سياسة

أساتذة أفغان في تحدي لطالبان في تعليم البنات


بدأ أساتذة أفغان في تنظيم دروس سرية بالمنازل للفتيات المراهقات الممنوعات من التعليم في مواجهة لتعليمات حركة طالبان، ويشير ذلك إلى وجود معارضة قوية لعودة القواعد الاجتماعية الصارمة التي تفرضها طالبان، لا سيما في مدن مثل كابول

وقضت صحيفة “وول ستريت جورنال” معايشة مع مجموعة من الفتيات المراهقات داخل أحد المنازل “دخلن بهدوء إلى منزل المدرسة فوزية، وخلعن أحذيتهن، وتجمعن بغرفة المعيشة من أجل تلقي درس سري في التاريخ“.

وتحدثت فوزية، التي طلبت من الصحيفة التعريف عنها بذكر اسمها الأول فقط، عن كنز أفغانستان الخرافي، “ذهب باختر”، وملوكها وملكاتها السابقين. وترى المعلمة ذات الـ56 عاما أن عملها الجديد السري مع المراهقين ضروري.

منعت الفتيات الأكبر من الفصل السادس من الذهاب للمدرسة عندما بدأت طالبان إعادة فتح المدارس العامة في سبتمبر/أيلول.

ومنذ هذا الوقت، أعادت المدارس المتوسطة والثانوية في عدد محدود من الولايات فتح أبوابها أمام الفتيات، لكنها ما زالت مغلقة في كابول ومعظم أنحاء البلاد.

وقالت فوزية: “إذا جلسن بالمنزل سيصبن بالاكتئاب أو الإدمان على هواتفهن. نحتاج أن نعطيهن الأمل في إعادة فتح المدارس يوما ما“.

وحتى الآن، تبنت طالبان نهجا أكثر اعتدالا تجاه النساء والفتيات مقارنة بفترة حكمهم في التسعينيات. وقال مسؤولو طالبان إنه ستتم إعادة فتح المدارس للفتيات الأكبر سنا في كابول وأماكن أخرى بمجرد اتخاذ إجراءات الفصل بين الجنسين المناسبة.

ورغم مرور ثلاثة أشهر على سيطرة طالبان على البلاد، يتساءل عديد من الأفغان عما إذا كانت طالبان ستفي بوعودها.

وقالت أكسانا سلطان، التي فرت من أفغانستان عندما كانت طفلة إبان حكم طالبان وتدير حاليا جمعية أهلية في الولايات المتحدة تناصر حقوق الفتيات الأفغانيات في التعليم: “من الواضح من سلوكهم الماضي.. لا يريدون تمكين النساء عبر التعليم. هدفهم إبقاء النساء بمنازلهن“.

وفي التسعينيات، علمت فوزية، وهي أم لخمسة أطفال، أكبر بناتها وباقي أطفالها بالمنزل. والآن، هي واحدة من عدة معلمين يقدمون دروسًا سرية للفتيات المراهقات بالمنزل.

وتندمج المراهقات الأخريات مع التلاميذ الأصغر سنا بالمدارس، بينما يأمل معلموهم ألا تلاحظ طالبان أو تهتم.

وحظرت طالبان التلفاز في التسعينيات، لكن يمكن لمعظم الأفغان الآن الوصول إلى الإنترنت، بما في ذلك الدروس الإلكترونية. وتغيرت التوقعات أيضًا.

وقالت فرحات (22 عاما)، التي طلبت استخدام اسمها الأول فقط: “عندما وصلت طالبان أول مرة إلى السلطة منذ عشرين عاما، كان مستوى التعليم في البلاد منخفضا للغاية. كان العديد من النساء راضيات بدروس محو الأمية الأساسية. الآن، مستوى التعليم مرتفع“.

 وتساعد فرحات والدتها، فوزية، في تعليم المراهقات، ومن بينهن شقيقتها الأصغر، بغرفة المعيشة الخاصة بهن، لكن “الفصول الصغيرة مثل هذه لا يمكنها حل المشكلة. يجب إعادة فتح المدارس“، بحسب قولها.

من جانبها، تنظم باشتانا دوراني، معلمة أفغانية، دروسا للفتيات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وقالت: “إذا فقدنا الزخم فلن يكون هناك طبيبات أو مهندسات“.

 وأشارت دوراني إلى أن حوالي 100 طالبة مراهقة في جنوب أفغانستان مسجلات في دروس حضورية وأخرى عبر الإنترنت، وتأمل توسيع البرنامج ليمتد لأجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك المناطق التي أعيد بها فتح مدارس الفتيات.

وصرحت طالبان إنهم سيحترمون حقوق النساء في إطار الشريعة الإسلامية، لكن لم يوضحوا القيود التي سيضعونها.

من جانبه، قال عاكف مهاجر، المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي كانت وزارة شؤون المرأة قبل وصول طالبان للسلطة: “نحن ملتزمون بمنح الفتيات الحق في التعليم. الإسلام أعطاهن هذا الحق. لكن هناك بعض المسائل التي تتعارض مع عاداتنا وقيمنا الإسلامية. بمجرد تعديل تلك المسائل، سندع الفتيات يذهبن إلى المدارس. نحاول فعل ذلك بأقرب وقت ممكن“.

وأضاف ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان: “إحدى المشاكل المتعلقة بإعادة فتح مدارس الفتيات والجامعات اقتصادية. إن فرضتم عقوبات علينا، فإنكم تزيدون تعطيل تلك العملية“.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى