أطفال السودان يدفعون ثمن النزاع المسلح: معاناة وخطر على حياتهم بسبب الحرب
صرحت منظمتا “اليونيسف” و”الصحة العالمية” التابعتان للأمم المتحدة، أن ستة أشهر من الصراع العسكري في السودان، جعل ملايين الأطفال عُرضة لخطر الأمراض دون القدرة على احتوائها.
وحذرت المنظمتان في بيان مشترك الثلاثاء من فقدان حياة أكثر من 10 آلاف طفل سوداني مع نهاية العام الجاري 2023، نتيجة لتزايد الهجمات العسكرية وتعطيل خدمات الصحة والتغذية في البلاد.
وأكد البيان أن خطر الوفاة بسبب مضاعفات الولادة وانخفاض التطعيم وتفشي الأمراض وسوء التغذية، آخذ في الارتفاع بسرعة.
واضطر 368 ألف طفل لترك منازلهم في السودان وفر 82 ألفا آخرين إلى بلدان مجاورة. ويقدر أن 190 طفلا قُتلوا في أول عشرة أيام من الحرب وأصيب 1700.
وقالت مانديب أوبراين مديرة يونيسيف في السودان لرويترز “قبل الصراع كان لدينا بالفعل سبعة ملايين طفل بلا تعليم في سن الالتحاق بالمدارس وتتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاما. وكان لدينا 611 ألف طفل تحت سن الخامسة ويعانون من سوء التغذية الحاد الشديد وثلاثة ملايين طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية إجمالا”.
وأضافت “في ظل هذا الصراع شهدنا إغلاقا للمدارس والمؤسسات التعليمية.. يعيش الأطفال محنة رهيبة خاصة في المناطق الساخنة في هذا الصراع بسبب القصف المستمر وتبادل إطلاق النار. شهدنا هذا وعايشناه بأنفسنا”.
وكشفت دراسة أعدتها جامعة جونز هوبكنز، أن ما لا يقل عن عشرة آلاف طفل دون سن الخامسة في السودان قد يموتون بحلول نهاية عام 2023 بسبب زيادة انعدام الأمن الغذائي، وتعطل الخدمات الأساسية، منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل/نيسان الماضي، أي أكثر من 20 ضعف العدد الرسمي للأطفال الذين ماتوا بسبب القتال.
وأكد البيان، أن 700 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، بينما يحتاج مائة ألف طفل إلى العلاج المنقذ للحياة نتيجة لمضاعفات طبية من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وحذّرت الوكالتان من أن المزيد من الاضطرابات في النظام الصحي ستؤدي إلى أعداد كبيرة بشكل غير مقبول من الوفيات التي يمكن الوقاية منها بين الأطفال والسكان الهشين.
وأودى مرض الكوليرا بحياة 65 شخصًا كثير منهم أطفال، من أصل 1310 حالات إصابة في أربع ولايات سودانية.
وكانت وزارة الصحة السودانية أعلنت في 26 سبتمبر الماضي، تفشي الكوليرا في ولاية القضارف، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى ولايتي الخرطوم وجنوب كردفان، كما تم الإبلاغ عن حالات مشتبه فيها من ولاية الجزيرة.
وأكد البيان أن أكثر من 5.8 مليون شخص بينهم 2.5 مليون طفل، نزحوا حديثًا، مع وجود أكثر من 7.1 مليون نازح داخليًّا – 4.5 مليون منهم منذ اندلاع النزاع.
وذكر أن السودان يوجد به حاليًّا أكبر عدد من النازحين داخليًّا في العالم، يفتقرون إلى الغذاء ومياه الشرب المأمونة والبيئة النظيفة والرعاية الصحية والعديد من الخدمات الأساسية.
وقالت أوبراين “إن تقديم خدمات الصحة والتغذية للأمهات والمواليد الجدد والأطفال هو شريان الحياة في بلد يحتاج فيه ما يقرب من 14 مليون طفل إلى الدعم الإنساني بشكل عاجل”.
من جهتها قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في السودان، نعمة سعيد عابد، “إن الرعاية الصحية الأولية بعيدة عن متناول ملايين السودانيين”.
من جهتها، صرحت رشا محمد طاهر رئيسة قسم الصحة النفسية التابع لوزارة الصحة السودانية في ولاية البحر الأحمر “عندنا كمية من الحالات أطفال عندهم اضطراب ما بعد الصدمة“.
وأضافت “تمت إحالتهم إلى المستشفى النفسي والآن عندنا حالات أيضا من ناس كبار.. حاليا ما يمكن أن نقدمه للأطفال هو أن ندعمهم ونخفف عنهم عبء الأثر النفسي السيء عليهم”.