سياسة

الإمارات الإنسانية تمنح السوريون “قبلة الحياة”


حطت شام أخرى رحالها بصحبة شقيقها في الإمارات بعد أقل من أربعة أشهر على حصول الطفلة السورية شام البكور على المركز الأول في “تحدي القراءة العربي” الذي أقيم في دبي.

هذه المرة جاءت “شام الشيخ محمد” لتلقي العلاج بعد أن تعرضا لإصابة بالغة في الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من الشهر الماضي.

الطفلة شام ابنة التسع سنوات وشقيقها عمر البالغ من العمر 15 عاماً شغلا الرأي العام في سوريا، بعد أن مرا بتجربة صعبة عقب الزلزال. حيث انهار منزلهما في ريف إدلب، وفقدا أمهما وشقيقتهما. حيث تم انتشال جثتيهما من تحت الأنقاض أمام عدسات الكاميرات. التي التقطت اللحظات الأولى لخروج الطفلة من تحت الأنقاض، حيث كانت هادئة ومتماسكة. وطلبت الماء بلطف أسر قلب كل من شاهد مقطع الفيديو.

بعد نقلهما إلى أحد المستشفيات في إدلب، ونتيجة عدم توافر المعدات الطبية اللازمة لمعالجتهما. تم نقلهما إلى تركيا التي تعاني منظومتها الصحية من ضغوط شديدة بسبب عدد ضحايا ومصابي الزلزال الكبير، الأمر الذي أعادها وشقيقها إلى دائرة الأضواء مرة أخرى، بعد نشر تسجيلات عديدة للطفلة التي كانت تعاني من الانتظار الطويل.

أخيرا جاء طوق الإنقاذ من قبل الإمارات، وبتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية للهلال الأحمر الإماراتي “أم الإمارات”.

تم نقل الطفلة السورية “شام” وشقيقها “عمر” إلى أبوظبي لتلقي العلاج اللازم، خصوصاً أن وضعها الصحي دخل مرحلة حرجة نتيجة تعرضها لـ “متلازمة الهرس” نتيجة مكوثها نحو 40 ساعة تحت الأنقاض قبل انتشالها.

وتسبب تشابه الاسم بين “شام البكور” و”شام الشيخ محمد” في حدوث التباس لدى عدد من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن ورغم هذا الالتباس، فإن القاسم المشترك بين الصغيرتين يتمثل في أن الإمارات شكلت محطة مهمة في حياتهما، حيث حظيت الأولى بشهرة عربية كبيرة بعد فوزها باللقب، والثانية نالت الرعاية الطبية التي كانت تحتاج إليها بشدة.

والدة الطفلة شام البكور تمنت لجميع مصابي الزلزال في سوريا وتركيا. مشيرة إلى أن ابنتها الصغيرة سمعت بحالة الطفلة شام عبر وسائل الإعلام، وتمنت الشفاء لها ولجميع المصابينز مضيفة: “حاولنا قدر الإمكان إبعادها عن التفاصيل المأساوية التي تسببت بها هذه الكارثة”.

جسر جوي.. وعلاج مصابين

وتعتبر الطفلة شام، التي تتلقى العلاج حالياً مع شقيقها في أبوظبي، واحدة من حالات عديدة لمصابين استقبلتهم الإمارات بعد حدوث الزلزال، بينهم خلدون عياش، الذي يتلقى العلاج منذ نحو أسبوع في الإمارات بعد دخوله في حالة غيبوبة نتيجة سقوط جدار عليه في إحدى قرى ريف اللاذقية.

وتروي ريم، شقيقة خلدون، تفاصيل نقل شقيقها إلى الإمارات، حيث تولت في البداية إحدى الجمعيات في سوريا متابعة حالته، قبل أن يتم نقله بالتنسيق مع السلطات الطبية السورية إلى الإمارات.

وتقول ريم: “بعد أسبوع من تلقي العلاج والمتابعة، أخبرنا الأطباء أن مؤشراته الحيوية أصبحت أفضل، حيث تجري الاستعدادات في الوقت الحالي لدخوله مرحلة جديدة في العلاج”.

وعبّرت ريم، عن شكرها لكل من ساهم في تقديم العون لشقيقها، في الداخل السوري، وفي الإمارات التي تستقبله في الوقت الحالي وتقدم له الرعاية اللازمة.

وبالإضافة إلى استقبال الحالات الطبية، تعتبر الإمارات من أولى الدول التي بادرت إلى إرسال مساعدات إنسانية وإغاثية إلى سوريا. حيث ترسل بشكل يومي طائرات تحمل مزيداً من المساعدات تحط رحالها في المطارات السورية، وتتولى منظمة الهلال الأحمر السوري، ومنظمات أهلية وإنسانية عملية توزيعها بالتنسيق مع المنظمات الإماراتية.

يأتي هذا فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال الذي ضرب البلدين، 6 فبراير الماضي، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.

جهود رسمت عبرها دولة الإمارات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات. وجعلتها في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم حتى الآن، إذ تجاوز 100 مليون دولار، فضلا عن جسر إنساني هو الأكبر أيضا إذ تم تسيير 184 طائرة منه حتى الآن، حملت 5177 طن مساعدات إغاثية وما زال الدعم متواصلا.

ويواصل الهلال الأحمر الإماراتي جهوده المستمرة لدعم القطاع الطبي في سوريا ضمن عملية “الفارس الشهم 2 ” في مرحلة التعافي وإعادة التأهيل.

وضمن أحدث جهوده في هذا الصدد، تم قبل أيام تسليم شحنة من الأغذية ومستلزمات الأطفال إلى مشفى التوليد والأطفال في اللاذقية مما يسهم في التخفيف عن الضغط على القطاع الصحي بعد الزلزال الذي تعرضت له سوريا.

تأتي هذه الجهود الإنسانية الشاملة والمتكاملة ضمن دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية. التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها “الإنسان أولاً” دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوجها بحق عاصمة للإنسانية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى