الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران
في وقت تواصل إسرائيل تأهبها إزاء تهديد إيران بالردّ على قصف قنصليتها في دمشق، ووسط اتصالات دبلوماسية لنزع فتيل التصعيد الإقليمي، أثيرت تساؤلات بشأن شكل الحرب المفتوحة بين طهران وتل أبيب.
تلك التساؤلات أجابت عنها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، واضعة تصورًا حول الصورة التي يمكن أن يبدو عليها الصراع بين إيران وإسرائيل، حال وقوعه.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن إيران ستأمر وكلاءها بتكثيف الهجمات على إسرائيل، في ظل عدم رغبة أي من طهران أو تل أبيب في إرسال قوات برية لخوض مواجهات مباشرة، ما يجعل الخيارات المتاحة لخوض حرب تقليدية محدودة.
وكلاء إيران
لكن إيران، رغم بعدها عن حدود إسرائيل بمئات الكيلومترات، إلا أنها تسيطر على مجموعة واسعة من المليشيات الممولة والمسلحة تسليحا جيداً والتي تحيط بإسرائيل من جميع الجهات.
حزب الله، يعد إحدى تلك الأذرع لإيران؛ فالجماعة السياسية والعسكرية الأقوى في لبنان، برزت في السنوات الأخيرة كقوة فاعلة في الشرق الأوسط، حيث يتباهى بترسانة متعددة الأوجه وقدرات عسكرية متنوعة تشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل.
وبالإضافة إلى مجموعة الأسلحة الصغيرة والمدافع الرشاشة ومئات الآلاف من الصواريخ الموجودة تحت تصرفه، يفتخر حزب الله بمجموعة من الأنظمة المضادة للدبابات والطيران، وأسطول من آلاف الطائرات المسيرة، وعشرات الدبابات والمركبات المدرعة.
وخاض حزب الله بالفعل مناوشات مع إسرائيل على طول الحدود وتبادل الجانبان الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة بشكل متقطع، لكن صدور أمر صريح من طهران قد يدفع قادة حزب الله إلى تصعيد عملياتهم «العدوانية» بشكل كبير ضد إسرائيل.
وفيما لن تستطيع إيران إرسال قواتها عبر العراق وسوريا إلى الحدود مع إسرائيل، إلا أنها تمتلك أعدادًا كبيرة من المليشيات الموالية في كلا البلدين والتي يرجح أن تكون مستعدة للقتال، نيابة عنها.
كتائب حزب الله والجماعات التابعة لها، والمعروفة أيضًا باسم كتائب حزب الله، وهي مليشيا شيعية تشكل إحدى أكبر المليشيات المنضوية تحت قوات الحشد الشعبي – وهي منظمة تتكون من عدة جماعات مسلحة في العراق.
وساعد تدخل إيران في سوريا في إنشائها قوات الدفاع الوطني السورية، والتي تتألف من عشرات الآلاف من الجنود من سوريا وإيران والعراق وأفغانستان وباكستان، الذين تم تدريبهم وتسليحهم إلى حد كبير من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وأخيرا، تشن جماعة الحوثي في اليمن، المدعومة من إيران، حربا مريرة ضد الحكومة اليمنية، ويبلغ عدد أفرادها مئات الآلاف، وهي مسلحة تسليحا جيدا للغاية، وتتقن استخدام الأسلحة التقليدية وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وعلى عكس حزب الله وحماس، لا يرى الحوثيون إسرائيل أكبر عدو لهم ولا يشتركون في الحدود مع الدولة اليهودية، لكنهم يتمتعون بقدرات صاروخية كبيرة، وتسببت هجماتهم البحرية على سفن الشحن في البحر الأحمر بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، في التأثير بشكل كبير على التجارة العالمية.
هجوم موحد؟
وفي حال أصدرت القيادة الإيرانية توجيهاتها لبعض أو كل هذه القوات ببدء هجوم موحد على إسرائيل، سيبذل الجيش الإسرائيلي – المنهك بالفعل في الحرب ضد حماس في غزة – قصارى جهده للدفاع عن حدوده في أعلى وأسفل البلاد.
كما أن الضربات الصاروخية المنسقة من جانب هؤلاء اللاعبين، من شأنها أيضاً أن تشغل الدفاعات الجوية الإسرائيلية ــ وربما تزيد من فاعلية أي ضربة صاروخية بعيدة المدى من إيران ذاتها.
ومن ناحية أخرى، فإن مهاجمة إسرائيل عبر وكلائها تساعد في عزل إيران عن أي تدخل عسكري أمريكي محتمل، ما من شأنه أن يهدد بزعزعة استقرار النظام، بحسب الصحيفة البريطانية التي أكدت أن الحرب عبر الوكلاء تسمح لإيران بتنفيذ شكل محدود من الانتقام دون التورط بشكل مباشر.