أدى الانتشار الأخير للصور الإباحية التي تم التلاعب بها للمغنية تايلور سويفت على منصة محتوى البالغين”إكس” إلى لفت الانتباه للزوايا المظلمة للإنترنت، ولا سيما الذكاء الصناعي، وفق ما أوردت صحيفة “لوموند” الفرنسية.
وجاء في تقرير للصحيفة، أن “التحقيق في أصل هذه التلاعبات غير المشروعة يقود للعوالم غير المنظمة للمجتمعات عبر الإنترنت، ولا سيما منصة 4chan، المشهورة بافتقارها إلى الاعتدال، وإلى إلقاء اللوم الأولي على تطبيق تليغرام المعروف بالحد الأدنى من الرقابة، وقد ظهر جزء كبير من هذه الصور من المنتدى الفرعي ACO، الرسوم المتحركة للبالغين، التابع لـ 4chan، إذ يعتمد المستخدمون على أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور إباحية مزيفة للمشاهير”.
وأصبح المنتدى الفرعي 4chan مركزًا لإنشاء ومشاركة هذه الصور التي تم التلاعب بها، ولا يضم تايلور سويفت فحسب، بل العديد من المشاهير.
ويناقش المستخدمون بشكل علني التقنيات والأدوات والأساليب لتجاوز القيود التجارية التي تمنع إنشاء مثل هذا المحتوى أو استخدام وجوه يمكن التعرف عليها، إذ تتضمن المناقشات مشاركة “المطالبات”، ومجموعات الكلمات الرئيسية المستخدمة كتعليمات لإنشاء الصور.
وتتبع هذه الصور الفاضحة الملفقة، بما في ذلك تلك التي تستهدف تايلور سويفت، دوائر انتشارها الخاصة، وعادةً ما تتجنب وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية، وهذه الممارسة ليست جديدة، كما يتضح من موضوع طويل تم اكتشافه في منتدى يمكن الوصول إليه يعود تاريخه إلى 2010، حيث تتم مشاركة الصور المركبة الإباحية لتايلور سويفت، إلا أن انتشار نماذج توليد الصور أدى إلى تسريع عملية إنشاء صور مركبة واقعية.
ووفقا للصحيفة، أدت وفرة هذه الصور التي تم التلاعب بها إلى ظهور فرص تجارية، إذ توفر القنوات على Telegram إمكانية الوصول إلى بنوك الصور الشاملة مقابل رسوم أو اشتراك، وتبيع مواقع الويب المتخصصة مجموعات مكونة من ألف صورة أو أكثر مقابل مبلغ رمزي، وتوجه بعض الروابط المستخدمين إلى خدمات تخزين الملفات عبر الإنترنت التي تحتوي على العديد من الصور التي تم التلاعب بها، التي غالبًا ما يتم تجميعها بواسطة المتحمسين للاستخدام الشخصي أو إعادة البيع أو مقاييس المشاركة.
وفي بعض الحالات، اتهمت حسابات “إكس”، التي كان لها دور فعال في نشر صور تايلور سويفت التي تم التلاعب بها، بعضها البعض بسرقة الصور، وينوع مبتكرو هذه التلاعبات الصريحة، بدءًا من أولئك الذين يسعون إلى التسلية الشخصية، إلى أولئك الذين يحاولون تحقيق الدخل من أنشطتهم.
كما اتخذ معجبو سويفت إجراءات استباقية من خلال إبلاغ السلطات عن موزعي الصور الفاضحة للمغنية، ما يدل على جهد جماعي لمكافحة النشر غير المصرح فيه للمحتوى الذي تم التلاعب به، مسلطا الضوء على التحديات المرتبطة بتنظيم ومنع انتشار المحتوى المزيف العميق، والمحتوى الصريح الذي تم التلاعب به على الإنترنت.