الرئيس العراقي يدعو لحوار وطني يحصن العراق من “المتربصين”


تطورات فرضت نفسها على الساحة العراقية، ألقت بمخاوف من عودة شبح الاقتتال مجددًا.

دعا الرئيس العراقي برهم صالح في محاولة منه لنزع فتيل الأزمة، إلى تغليب لغة العقل وإعلاء مصلحة العراق. قائلا، في بيان صادر عنه: “إن الظرف الدقيق الذي يمر به العراق. يستدعي من الجميع التزام التهدئة وتغليب لغة العقل والحوار وتقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار”.

وأكد الرئيس العراقي لتدارك الأزمة الراهنة والحؤول دون أي تصعيد، أن هناك حاجة مُلحّة لعقد حوار وطني. يهدف إلى ضمان حماية أمن واستقرار البلد وطمأنة العراقيين. وترسيخ السلم الأهلي والاجتماعي وتحصين البلد أمام “المتربصين” لاستغلال الثغرات وإقحام العراقيين بصراعات

جانبية.

حوار وطني

وأشار إلى أن الحوار المطلوب بين الفرقاء السياسيين يجب أن يبحث في جذور الأزمة التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية. وإيجاد الحلول المطلوبة لتجاوزها والوصول بالعراق إلى بر الأمان والاستقرار.

مؤكدًا أن الأوضاع العامة “تستدعي عملاً جادا نحو تصحيح المسارات ومحاربة الفساد. وترسيخ الدولة المقتدرة الحامية والخادمة لكل العراقيين”.

دعا زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، الذي كان أحد أسباب الأزمة، بعد ترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني رئيسًا للحكومة. نداءً إلى الإطار التنسيقي والتيار الصدري لـ”اتخاذ موقف مسؤول يستوعب الصدمة”.

نداء من المالكي

وفي بيان له أعلن المالكي، إن “تداعيات احداث اليوم وتكرار سقوط السلطة التشريعية وإشاعة أجواء الرعب والخوف من المجهول الامني والسياسي والاقتصادي. تستدعي توجيه نداء إلى الإطار التنسيقي والتيار الصدري. لاتخاذ موقف مسؤول يستوعب الصدمة وينطلق في حوار جاد بعيدا عن المؤثرات السلبية”.

مشيرا إلى أنه لن يوقف التداعي في العراق الا الحوار والتسامح بين أطراف العملية السياسية.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ناشد جميع القوى السياسية العراقية، العمل على وأد الفتنة بسرعة. ووقف منحنى التصعيد الذي قد يخرج بالأوضاع في البلاد عن السيطرة. مُشدداً على أن خروج الامور عن السيطرة لن تكون في مصلحة العراق ولا لصالح أي طرف.

وقال جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام، إن بأن “أبو الغيط ” يتابع عن كثب مجريات الأزمة الجارية بالعراق. وأنه يضم صوته إلى صوت القيادات العراقية الحكيمة التي تطالب بضرورة تحمل الجميع المسئولية، وأن تتصرف كل الأطراف بتعقل وان تضع مصلحة العراق العليا قبل أية مصالح شخصية او حزبية ضيقة.

دعوات غربية

من جانبه، حث السفير البريطاني لدى العراق مارك برايسون، اليوم السبت، جميع الأطراف السياسية على ضبط النفس وخفض التصعيد، قائلا في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إن “حرية التظاهر بسلمية واحترام مؤسسات وممتلكات الدولة هي جزء مهم من ديمقراطية صحية وأنا أرحب بالاستجابة الأمنية الموزونة للتظاهرات لحد الآن”.

يأتي ذلك، فيما أعلن رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، السبت، تعليق جلسات مجلس النواب بناءً على المستجدات الأخيرة، قائلا إن “بلاده تعيش أوقاتًا صعبة وحسَّاسة تتطلب منا التحلّي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية”.

واقتحم المتظاهرون العراقيون في وقت سابق اليوم المنطقة الخضراء في بغداد، ودخلوا إلى مبنى البرلمان، حيث أعلنوا عن نيتهم الدخول في اعتصام مفتوح، احتجاجًا على ترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة العراقية.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة العراقية، ارتفاع عدد إصابات التظاهرات إلى 125 بينهم 25 عسكرياً، مؤكدة “استمرار استنفار مؤسساتها وملاكاتها لاسعاف وعلاج الجرحى وتقديم كافة الإجراءات الصحية اللازمة فضلاً عن استمرار تقديم الخدمات الصحية المختلفة الأخرى”.

وفي محاولة لاحتواء الحشود الغاضبة، وجه رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي قوات حماية المؤسسة التشريعية بعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم، كما وجه الحلبوسي الأمانة العامة للبرلمان بالتواصل مع المتظاهرين.

Exit mobile version