حوادث

إدمان قاتل.. لعبة “فورتنايت” وراء وفاة طفلة فرنسية


في حادثة مأساوية هزت المجتمع الفرنسي، لقيت طفلة مصرعها في ظروف صادمة بعد ارتباط الجريمة بلعبة الفيديو الشهيرة “فورتنايت”. هذه الواقعة أثارت جدلاً واسعًا حول تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين، ودورها في تنمية السلوكيات العنيفة أو الخطرة.

قد أثارت جريمة مقتل الطفلة الفرنسية لويز لاسال، البالغة من العمر 11 عامًا، صدمة واسعة بعد أن كشفت التحقيقات أن الجاني، شاب يبلغ من العمر 23 عامًا، أقدم على قتلها بسبب نوبة غضب ناجمة عن خسارته في لعبة “فورتنايت”.  

وبحسب الادعاء العام، فإن المتهم، أوين إل، فقد أعصابه بعد مشادة مع لاعب آخر عبر الإنترنت، فخرج من منزله بحثًا عن هدف للتنفيس عن غضبه، وعند رؤيته للضحية، التي كانت تحمل هاتفًا مربوطًا بحبل حول رقبتها، قرر مهاجمتها بهدف السرقة، لكنه انهال عليها طعنًا بعد أن حاولت المقاومة.  

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، كشفت التحقيقات أن الضحية تعرضت لأكثر من عشر طعنات في مناطق حيوية، قبل أن يتم العثور على جثتها في غابة لونجومو، جنوب باريس. كما أظهرت كاميرات المراقبة لقطات للمتهم وهو يتبعها قبل وقوع الجريمة.

وألقت الشرطة القبض على المتهم بعد تحليل الأدلة، كما تم توقيف صديقته ووالديه للتحقيق معهم، إلا أنه تم الإفراج عنهم لاحقًا. وذكرت شقيقة المتهم أنه كان معروفًا بعنفه ونوبات غضبه، وأبلغت الشرطة عن سلوكياته العدوانية في السابق.  

وأثارت الجريمة حالة من الغضب في المجتمع الفرنسي، إذ وصف وزير الداخلية الحادث بأنه “مأساة تهز فرنسا”، فيما أعربت السلطات المحلية عن تعازيها لعائلة الضحية، مؤكدةً تسخير كافة الجهود لكشف ملابسات الجريمة وتقديم الجاني للعدالة.

تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال

لطالما كانت الألعاب الإلكترونية مثل “فورتنايت” محل جدل بين الآباء والخبراء النفسيين، فبينما توفر هذه الألعاب تجربة ممتعة، فإنها قد تصبح خطرة عندما يتم إساءة استخدامها. تشير دراسات حديثة إلى أن بعض الألعاب متعددة اللاعبين يمكن أن تؤدي إلى الإدمان، وتخلق بيئة مليئة بالتنمر الإلكتروني والتلاعب العاطفي، خاصة للأطفال الذين لا يدركون المخاطر المرتبطة بها.

كما أن ألعاب القتال والبقاء مثل “فورتنايت” قد تساهم في تعريض الأطفال إلى محتوى غير مناسب لسِنّهم، مثل العنف، وتدفعهم إلى الدخول في علاقات غير آمنة عبر الإنترنت مع أشخاص مجهولين.

التحقيقات وردود الفعل

بعد انتشار تفاصيل القضية، أعلنت السلطات الفرنسية أنها بدأت تحقيقًا مكثفًا لمعرفة ملابسات الجريمة، وتحديد الدور الذي لعبته “فورتنايت” في هذه الحادثة المأساوية. كما بدأ البرلمان الفرنسي مناقشات حول إمكانية تشديد الرقابة على الألعاب الإلكترونية، وتقييد وصول الأطفال إليها دون رقابة أسرية صارمة.

وفي الوقت نفسه، عبّر عدد من الناشطين في مجال حماية الطفل عن قلقهم من أن مثل هذه الحوادث قد تتكرر ما لم يكن هناك وعي كافٍ بمخاطر الألعاب على الأطفال.

كيف يمكن للآباء حماية أطفالهم؟

مع تزايد عدد الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة في الألعاب الإلكترونية، من الضروري أن يكون لدى الآباء دور فعال في مراقبة أنشطة أطفالهم الرقمية. إليك بعض النصائح المهمة:

  1. مراقبة وقت اللعب: يجب تحديد عدد الساعات التي يقضيها الطفل في اللعب، والتأكد من أنه لا يتجاوز الحد المعقول.
  2. فحص المحادثات: من الضروري التحقق من مع من يتواصل الطفل أثناء اللعب، ومنع أي تفاعل غير آمن مع الغرباء.
  3. استخدام أدوات الرقابة الأبوية: توفر معظم الألعاب الحديثة أدوات تمكن الآباء من التحكم في المحتوى والمحادثات.
  4. التوعية بالمخاطر: يجب توعية الأطفال بالمخاطر المحتملة عبر الإنترنت، مثل التنمر الإلكتروني والتلاعب العاطفي.
  5. تشجيع الأنشطة الواقعية: بدلاً من قضاء وقت طويل على الألعاب، يمكن تشجيع الأطفال على ممارسة هوايات أخرى مثل الرياضة أو القراءة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى