إسرائيل تعلن تفكيك بنية حماس العسكرية شمال غزة
أعلنت إسرائيل أنها “أكملت تفكيك” بنية القيادة العسكرية لحماس في شمال قطاع غزة فيما تدخل حربها في غزة شهرها الرابع الأحد مع تداعيات إقليمية ومخاوف من توسعها في المنطقة.
وفجر الأحد تحدث شهود عن غارات جوية إسرائيلية على خان يونس المدينة الكبيرة في جنوب قطاع غزة والمركز الجديد للاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحماس. وأفادت وكالة وفا الفلسطينية بسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت أنه يركز عملياته من الآن فصاعدا على وسط غزة وجنوبها بعد ثلاثة أشهر من الحرب التي أتاحت له حسب قوله “تفكيك بنية حماس العسكرية” في شمال هذا القطاع الصغير البالغ عدد سكانه زهاء 2.4 مليون نسمة.
#عاجل قواتنا أكملت تفكيك الهيكل العسكري لحركة حماس في شمال غزة#حلل_يا_دويري
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) January 6, 2024
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري “أكملنا تفكيك بنية حماس العسكرية في شمال قطاع غزة”، مضيفا أن مقاتلي الحركة يتحركون “بشكل غير منظم ومن دون قيادة”.
وأفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان مساء السبت “قبل ثلاثة أشهر ارتكبت حماس مذبحة فظيعة… أمرت حكومتي (الجيش) بخوض الحرب للقضاء على حماس وإعادة رهائننا وضمان أن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديدا لإسرائيل”، مضيفا “يجب ألا ننهي الحرب قبل أن نحقق هذه الأهداف”.
وكان نتانياهو قد كتب مقالا مؤخراً في صحيفة “وول ستريت جورنال”، حدّد فيه ثلاثة متطلبات لإسرائيل لكي يتحقق السلام في غزة. وتتلخص في “تدمير حماس، وأن تكون غزة منزوعة السلاح، واستئصال التطرف من المجتمع الفلسطيني”.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية ليل السبت أنها أجلت موظفيها من مستشفى في وسط غزة. وقالت كارولينا لوبيز، منسقة خدمات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة، عبر منصة إكس، “أصبح الوضع خطيرا إلى درجة أن بعض أعضاء فريقنا الذين يعيشون في المنطقة لم يتمكنوا حتى من مغادرة منازلهم بسبب التهديدات المستمرة من المسيّرات والقناصة”.
“The situation became so dangerous that some staff living in the neighbouring areas were not able to leave their houses because of the constant threats of drones and snipers,” says Lopez. “Patient care was being affected with reduced staff at the hospital.”
— MSF International (@MSF) January 6, 2024
وقُتل ستة أشخاص فجر الأحد في قصف إسرائيلي على جنين، معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية المحتلة، حسبما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية. متحدثة عن سقوط “ستة شهداء بقصف الاحتلال الإسرائيلي تجمعا للمواطنين في جنين”.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن القوات الإسرائيلية اقتحمت صباح الأحد مدينة جنين. ونقلت عن مصادر محلية إن “عددا من الآليات العسكرية اقتحمت المدينة من شارع جنين نابلس”. وجرت مواجهات في عدة مناطق بالمدينة، فيما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل دخانية في حي الجابريات.
ونشر الجيش الإسرائيلي القناصة على أسطح المنازل والعمارات المشرفة على المخيم، فيما حلقت طائرات استطلاع والطائرات المسيرة في سماء المدينة والمخيم خلال اقتحام قوات الجيش. وأشارت المصادر للوكالة إلى أن “جرافة قامت بتدمير عدد من الشوارع في منطقة الجابريات”.
ووفقا لما أعلنه الجيش الاسرائيلي فقد قتل ضابط في شرطة الحدود الإسرائيلية وأصيب آخرون عندما اصطدمت سيارتهم بعبوة ناسفة خلال عمليات في جنين، وقال إن طائرة هليكوبتر ساعدت في إنقاذ الجنود بإطلاق النيران لتغطيتهم، مضيفا أن طائرة أطلقت النار على “مجموعة إرهابية ألقت متفجرات وعرضت قواتنا للخطر، وقُتل عدد من الإرهابيين”.
مقتل ضابط في شرطة الحدود الإسرائيلية وإصابة آخربن عندما اصطدمت سيارتهم بعبوة ناسفة خلال عمليات في جنين ومقتل ستة فلسطينيين
وشهدت الضفة الغربية ارتفاعا حادا في أعمال العنف منذ بداية الحرب في غزة، وزيادة في أنشطة بعض المستوطنين الهادفة إلى “تهميش” الفلسطينيين هناك، وفق منظمة “السلام الآن”.
ويعيش نحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة التي يسكنها أيضا 490 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات تعترف بها إسرائيل لكنها غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، قتل أكثر من 321 فلسطينيا بنيران الجيش .أو المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية. وفقا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية.
وتواجه الحكومة الاسرائيلية احتجاجات متزايدة. وقد تجمع متظاهرون في ميدان هابيما بتل أبيب مساء السبت مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة .واستقالة الحكومة وسط الحرب المستمرة مع حماس في غزة.
وقال شاشاف نيتزر (54 عاما) “سئمنا! سئمنا! الحكومة عبارة عن حفنة من الأغبياء. يقودوننا إلى مكان فظيع. يقودوننا إلى مستقبل لا يوصف. بيبي نتانياهو وجميع الحمقى الآخرين يدمرون إسرائيل ويدمرون كل ما كنا نأمله ونحلم به”. وأضاف “نحتاج إلى انتخابات جديدة. نحتاج إلى حكومة جديدة. نحتاج إلى زعيم جديد”.
وكانت المعارضة الإسرائيلية دعت إلى رحيل نتانياهو قائلة. إنه لا يتمتع بـ”ثقة” الشعب لقيادة حملة عسكرية “طويلة” في غزة.
وأعاد فلسطينيون السبت دفن جثامين نبشت من قبورها في مقبرة بمدينة غزة. في المنطقة التي ينفذ فيها الجيش الإسرائيلي هجوما بريا منذ نهاية تشرين الأول/أكتوب. حسب ما أظهر فيديو لفرانس برس.
وأظهرت اللقطات التي صُوّرت في مقبرة حي التفاح الجثامين التي نبشت في أكفانها وسط أكوام من التراب. وتبدو جثامين أخرى مدفونة جزئيا. بين شواهد مقلوبة في المقبرة الصغيرة المحاطة بالمباني وحيث تبدو على الأرض بوضوح علامات جنازير الدبابات. ووسط انتشار الذباب انهمك نحو عشرة رجال يضعون قفازات وكمامات، في إعادة دفنها.
دمر الهجوم الإسرائيلي أحياء كاملة في غزة وأدى إلى نزوح 1.9 مليون شخص يشكلون 85 بالمئة من سكانه حسب الأمم المتحدة. ويعيش سكان القطاع في ظروف مزرية وسط نقص حاد في المياه والغذاء والدواء والعلاج. وخرج كثير من المستشفيات عن الخدمة جراء الدمار اللاحق بها.
وحذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أن القطاع الفلسطيني. بات “بكل بساطة غير صالح للسكن (..) باتت غزة مكانا للموت. واليأس ويواجه (سكانها) تهديدات يومية على مرأى من العالم”.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال زيارته. بيروت إن “إسرائيل أعلنت هدفها المتمثل في القضاء على حماس. يجب أن تكون هناك طريقة أخرى للقضاء على حماس لا تؤدي إلى مقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء”. مشددا على أن تجنب نزاع إقليمي هو “ضرورة قصوى”.
ونشر موقع “أكسيوس” تقريرا يكشف تحركات إسرائيلية. “خلف الكواليس”، للقضاء على ملف “الإبادة الجماعية” الذي قدمته جنوب أفريقيا.
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعليمات لسفاراتها بالضغط على الدبلوماسيين .والسياسيين في البلدان المضيفة لهم لإصدار بيانات ضد “ملف جنوب أفريقيا”. وفقا لنسخة من برقية عاجلة حصل عليها موقع أكسيوس.
وتنص برقية وزارة الخارجية الإسرائيلية على أن “الهدف الاستراتيجي” .لإسرائيل هو أن ترفض المحكمة طلب إصدار أمر قضائي. والامتناع عن تحديد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة. والاعتراف بأن الجيش الإسرائيلي يعمل في القطاع وفقا للقانون الدولي.
وجاء في البرقية التي حصل موقع “أكسيوس” على نسخة منها من 3 مسؤولين إسرائيليين مختلفين. أنه قد يكون لحكم المحكمة آثار محتملة كبيرة. ليس فقط في العالم القانوني، بل لها تداعيات عملية ثنائية ومتعددة الأطراف واقتصادية وأمنية.
وطلبت بيانا عاما فوريا لا لبس فيه على “أن تعلن علنا. وبشكل واضح أن دولتك ترفض الاتهامات الشنيعة والسخيفة والتي لا أساس لها ضد إسرائيل”.
وفي البرقية، صدرت تعليمات للسفارات الإسرائيلية بأن تطلب من الدبلوماسيين. والسياسيين على أعلى المستويات “الاعتراف علناً بأن إسرائيل تعمل (جنبا إلى جنب مع الجهات الفاعلة الدولية). على زيادة المساعدات الإنسانية لغزة. فضلاً عن تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين.