سياسة

الدعم الأممي للحوثيين يثير استنكار الحكومة وغضب الشعب


أعربت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، عن استغرابها لقيام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتسليم أجهزة ومعدات تصل قيمتها لآلاف الدولارات للحوثيين. بذريعة دعم عمليات نزع الألغام في محافظة الحديدة شمال غرب البلاد، الخاضعة لسيطرتها.

وكانت وكالة الأنباء “سبأ” في نسختها الصادرة عن الحوثيين، أعلنت الاثنين الماضي، عن استلام المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في محافظة الحديدة، معدات لنزع الألغام والقنابل العنقودية، مقدمة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهي عبارة عن 300 جهاز كاشف وماسح للألغام، بقيمة 750 ألف دولار أمريكي.

واعتبرت الحكومة اليمنية أن ذلك بمثابة تمويل ودعم أممي مباشر للميليشيات الحوثية، وكأنها تكافئها مقابل جرائمها بحق اليمنيين. مشدّدة في الوقت نفسه على مطالباتها للأمم المتحدة بإعادة النظر في تعاملها وسياساتها مع الحوثيين.

وقالت الحكومة في تصريحات أوردها وزير إعلامها معمر الإرياني، عبر حسابه الشخصي على منصة “X”، تويتر سابقاً، إن “هذا الدعم تجاوز غير مقبول. ومخالف لكافة الحقائق على الأرض، بالإضافة إلى كونه استخفافا واستهتارا بأرواح وآلام عشرات الآلاف من ضحايا ألغام الحوثيين”.

وذكر الإرياني أن “ميليشيات الحوثي قامت على مدار 9 سنوات، بزراعة الألغام بكميات هي الأوسع منذ الحرب العالمية الثانية. وسقط على إثرها حوالي 7 آلاف ضحية من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال”.

ولم تقتصر الجرائم الحوثية، وفقاً للإرياني، على “زراعة الألغام والعبوات الناسفة البرية، بل قامت كذلك بزراعة الألغام البحرية، وتفخيخ ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أمام السفن التجارية والنفطية، وقوارب صيد المدنيين، التي نجم عنها خسائر مادية وبشرية مختلفة”.

ونوه الوزير اليمني، في سياق حديثه، إلى أن “ميليشيات الحوثي، منذ انقلابها على الدولة، لم تقم بانتزاع لغم واحد. بل إن إعلامها أظهر قياداتها وهي تزور معامل تصنيع الألغام والعبوات الناسفة، فضلاً عن إحياء العديد من المعارض العسكرية. تحت مسمى الصناعات الحربية، التي أبرزت من خلالها إنتاجها من الألغام البرية والبحرية”.

وأعرب الإرياني عن أسفه لتوجبه تمويل الدول الشقيقة والصديقة، لبرامج الإغاثة الأممية. لمنح ومكافآت للحوثيين. في الوقت الذي يعدّ ضحايا ألغامها من المدنيين والمواطنين، المقدّرون بعشرات الآلاف، بأمسّ الحاجة للدعم والرعاية الصحية.

في غضون ذلك، أطلق رواد منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، حملة إلكترونية، تحت وسم “هاشتاج” (#الأمم_المتحدة_تدعم_زراعة_الألغام). حظيت بتفاعل واسع ومشاركة كبيرة، وقد عبّر اليمنيون من خلالها عن استيائهم وغضبهم إزاء التعامل الأممي مع الميليشيات الحوثية. وغض الطرف عن انتهاكاتها وجرائمها الواضحة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى