التنظيمات الإرهابية تستغل وسائل التواصل والألعاب لاستقطاب الشباب: تحذيرات متزايدة


حذر المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف “اعتدال”، من النموذج الجديد من الإرهاب الشبكي في شبكات التواصل والألعاب الإلكترونية، لافتا إلى أن الضخ الهائل للمحتويات المتطرفة في هذه الشبكات يشجع على نشوء الفكر المتطرف.

وقال إن مؤثرات الألعاب تتداخل مع المعلومات المجتزأة من المواد الرقمية المتداولة؛ ما يجعل مرجعية الأتباع المتعاطفين مع هذا النوع من التطرف عبارة عن تركيب أيديولوجي يتّسم بالتفكك والضحالة.

وأشار، إلى أنه رغم سطحية هذا الخطاب، إلا أن سذاجته تجعله سهل الانتشار، خصوصاً بين صغار السن الذين تتقاطع لديهم أزمة الهوية مع أزمات متخيلة ترتبط بمصيرهم ومصير العالم، لافتاً إلى أن هذا الأمر يدفع إلى دعم أو تبني حالات عنف معينة، غالباً ما تستلهم من سيناريوهات الألعاب الرقمية، إذ يجدون فيها تعبيراً عن توتراتهم واضطراباتهم.

ودعا المركز، إلى ضرورة تحصين البيئة الإلكترونية التي تجذب هذه الفئة من الشباب على منصات الألعاب الإلكترونية.

وأكد أهمية بناء منظومة تتبع ودراسة الرسائل الصريحة والضمنية التي يتم تمريرها عبر هذه المنصات، إذ يمكن أن تؤدي إلى إعادة برمجة هذه الفئة الهشة على تقبل مشاعر وانفعالات خطيرة؛ ما يسهل الوقوع في فخ الاستقطاب الشبكي للتنظيمات الإرهابية.

وقد ذكرت تقارير متواترة أنه وباستخدام هذه الألعاب الالكترونية يستطيع الإرهابيون استعمال خط “دردشة” آمن، والتحدث مع شركائهم من جميع أنحاء العالم حول خطتهم المقبلة، دون وجود أي خوف من كشف هويتهم الحقيقية.

وغالبا ما يركز الإرهابيون على ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أو First-person shooter لما توفره من واقعية في هذا الأمر.

كما أن منصات الألعاب عند مقارنتها بوسائل التواصل الأخرى، نجد أنها توفر بيئة آمنة للتواصل مقارنة حتى بالمكالمات الهاتفية والنصوص والرسائل المشفرة.

و مما يسهّل على الإرهابيين مهامهم الإجرامية، صعوبة تحديد عنوان بروتوكول الإنترنت IP في منصات الألعاب مقارنة بالهواتف المتحركة مثلا.

ومن خلال الاستعانة بألعاب الفيديو، لن يضطر الإرهابيون أثناء تخطيطهم لعمل خطير التحدث أو تبادل الرسائل المكتوبة مما يصعّب من مهمة الجهات الأمنية، إذ يكفي أن يمرروا فيما بينهم رسائل خفية عبر الألعاب التي يمارسونها، ككتابة تفاصيل العملية في مشاهد عدد من الألعاب بطريقة ماكرة، كإطلاق الرصاص على جدار ما مثلا.

Exit mobile version