سياسة

إحباط مؤامرة الذباب الإلكتروني: تحذير إماراتي سعودي من مثيري الفتنة


العلاقات الأخوية التاريخية بين الإمارات والسعودية هدفٌ متكرر “للذباب الإلكتروني”، الذي ينشط بين الفينة والأخرى محاولًا عبثًا إثارة الفتنة.

محاولاتٌ آثر المسؤولون والجهات المعنية في البلدين وأدها في مهدها، محذرين من الوقوع في فخ أصحاب تلك الحملات المشبوهة، عبر نشر أي محتوى قد يتضمن إساءة تساهم في تحقيق الأهداف الخبيثة لأصحاب تلك الحملات.

وفي هذا الصدد، دعا المكتب الوطني للإعلام بالإمارات، في بيان رسمي، مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى التحلي بالمسؤولية في المحتوى الذي يتم نشره أو تداوله عبر مختلف المنصات.

وأشار إلى استمرار التنسيق مع الجهات المختصة لرصد أي مخالفات عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها.

وأكد ضرورة مراعاة الضوابط الأخلاقية والقانونية عند استخدام المنصات الرقمية، والامتناع عن نشر أي محتوى قد يتضمن إساءة أو انتقاصًا من الثوابت والرموز الوطنية، أو الشخصيات العامة، أو الدول الشقيقة والصديقة ومجتمعاتها.

على الصعيد ذاته، دعا عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، في تغريدة عبر حسابه في موقع التواصل “إكس”، إلى التحلي “بأخلاق الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في عالم التواصل الاجتماعي” لنجعل منصاتنا انعكاسًا لنهجه الإنساني.

بدوره، حذر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (GEA)، المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، من “الحسابات الوهمية أو التي لها أجندة” التي تحاول الإساءة إلى دول الخليج، وأكد عبر حسابه في موقع “إكس” أن “العلاقات الخليجية أعمق من أي شيء.. علاقات دين ودم وعادات وتقاليد ونسب وأخوة”، ونشر صورة للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مصحوبة بأبيات شعرية تشيد به، وأن أخلاقه قدوة لكل العرب.

وكدأب حملات الذباب الإلكتروني السابقة التي تحاول إثارة الفتنة بين دول الخليج عُمومًا، والإمارات والسعودية خُصوصًا، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية حملة إساءات ممنهجة للدول الخليجية ورموزها، يحاول من يقف خلفها إحداث الوقيعة وإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة، لا سيما السعودية والإمارات.

كان أغلب من يشارك في تلك الحملة من أصحاب الحسابات الوهمية التابعة للذباب الإلكتروني، الذي يلجأ إلى وضع صورة رمز من رموز الدول التي يزعم الانتماء إليها، ثم يحاول السبَّ والإساءة إلى دولة أخرى لإحداث فتنة بين الدولتين، ثم تتلقف حسابات “الإخونجية” والمعادين لدول الخليج تلك التغريدات لصبِّ الزيت على نار الفتنة، فـينخدع أحيانًا بعض الغيورين على بلدانهم، وينزلقون هم الآخرون في خطأ الإساءة.

تحذير إماراتي رسمي

وكعادتها في مواجهة تلك الحملات، تحركت الإمارات سريعًا لإحباط تلك المؤامرة المشبوهة، وأكد المكتب الوطني للإعلام في الإمارات أهمية التزام جميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الدولة بالقيم والمبادئ التي تعكس سياسات الدولة ونهجها القائم على الاحترام والتسامح والتعايش.

جاء ذلك في بيان رسمي شدد فيه المكتب على ضرورة مراعاة الضوابط الأخلاقية والقانونية عند استخدام المنصات الرقمية، والامتناع عن نشر أي محتوى قد يتضمن إساءة أو انتقاصًا من الثوابت والرموز الوطنية، أو الشخصيات العامة، أو الدول الشقيقة والصديقة ومجتمعاتها.

وشدد البيان على أن المكتب، وبالتعاون مع الجهات المعنية، سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يخالف هذه التوجيهات، وفقًا للقوانين المعمول بها في الدولة، والتي تهدف إلى الحفاظ على بيئة رقمية آمنة ومتوازنة تعزز مناخ الاحترام المتبادل.

كما أشار البيان إلى أن نشر معلومات مضللة، أو خطاب يحض على الكراهية، أو التشهير بالآخرين، سواء بصريح العبارة أو بالتلميح أو بالإشارة أو ضمنيًا، يُعدُّ من المخالفات التي ستُواجه بعقوبات قانونية صارمة.

وشدد البيان على أن الجميع مسؤولون عن الحفاظ على السمعة الطيبة لدولة الإمارات، وهو ما أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لأبناء الوطن، عندما أشار إلى أنهم سفراء لدولة الإمارات، وأن عليهم ترسيخ سمعتها الطيبة، وإعطاء صورة إيجابية عن الدولة بعلمهم وتربيتهم الحسنة وحسهم وانتمائهم الوطني، قائلًا:

“كل أمر تفعله، إيجابًا أو سلبًا، يعكس هويتك الإماراتية، لذا كلنا مسؤولون عن خلق سمعة طيبة لهذا البلد، لأنكم كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن الحفاظ على تلك السمعة”.

ودعا المكتب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى التحلي بالمسؤولية في المحتوى الذي يتم نشره أو تداوله عبر مختلف المنصات.

وأشار المكتب إلى استمرار التنسيق مع الجهات المختصة لرصد أي مخالفات عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها. كما دعا الأفراد إلى الإبلاغ عن أي محتوى مخالف أو مسيء عبر القنوات الرسمية المعتمدة، وذلك في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على بيئة إعلامية رقمية تتسم بالمسؤولية والمصداقية.

وحث المكتب الوطني للإعلام رواد مواقع التواصل الاجتماعي على التخلق بأخلاق قيادتنا الرشيدة، التي تضرب المثل في التواضع والأخلاق العالية، منوهًا بأن سلوك أبناء الوطن الفردي يجب أن يتسق مع رؤية القيادة الهادفة إلى التمسك بعاداتنا وقيمنا الأصيلة.

تحذيرات رفيعة المستوى

على الصعيد ذاته، أطلق مسؤولون رفيعو المستوى من البلدين تحذيرات من حملة تهدف إلى إثارة الفتنة بين الإمارات والسعودية.

ودعا عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، في تدوينة عبر حسابه في موقع “إكس”، إلى التحلي “بأخلاق الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في عالم التواصل الاجتماعي”.

وقال في هذا الصدد: “أخلاق الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ستظل نهجًا راسخًا ونبراسًا لأبناء الإمارات، نقتدي بها في أقوالنا وأفعالنا.. في عالم التواصل الاجتماعي، علينا أن نتمسك بهذا الإرث الخالد، فحكمته تعلمنا الكلمة الطيبة، وتواضعه يغرس فينا الاحترام، وكرمه يحفزنا على العطاء”.

وأضاف: “لنكن سفراء لقيمه النبيلة من تسامح وأصالة وكرم، ولنجعل منصاتنا انعكاسًا لنهجه الإنساني، مستلهمين رؤيته التي تحرص قيادتنا الرشيدة على ترسيخها… ولنعكس صورته المشرقة في تفاعلنا، ونرسخ قيمه في تعاملاتنا مع الآخرين”.

بدوره، نشر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (GEA)، المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، صورة للمؤسس الشيخ زايد عبر حسابه في موقع التواصل “إكس”، مصحوبة بأبيات شعرية تشيد به، وتؤكد أن أخلاقه قدوة لكل العرب. وأرفقها برموز تعبيرية ” إيموجي” تعبر عن علاقات المحبة والإخوة التي تربط السعودية والإمارات.

وأتبعها بتدوينة أخرى، حذر فيها من “الحسابات الوهمية او التي لها اجندة” التي تحاول الإساءة بين دول الخليج .

وقال في تدوينته:” العلاقات الخليجية أعمق من أي شيء.. علاقات دين ودم وعادات وتقاليد ونسب وأخوة.. لا تعتقد أنك تدافع عن بلدك بالإساءة للآخرين.. من المعيب أن نرى أي إساءة وخاصة في هذا الشهر الكريم.. قال صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء).. من مصلحة من زراعة المشاحنات بيننا؟”.

وأضاف: “أي عز ونجاح من شمال الكويت لجنوب عمان.. عز ونجاح لنا كلنا وفخر لنا كلنا.. المسيء يمثل نفسه ولا يمثل أحد!.. وأيضاً بح صوتي وأنا أقول احذروا الحسابات الوهمية أو التي لها أجندة … الله يحفظ خليجنا وقادتنا وشيوخنا وشعوبنا من كل حاسد ويديم علينا نعمه.. ترانا محسودين اصحوا”.

 

تفاعل واسع

وسرعان ما تفاعل مغردون من البلدين مع الدعوات والتحذيرات، مؤكدين على علاقات المحبة والأخوة التي تربط الإمارات والسعودية.

وتفاعل مع تغريدة تركي آل الشيخ المغرد صالح الشحي من الإمارات، قائلًا: “تغريدة للتاريخ وتعكس الواقع، نعم نحن كأبناء الخليج محسودون على نعمة الأمن وعلى نعمة شيوخنا وعلى نِعَمٍ كثيرة بفضل الله، الفتنة ما وراءها إلا الدمار، كلنا أهل ونكمل بعضنا، بيننا علاقة دم وحسب ونسب، اللهم أدم علينا نعمة الأمن يا رب، وأبعد عنا الفتن، شكرًا من أعماق القلب أبو ناصر، دومًا تثلج قلوبنا بهذه التغريدات المميزة”.

أيضًا، غردت من السعودية ريما الرويلي، قائلة: “لأن خليجنا واحد ودمنا واحد.. لا تحكموا على شعوب الخليج مما تشاهدونه في مواقع التواصل الاجتماعي.. شعوب الخليج من السعودية والكويت وعمان والإمارات والبحرين وقطر.. شعوب متحدة وتتحلى بمكارم الأخلاق والقيم الإنسانية الأصيلة.. وواقعهم جميل جدًا.. أهل كرم وشعوب مضيافة، وقلوبهم طيبة تتسع للجميع، ومتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم ودينهم.. فلا تنخدعوا مما تشاهدونه في الحياة الافتراضية”.

الكاتب السعودي قينان الغامدي غرد مؤيدًا التحذيرات التي أطلقها المستشار تركي آل الشيخ، قائلًا: “الأهم أن بعض الإخوة السعوديين لا ينساقوا وراء أولئك الناعقين، ولا يصدقوهم مطلقًا!!”.

في السياق نفسه، غرد أمين العرجي من الإمارات، قائلًا: “البيت الخليجي واحد، وأواصر الأخوة والنسب والمصاهرة بينهم ضاربة في عمق التاريخ، لذلك فالوعي والفَطَانَة واجبان على الجميع لدرء الفتن التي ينشرها الأعداء ما بين حين وآخر، وصد الأبواب في وجوههم”.

أيضًا، غردت صاحبة حساب يحمل اسم “عشق بدوية”، متفاعلة مع تغريدة المستشار تركي آل الشيخ عن المغفور له الشيخ زايد، قائلة: “الله يرحمه أبونا وأبوكم زايد، ويرحم ملوكنا والمسلمين، ويحفظ ملكنا وحكامنا وولاة أمورنا”.

وأضافت: “والله العظيم إن محبتكم ومحبة مملكتنا الغالية في قلب كل إماراتي، زرعها في قلوبنا أهلنا من الصغر، ربي يديمها للأبد”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى