الشرق الأوسط يشهد تنامي غير مسبوق للنشاط الإرهابي
رغم انخفاض وتيرة الإرهاب خلال العام 2023، إلا أنّ العمليات الإرهابية كانت أكثر فتكًا، وقد تصاعدت مؤشرات الخطر خلال العام الجاري 2024، جراء التنامي غير المسبوق للنشاط الإرهابي، مدفوعًا بمجموعة من العوامل الجيوسياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما أورده مؤشر الإرهاب العالمي نسخة 2024.
مؤشر التطرف
وكشفت دراسة صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في قراءة تفصيلية لمضمون نسخة المُؤشر الأخيرة المنشورة بتاريخ 29 فبراير الماضي، تتناول في فصولها الـ (4) حصيلة الهجمات الإرهابية والوفيات الناجمة عنها، وملامح وأنماط النشاط الإرهابي خلال عام 2023 في (163) دولة يشملها المُؤشر بالدراسة والتحليل.
الإرهاب في العام 2023
سجّل المُؤشر أبرز الملامح العامة التي اتّسم بها النشاط الإرهابي خلال عام 2023، وتباين التأثيرات والتداعيات المرتبطة بهذا النشاط من منطقة إلى أخرى، لعل أبرزها انخفاض أعداد الهجمات مقابل ارتفاع شدة تأثيرها.
يقول الدكتور أحمد سلطان الخبير المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية: إنه شهد العديد من دول العالم خلال عام 2023 زيادة في الهجمات الإرهابية “شديدة الفتك”، رغم انخفاض المُستوى الإجمالي للنشاط الإرهابي؛ حيثُ ارتفعت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 22% لتصل إلى (8352) حالة وفاة، وهو أعلى مُستوى لها منذ عام 2017.
وأضاف أن زيادة فتك الهجمات الإرهابية التي وقعت عام 2023. رغم انخفاض أعدادها، إلى وقوع هجمات شديدة التعقيد خلال معارك القتال الدائرة بين التنظيمات الإرهابية وبعضها البعض. كما هو الحال في التنافس الجهادي المُحتدم بين جماعة بوكو حرام، وتنظيم داعش. وجماعة نصرة الإسلام والمُسلمين في أفريقيا.
ولفت أنه سجّل المُؤشر انخفاضًا حادًا في تأثيرات الإرهاب على بعض الدول ومنها أفغانستان. إذ انخفضت الوفيات الناجمة عن العمليات الإرهابية بنسبة 81%. لتصل إلى (119) في عام 2023.
تفاقم الإرهاب
وفق الدراسة، تفاقم خطر الإرهاب في الساحل الأفريقي. فقد سّجلت منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا للعام. السابع على التوالي أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم بزيادة قدرها 21% مقارنةً بعام 2022.
وتتركز غالبية التأثيرات المُرتبطة بالنشاط الإرهابي في منطقة الساحل الأفريقي. حيثُ تقع (5) من الدول الـ (10) الأكثر تأثراً بالإرهاب خلال عام 2023 في هذه المنطقة. وثمّة دلائل على أنّ عدوى التهديدات الإرهابية بدأت تنتقل إلى البلدان المُجاورة. إذ سجلت كل من بنين وتوغو، لأول مرة، أكثر من (40) حالة وفاة بسبب الإرهاب.
