأميركي للتنمية، دون أن يتطرق لتفاصيل. وقال “ستتناول المناقشات كل ما يتعلق بعلاقتنا وإلى أين ستتجه”.
ستتناول المناقشات كل ما يتعلق بعلاقتنا وإلى أين ستتجه
وغزت الولايات المتحدة العراق في 2003 للإطاحة بصدام حسين وانسحبت في 2011. لتعود القوات في 2014 للمساعدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي اجتاح أجزاء كبيرة من البلاد.
وبدأت واشنطن وبغداد محادثات في يناير/كانون الثاني لإعادة تقييم وجود التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة هناك. ورجح المسؤول أن تؤدي تلك المحادثات إلى حوار ثان للتعاون الأمني المشترك في وقت لاحق من العام الجاري.
وبدعم من أحزاب شيعية وفصائل مسلحة تحاول الحكومة في بغداد، وهي حليف نادر لكل من طهران وواشنطن منع البلاد من أن تصبح مرة أخرى ساحة قتال للقوى الأجنبية.
ودعت فصائل مسلحة شيعية متشددة إلى الانسحاب الفوري للقوات الأميركية. بينما تخشى فصائل شيعية أكثر اعتدالا وأحزاب سنية وكردية أن يؤدي رحيل القوات إلى فراغ في السلطة.
وتقول واشنطن إن مهمة التحالف تحتاج إلى إعادة تقييم في ضوء هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2017، لكنها لا ترى ضرورة في أن تشمل المحادثات مسألة انسحاب المستشارين العسكريين الأميركيين من البلاد. وغزت الولايات المتحدة العراق في عام 2003 وأطاحت بصدام حسين قبل أن تنسحب من البلاد في عام 2011.
وعادت الولايات المتحدة في عام 2014 على رأس تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ويوجد حاليا نحو 2500 جندي أميركي في العراق و900 جندي في سوريا في مهمة لتقديم المشورة والمساعدة.
وتوصل “حوار التعاون الأمني المشترك” بين الولايات المتحدة والعراق الى اتفاق على التشاور بشأن عملية مستقبلية. بما في ذلك التحالف. لتحديد كيفية تطور المهمة العسكرية للتحالف وفق جدول زمني بناء على التهديد الذي يشكله داعش، والمتطلبات العملياتية والبيئية، ومستويات قدرات العراق.
وكجزء من تلك المحادثات. أكدت الحكومة العراقية “التزامها بحماية افراد ومستشاري الولايات المتحدة والتحالف العالمي والقوافل والمنشآت الدبلوماسية”.