“التقية!” لعبة “الإخوان المسلمين” في السياسة الفرنسية
يشكل الإخوان المسلمون في فرنسا خطراً ليس على بنية المجتمع وحدها. وإنّما على نظام الحكم أيضاً. إنّهم يتسللون إلى جميع القطاعات والمؤسسات الطلابية والتعليمية، والطبية. والسياسية والتنفيذية وغيرها، بهدف تقسيم المجتمع الفرنسي بالتوازي مع خطوات أخرى تسعى إلى تفكيك المجتمعات الأوروبية بأكملها. هذا ما كشفه المؤلف الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية محمد سيفاوي في كتابه “التقية”.
ونتيجة تحقيق طويل استغرق عدة سنوات. ومراقبة لتطور الإسلام السياسي في المجتمع الفرنسي، يحاول سيفاوي في صفحات كتابه، أن يجيب عن عدة أسئلة جوهرية طرحها بنفسه. من هم هؤلاء الإسلاميون؟ ومن أين أتت أيديولوجيتهم بما تحمله من ضرر وخطورة مدمرة للأمم والشعوب؟ وكيف استطاعوا أن يتحكموا بمفاصل الحكم في المجتمع الفرنسي. وأن يتلاعبوا بعقول بعض أبنائه؟ وأخيراً كيف نستطيع مواجهة المد الإخواني داخل الدولة والمجتمع في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية.
وفي مقدمته بين سيفاوي أنّ مفردة “التقية” باللغة العربية التي استخدمها عنواناً لكتابه الفرنسي. تعني حرفياً “الحذر” أو “الخوف من إظهار ما في داخل الإنسان من معتقد .وغيره للآخرين من أجل حماية النفس”. إنّه يشير بها إلى لعبة الإخوان في تجنيد الأتباع، وضرب نواة المجتمع الفرنسي.
ففي البداية يعرّفون أنفسهم ضمن الشرائح المجتمعية بأنّهم مسلمون وسطيون، ينتهجون الدين المعتدل ويسعون إلى التعايش مع بقية الأديان بسلام ويحترمون اختلاف الآراء والأفكار. وما أن يصلوا إلى العقول ويتمكنوا من نفوس أصحابها. تبدأ مرحلة إظهار نواياهم الحقيقية من أجل تحقيق الأهداف الكبرى.
إذ يرى الكاتب الجزائري – الفرنسي محمد سيفاوي أنّ تنظيم الإخوان الإرهابي يسعى لتقسيم المجتمعات حول العالم لا سيما الأوروبية. بهدف الاستيلاء على الحكم ليس في الدول العربية وحدها. بل يتسع طموحهم إلى القارة العجوز عبر المجالس المحلية والبلدية.
وكشف سيفاوي، في كتابه “التقية”. أنّ الإخوان يحاولون بشتى الطرق اختراق المجتمع الأوروبي عبر المنظمات والأحزاب والمعاهد والجامعات الفرنسية التي تمثل لهم بوابة دخول لأوروبا.
الكاتب الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية أشار إلى أنّ التنظيم اخترق بالفعل المجتمع الفرنسي ويمارس أساليبه للضغط على باريس في عمليات صنع القرار السياسي. لافتاَ إلى أنّ لعبتهم هي اختراق المجتمعات عبر بوابات المجالس المحلية.
وأشار إلى أنّ الإخوان لافتقارهم القدرة على تولي السلطة في فرنسا فإنّهم يكتسبون نفوذاً داخل المجتمع المسلم في باريس عبر المنظمات الإخوانية التي يمولونها مثل منظمة “مسلمي فرنسا” والمسؤولين المنتخبين المحليين.
وبحسب الكتاب “ارتكب الإخوان هجمات يومية منتظمة ضد القيم الفرنسية بتغذية الكراهية وحقوق الأقليات الدينية والترويج لمصطلح الإسلاموفوبيا”.
يُذكر أنّ الإخوان استثمروا في فرنسا الجمعيات المناهضة للعنصرية واخترقوا المجالس البلدية، ووصلوا إلى المسؤولين المنتخبين والأكاديميين والصحافيين باتباع إستراتيجية اللعبة المزدوجة التي تتصف بالكذب. بالإضافة إلى أنّهم طوروا اقتصادات قوية بنشرهم لسوق الحلال الذي يلاقي رواجاً من كل المسلمين في فرنسا.